facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اعتياد ..


رنا شاور
22-12-2010 01:17 PM

قبل أكثر من عشرين عاما ً كنّا مجموعة من الأصدقاء تفرقنا في رحاب الجامعة الأردنية بحسب التخصصات، بعضنا يدرس الحقوق أو العلوم السياسية وإدارة الأعمال وبعضنا في كلية الآداب يدرس اللغات وعلم الاجتماع واصدقاء آخرون انتشروا في الكليات العلمية. في معظم أوقات الفراغ بين المحاضرات كنا نتوجه إلى منطقة وسطى نلتقي فيها.

في البداية كنا نلحظ أن بعض الأصدقاء في كلية الطب يعزفون عن الأكل ويشعرون بالغثيان إذا تصادف وجودهم في الكافتيريا بعد محاضرة التشريح، فمنظر الجثة الباردة التي يلتفون حولها كان كافيا ً لسداد الشهية ولهزالهم، يضاف أن رؤية جسد ميت قد شكلّت لهم ما يشبه صدمة نفسية، وأذكر أن صديقة فقدت وعيها في أول مرة تدخل فيها إلى قاعة تشريح.

مرت الأيام وبتّ ألاحظ أن صديقتنا التي فقدت وعيها وضعف جسدها قد حطّت عليها الشهية بعد انقطاع ، وأثار استغرابنا نحن طلبة الكليات الأدبية أن أصدقاءنا «الأطباء» أصبحوا يمضغون الطعام ويتضاحكون ويتحدثون عن المشارط والمشرحة والجثث باعتيادية غريبة جدا ً، هذا غير المزاح والمقالب داخل قاعة التشريح وأحتفظ بتفاصيلها. أصدقائي الأطباء صبغ الهدوء شخصياتهم بعد ذلك ولم يعد أحدهم ينفعل لما كان داعيا ً للإنفعال والاشمئزاز من قبل.

إنها العاديّة، وفي حياتنا جميعا ً مواقف اعتدناها صارت تقابل بالحيادية والفتور في ردود أفعالنا.. فتكرار المشهد على نحو مستمر يصبح أمرا ً نمر به دون أن نتوقف عنده كثيرا. تخبرنا الأنباء كل يوم عن شكل جديد للجرائم: قتل وسرقة وسطو مسلح ومشاجرات واحتيال، حتى أصبحت الجريمة خبرا يوميا يَسّر الانفتاح على العالم تحويلها إلى وظائف نظامية نقرأ تفاصيلها ببعض الحرارة الفطرية.. ثم نمضي.

وصلنا لمرحلة اعتياد ، فخبر الجريمة لم يعد أمرأ استثنائيا في المجتمع، وردود فعلنا باتت تقتصر على ملامح باهتة. ما الحل؟ .. نريد للعقاب أن يكون معلوما ً للجميع متجذراً في الأذهان، وأن تلقى التغطية الاعلامية للأحكام القضائية والاجراءات العقابية الصادرة بحق الجريمة ذات الكثافة والاهتمام اللذين تلقاهما أخبار ارتكاب هذه الجرائم حين تتصدر الأخبار بشكل متزايد ، ولتكن طمأنة المجتمع على الصفحات الأولى أو البارزة بأن هناك يدا من حديد تضرب كلّ خارج عن القانون وخارج عن السوية البشرية، كما يمكن لكل مرة ينشر فيها خبر ارتكاب جريمة أن يتمّ التذكير أسفل الخبر بالعقاب الذي يلحق بالجرم ، وهذا أضعف الإيمان في مكافحة الجريمة. فلربما كان الترويع من العقاب سببا ً في الحدّ من أعقد مشكلات المجتمع: الإجرام؟.

(الرأي)





  • 1 شو راح يصير؟ 22-12-2010 | 02:03 PM

    ولا اشي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :