facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السفر عبر الزمان


رمزي الغزوي
24-12-2010 04:32 AM

منذ البدء وهذه الأرض ، كانت صغيرة جداً ، وضيقة جداً ، وليست على مقاس ساكنيها ، فالإنسان قد تكون قدماه منغرستين في تراب هذا الكوكب الأزرق الصغير ، القابع في طرف قصي من مجرة درب التبانة ، متوسطة الحجم ، عبر كون لا متناه ، لكن رأسه ظل يهيم بالخيالات والأحلام والأمنيات ، مما جعل لحضارة بني البشر كل هذا العلو والتقدم.

الإنسان فكر بالطيران مبكراً ، فخياله كان يواكب الطيور ، وهي تمخر عباب الفضاء بسلاسة وانسياب ، فكانت المحاولات المتتالية ، والتي دفع ثمن بعضها عباس بن فرناس ، الذي ريَّش نفسه ، ونسي أن يتخذ ذيلاً: فسقط على أم رأسه ، لكن خيال البشر الجامح الرامح ، ظل يداعب حلم الطيران ، حتى صار الجو درباً معبدة وسهلة،.

وكان هناك أكسير الحياة ، الذي شيّب رؤوس العلماء ، هذا الإكسير الذي يمنح شباباً دائما وحياة أبدية ، وكان هناك طاقية الإخفاء ، التي حلم بها وتاق إليها الفكر البشري ، كي يتحايل على قوانين الطبيعة الصعبة ، فيأتي متخفياً وملتبساً ، وكان أيضاً بساط الريح ، الذي يلغي المسافات ويطويها ، كما نطوي صفحات كتاب ، وكانت أيضا أحلام السفر والنزول على القمر المنير ، صديق الإنسان منذ القدم ، حتى أنه عبده ذات جهالة،.

وأحلام البشر دوما تسبق وتقود العلم ، الذي هو ترجمة لهذه المراودات الحلمية ، فلو الأحلام لما كان هذا التقدم الهائل بثورة الاتصالات المشهودة ، حتى بات يسمع الواحد منا عن مخترعات عجيبة ، تفوق هذا الخيال وتنوف عنه وتبهره ولا تخطر على باله،.

إحدى تقليعات العلم وشطحاته الحديث والإسهاب في إمكانية السفر عبر الزمان ، فكما يمكن للإنسان أن يتجه في المكان شرقاً وغرباً ، أو أن يعود جنوباً أو شمالاً ، فبالإمكان أيضاً أن يتنقل الواحد منا عبر أقسام الزمن الثلاثة: الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، أي أن العلم الفيزيائي الحديث ، المبني على النظرية النسبية لأينشتاين ، لا يستبعد أبداً قدرة الإنسان على الذهاب إلى الماضي ، أو الإبحار من الحاضر إلى المستقبل،،.

وكما تحايل الإنسان على تضاريس الأرض الصعبة ، فبنى الجسور المعلقة والطويلة ، للمرور من فوق الأودية السحيقة ، ونقب الأنفاق العميقة ليتلافى متاعب الالتفاف حول جبل عال ، فكذلك فكر في إمكانية العودة إلى الوراء ، في البعد الزمني ، عبر ما بات متعارفاً علية باصطلاح (الثقب الدودي) ، وهو أنبوب في الزمان والمكان ، فنحن بحاجة إلى عشرات الآلاف من السنين لنصل إلى أطراف مجرة درب التبانة لو سرنا بسرعة الضوء ، لكننا وباستخدام الثقب الدودي يمكننا السفر والعودة قبل حلول وقت الغداء،،.

إي ، هل يمكننا حقاً أن نسافر في الماضي ونعود إليه ، وماذا لو أن أحد التعساء ، عاد إلى الماضي ، عبر ثقب دودي وأطلق النار على جده في ليلة عرسه؟، ، ماذا كان سيكون في الحاضر ، هل سيولد هذا التعيس ، أم أنه سيتلاشى ولن يبزغ على سطح الحاضر؟،.

أسئلة محيرة كثيرة ستصدمنا ، فلو قدر وامتلكنا هذه التكنولوجيا التي هي في الحقيقة تتعارض مع الواقع العلمي الحالي ، لو امتلكنا هذه الميزة ، هل سنبقي ماضينا مظلماً مشوشاً مرشوماً بالأخطاء الفادحة ، أم أننا سنعود إلى كل هفواته وسقطاته ونصلحها ونسويها،. ولهذا سأترك لكم أن تبحروا في خيالاتكم ، فيما لو امتلكتم ثقباً دودياً ، شريطة أن لا يعبث أحدكم بيوم كتب كتابه ، فيعود إليه مثلاً ليهرب من بين يدي العروس والمأذون والمعازيم ، بعد لحظة تفكير،.

ramzi279@hotmail.com

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :