facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل أصبح تعاطي المخدرات مشكلة أردنية؟


حلمي الأسمر
19-07-2007 03:00 AM

الجواب عن السؤال الذي أخذ شكل العنوان هنا هو: لا ولكن! لا لأن مجتمعنا لم يزل نظيفا أو يكاد من هذه الآفة، ولكن مع مرور الزمن والتحولات الجذرية التي يمر بها، بدأت مفردة "الإدمان" تتردد بشكل كبير في قاموسنا الوطني!ولهذا، تنادى عدد من محبي بلدهم وبدأوا جهدا تطوعيا لعقد مؤتمر شبابي وطني مُسخر لمكافحة المخدرات في أوساط الشباب تحديدا، وقد لقي هذا الجهد صدى طيبا من كثير من المؤسسات الخاصة والعامة، فمدت يد العون والتبني لهذا الجهد، وقد كانت صحيفتنا "الدستور" في مقدمة من شارك في دعم هذه المبادرة، وسيكون لرئيس التحرير المسؤول كلمة رئيسة في هذا المؤتمر.

بالأمس حضرت اجتماعا تحضيريا للمؤتمر الذي سيعقد في عمان يوم 28 من الشهر الحالي، شارك فيه ممثلون عن الشركاء الرئيسيين في رعاية المؤتمر بمن في ذلك دائرة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام والمجلس الأعلى للشباب والجامعة الأردنية ومستشفى الرشيد للطب النفسي، وعدد من النواب المعنيين، وجهات أخرى داعمة ومتبنية للموتمر، وقد لفت نظري جملة من المسائل، فجرتها جلسة العصف الذهني التي دارت ومنها:

- هناك إدمان قانوني على المخدرات، وهو أدمان كثير من المواطنين (والمواطنات طبعا وربما يشكلن كثرة هنا!) على العقاقير المهدئة التي تصرف بشكل سلس من الصيدليات الرسمية والأهلية، وقد كشف النقاش وجود تسيب حقيقي في عملية الصرف وعدم تقيد بعض الصيديات بتعليمات صرف الأدوية الخطرة التي تسبب الإدمان حتى أن أحد المختصين صرح أن بوسعه الآن إحضار عدة أنواع من حبوب "الهلوسة" من أي صيدلية، بقليل من "حسن التصرف" والمعرفة! وتدل الإحصائيات المتوفرة لدينا أن هناك مدمن هيروين واحد مقابل خمسة من مدمني الأدوية، ما يؤشر على المشكلة وخطورتها في الأردن!

- مسألة أخرى لفتت النظر، وهي أن هناك عملية تفسخ أسري كبيرة بدأت تغزو مجتمعنا، بسبب تعذر اجتماع الأسرة يوميا حول مائدة واحدة، وعزز هذا وجود نمط جديد من البناء في بعض الأسر يقوم على تخصيص جناح لكل فرد من أفراد الأسرة، يضم غرفة نوم وحماما ومعداتهما من تلفزيون وكمبيوتر وهاتف خلوي طبعا، وربما باب خارجي، ما سمع بنمو علاقات غريبة ربما تشجع على تعاطي المخدرات والرذيلة دون أن يدري أحد من الأسرة عن أحد!

- "اكتشفت" على هامش الحوار، أن الأردن حاز على الجائزة الاولى لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة المخدرات ومنع الجريمة فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا لعام //2000 // وتنافس على هذه الجائزة مع /19/ دولة، و"اكتشفت" أن هناك جهودا كبري تبذل بدون ضجيج ولا إعلام لمحاصرة هذه الآفة، يق،وم بها المجلس الأعلى للشباب والجمعة الأردنية، ومؤسسات خاصة أيضا، وعلى رأس كل هؤلاء دائرة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام، وهذا يقودنا إلى التوقف قليلا أمام بعض الأرقام والحقائق التي تكشف واقع وحجم مشكلة المخدرات لدينا، وهو ما يفسر لم نحتفي بأي جهد يشجع على الحد من انتشار هذه الآفة ويكافحها بشراسة!
- الأردن، حتى الآن- ليس منتجا بل مركز عبور، مع هذا وصل عدد متعاطي المخدرات إلى 2500 شخص العام الماضي، تم إعادة تأهيل 157 منهم.

- تعاملت إدارة مكافحة المخدرات مع 2041 قضية تهريب وحيازة، اعتقل في إطارها أكثر من 2200 شخص. ومؤخرا أتلفت إدارة المكافحة كميات مختلفة من المخدرات تقدر قيمتها الإجمالية في السوق ب 17 مليون دولار.

- يتركز المدمنون ضمن شريحة كبار الأغنياء والفقراء جدا، وضمن الفئة العمرية بين 21 و 31 عاما.
- مركز معالجة المدنين التابع للأمن العام، أكد أن هذا المركز عالج 1511 حالة منذ تأسس العام 1994. ويؤوي المركز أحد عشر شخصا فيما تصل فترة العلاج القسري 45 يوما.

- الحشيش هو الأكثر انتشارا في الأردن. أخيرا بدأ البعض يتجه إلى الهيروين لكن بأعداد قليلة لأن كلفتها عالية تصل إلى 100 دولار للجرعة الواحدة!

- يشكّل غير الأردنيين زهاء 25 % من التجار ومروجي المخدرات في الأردن.

-تسقط القوانين الأردنية الحق العام عن الذي يرغب بالعلاج من الردمان فيما تشدد العقوبات على التجار من 15 عاما مع الأشغال في المرة الأولى إلى الإعدام شنقا في حال التكرار، وسبق وأن أعدم أحد التجار.

- أودى تعاطى المخدرات خلال أحد الأعوام الأخيرة بحياة 18شابا تناولوا جرعات زائدة منها!

- نسبة التعاطى فى بعض دول المنطقة يصل الى /17/ بالمائة وهو ما يجعل الاردن فى خطر دائم، وتثبت التحقيقات ان 85 بالمائة من الكميات المضبوطة من المخدرات هي لدول مجاورة للاردن.

- كان من بين من ضبطوا بتهمة التعاطي في أحد الأعوام 36 امرأة معظمهن اردنيات.

- اظهر تقرير اصدرته الامم المتحدة في مايو ايار من العام الماضي ان العراق اصبح نقطة عبور مهمة للمخدرات المهربة من افغانستان حيث تنقل الى الاردن ومنه الى دول اسيوية واوروبية، وفي هذا المجال يحذر مسؤول عراقي من أن كميات كبيرة من المخدرات المهربة من إيران بدأت في الانتشار في المزارات الشيعية الكبرى في العراق ولا سيما في مدينة كربلاء حيث تم ضبط نحو طنين من هذه المواد منذ احتلال العراق السابق في عام 2003. تنوعت الكميات المضبوطة ما بين الحشيش والهيروين وفاق وزنها الطنين وقد كانت معدة للبيع تحديدا في المنطقة التي يسميها الشيعة الحرمين الشريفين (في إشارة إلى مرقدي الإمامين الحسين بن علي وأخيه العباس)!!

المؤتمر الشبابي الأول لمكافحة المخدرات نموذج يستحق التشجيع، للإسهام في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة، فهو مثال على الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، ويستهدف اقامة تحالف مجتمعي للتصدي لمخاطر المخدرات ورفع مستوى الوعي العام بقضية المخدرات وإرساء مفهوم المسؤولية الاجتماعية لشركات قطاع الاعمال اضافة الى اعتماد خطوط عريضة لخطة عمل وطنية لمكافحة المخدرات، تبني على الجهود التي تبذل حاليا في هذا المجال، وتشبك بين المؤسسات المعنية لزيادة حجم التعاون والتنسيق فيما بينها، المؤتمر سيناقش دور التربية في حماية النشء من المخدرات وكيفية التعامل مع المشكلات الصحية والنفسية لمدمني المخدرات ودور الاعلام والخطاب الديني اضافة الى دور المنظمات الشبابية في مكافحة هذه الافة حيث سيطلع المشاركون على حالات دراسية مختلفة تتناول مسألة المخدرات من المنظور الديني والاجتماعي والاقتصادي، ووفق بسمة الحسن رئيسة اللجنة التنظيمية للمؤتمر، يسعى المؤتمر إلى بناء خطة عمل وطنية ممنهجة تندرج تحت محورين أساسيين الأول: يتعلق بالشباب من خلال عمل البرامج الموجهة لهم في المدارس والجامعات والأندية والمراكز وتثقيف الشارع، والثاني: يتعلق بالإعلام ودوره الهام والفعال في التوعية والتثقيف بمخاطر وتهديدات المخدرات والآثار القانونية المترتبة على جريمة التعاطي والاتجار غير المشروع للمخدرات. وهو أولى المبادرات الاجتماعية التي تطلقها شركة امتياز الأردن للإعلام في المملكة، في إطار السعي إلى إرساء مفهوم المسؤولية الاجتماعية لشركات قطاع الأعمال.
مبادرة جيدة، نرجو أن تجد صدى لدى قطاعنا الخاص، وتصبح أمثولة للتأسي، فالمشكلة مجتمعية عامة، ومعالجتها تقع على عاتقنا جميعا، خاصة وأنها في بدايتها، وكما يقول العقيد طايل المجالي مدير دائرة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام: رجال الإطفاء يقولون أن الغابة التي لم تحترق بعد هي الأولى بالحفاظ عليها!
al-asmar@maktoob.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :