انتفاضة الجامعة الأردنية!!
ماهر ابو طير
02-01-2011 02:09 AM
الذي يشاهد تسجيلات الفيديو للمواجهات بين الطلبة في الجامعة الأردنية ، يشعر وكأننا وسط انتفاضة ، حجارة وسيوف وعصي وسلاح وفتية ملثمين آمنوا بربهم،.
لو أجرينا دراسة على الذين يشاركون في هكذا مواجهات في الجامعات من مؤتة الى الاردنية مروراً باليرموك والتكنولوجيا والحسين بن طلال ، وغيرها ، لاكتشفنا ان اغلب المشاركين هم من الذين دخلوا الجامعات بواسطات مشرعنة او غير مشرعنة.
في حالات اخرى دخلوا عبر القوائم العلنية والسرية ، والذي يدخل بواسطة واثق ان الواسطة ستنجيه ايضاً لو خالف القانون.
لايمكن لطالب ارهق نفسه وأهله وهو يكد ويتعب حتى حصّل معدلا مرتفعاً ، ان يفرّط بمقعده بهذه الطريقة ، ولأن المقعد يأتي ببساطة ، فالتفريط به يتم بكل بساطة ، والاردني المجد والمجتهد الذي يرهق والده بالرسوم والصبر النبيل ، يكون همه فقط ان يتعلم.
حفنة منا تحرق سمعة المؤسسة الاكاديمية ، وتجر خلفها الاف الاردنيين ، الى مستنقع مظلم ، فبأي حق يتم تخريب حياة عشرات الاف الطلبة ممن لا ناقة لهم ولاجمل في هكذا حروب صغيرة؟.
هي نتيجة طبيعية لتفريغ الطالب من اي برنامج اواعتقاد او فكر ومنحه الشهادة ببساطة ، واخراجه الى حياة بلا مستقبل او أمل.
ليس أسهل من استغلال هذه الحوادث لتشويه سمعة البلد ، وأهله ، ورسم صورتهم وكأنهم مجموعتان ضاربّ ومضروب ، وهذا مسعى غير اخلاقي ، لكنه يفتح الباب نحو البحث عن اجابات لأسئلة معلقة حول هذا العنف المجتمعي.
مسعى غير اخلاقي لاننا لسنا مستشرقين ، ونريد حلا لهذا العنف ، لا..تسييله للشماتة بالبلد واستقراره وحالة اهله.
باتت القصة وكأنها منافسة بين الناس ، وايهم اكثر عدة وعدداً ، وايهم يذيع صيته بأنه لايخشى الردى ، ولا القتال ، وهكذا نلاحظ ان الجميع يستغرق في فرد العضلات.
لا احد يريد ان يضع حداً لهذه الاشكالات ، ولو كانت هناك نية لوضع حد ، لعوقب كل شخص يعتدي على آخر ، وكل شخص يعتدي على مقدرات عامة من جامعات ومراكز شرطة وسيارات ، وكل شخص يأتي الى الجامعة بمسدس اوعصا.
قيل الكثير في تردي مستوى الجامعات ، وضياع الطلبة ، والمحزن ان دولا كثيرة تغبط البلد على ميزاته كالتعليم والعلاج ، لكنك ترى بأم عينيك كيف تعجز هذه الدول عن مجاراتك في صناعة هذه المزايا ، فيما نتفوق نحن بهدمها تدريجياً ، يوما بعد يوم.
هذا الملف بحاجة الى مراجعة كاملة قانونياً وسياسياً واقتصادياً وقضائياً وعشائرياً ، وعلى كل المستويات ، لان الواضح ان الامور باتت تفلت من كل اتجاه ، والطبطبة ارضاء لخواطر فلان وفلان ، ادت الى هذا المشهد المؤلم والمؤذي بحق.
الذي يحب الاردن لايكتفي بالكلام ولابالشعارات ، ولا بالتعبئة التي تسببها اغانْ صباحية تفيض بالقتل والتهديد والدموية ، لكنه يقف بقوة امام هول هذا المشهد ، ويسأل الاسئلة ويطرح الاجابات على شكل تغيير جذري.
احدى مصائبنا تتلخص باعتقاد كل واحد فينا ان الاردن يبدأ وينتهي عنده ، وانه لولاه ولولا فلان من اقاربه ، لضاع الاردن ، فتتضخم "الانا" الفردية والجمعية بطريقة تؤدي الى مانراه ، فيما كل واحد فينا يسن سكينه لحز عنق البلد ، ولا كأنها بلده وبيته وحضنه.
لاعلاقة لي ولغيري بأسباب هذه المشادات ، وكل مايهمنا هو استقرار البلد ، وقد بات الواحد لايأمن على ابنه في جامعة ، ولا من طلقة عابرة في شارع ، واذ لاتحتمل هذه القصص المبالغات ، لكنها ايضاً تقول لك: إنها تزيد وتشتد حدتها يوماً بعد يوم.
اذا كان الانسان يريد تخليص حقه بيديه ، فلماذا تبقى لدينا مؤسسات وانظمة وقوانين؟؟؟.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)