facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فزاعات عكسية لحلب النفط!!


20-07-2007 03:00 AM

أصحاب الكروم والبساتين الذين يودون حرمان الطيور من أرزاقها، يعمدون إلى خشبة فاردة الذراعين بهيئة صليب، يدقونها بين جدائل الدوالي وقرب الشجر، ثم يلبسونها ثياباً بالية براقة، وقبعات مهترئة، وربطات عنق مشوشة الألوان، فيصنعون بذلك فزاعة مريبة غريبة، ترهب الطيور والعصافير، وتذبها عن العنب والثمار!!. الطريف في الحياة وتناقضاتها، أن الكثير من هذه العصافير تتآلف مع هذه الفزاعات الميتة المشرعة الذراعين، هذه العصافير الوادعة الشفيفة، تقوّي قلبها وتجرؤ أحياناً، وتقتنص الحنان من لدن هذه الفزاعات المخيفة، وزيادة في الشجاعة والبسالة، فإنها تبني أعشاشها في رأس هذه الفزاعات وجيوبها، وتبيض وتفرّخ، فهذا هو الأمن الأمين في جوف خوف مبين!!.
وبعيداً عن فزاعات الدوالي منزوعة الحنان، فلحلب بقرة عليك أن تمسدها بيدك الحنونة مرة إثر مرة إثر مرة، فالإيناس قبل الإبساس!!، كما في المثل العربي القديم، والإيناس هو الحنو، والإبساس هو الحلب، ثم عليك أن تقرِّب العجل الرضيع من ضرع أمه برفق، بعد أن تلجم فمه بحبل صغير، كي تمنعه من الرضاعة!!.
البقرة وبعد أن يقترب عجلها من ضرعها؛ تدر الحليب، ولأن الأصابع التي تحلب تكون رطبة، فالبقرة المسكينة تعتقد أن عجلها هو الذي يرضع منها، فتحنّ عليه وتدر حليبها سائغاً لذة للشاربين!.
وكان يحدث أن يموت العجل أو يذبح، وهذا يعني جفاف ضرع البقرة بكل تأكيد، لذلك كانوا يعمدون إلى سلخ جلد العجل، وحشوه بالقش أو التبن كفزاعة عكسية لاستدرار الحنان!!، ويبقونه ماثلاً أمام نواظر البقرة وبمدى شم أنفها؛ فتبقى على مدرة للحليب والإنتاج، وهذا الجلد المحشو بالقش أو التبن، يسمى (البوّ) حسب القاموس المحيط!.
فالذي يريد أن يحلب بقرته، فهو يمارس عملية استحلاب غاشمة ليس إلا، وعملية غش في العواطف والمشاعر، فهو يدني (البوّ) من ضرع البقرة؛ فتشمه وتلحظه فتترقرق الدمعة متألقة في عينيها، ثم تشمه مرةً أخرى، فتنتصب حلمات ضرعها متوردة؛ لتعطي حليب مدراراً، بفعل حنان صناعي زائف: دعونا من البقر المزارع المدجن!!.
أمريكيا التي زرعت فزاعاتها البليدة في كروم وبساتين الأرض، لم تزل تمارس على العالم المغلوب على قهره استحلابا واستدرارا لخيراته وثرواته، بطريقة مغايرة للإيناس قبل الإبساس، ففي ظاهر الحال ترفع بيد شعارات للحرية والديمقراطية والعدالة كفزاعة، لكنها بالثانية تذلهم وتستعبدهم؛ لجعلهم على قيد دكتاتورية منظمة!!.
فبعد فشلها المريع والصارخ في العراق الذبيح، غدا الأمر أكثر من مفضوح، فما من شك أنها جاءت لحلب دجلة والفرات ونفطهما، بيدين جافتين إلا من دم وبارود، ودونما إيناس أو إبساس، ولكن جاءت (ببوّ) محشو بالوهم والأوهام ووعود الحرية والحياة: إنها بلطجة القراصنة في أعالي البحار!!.
ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :