facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قادة اسرائيل على خطى الجنرال بينوشيه


طاهر العدوان
10-01-2011 02:34 AM

الاستيطان مستمر كل ساعة ودقيقة في القدس المحتلة. فقط, يتذكر العرب نمو هذه الخلية السرطانية عندما تصل عمليات الهدم الى اطراف المسجد الاقصى او عمليات الهدم الشامل, كما حدث امس لفندق شيبرد القديم في قلب المدينة.

وما هو مستمر ايضاً, عمليات قتل واعتقال الفلسطينيين وتعذيبهم واهانتهم مع صبيحة كل يوم. لكن هذه العمليات لم تعد تحرج قادة اسرائيل ولا "مجتمعها المدني" مع ان وحشية الاحتلال اصبحت بالصوت والصورة تتصدر نشرات الاخبار في اكثر من مكان في العالم, فما حدث في مدينة الخليل يوم الجمعة من عملية قتل بدم بارد لمواطن بالغ في السن وهو نائم في فراشه يصلح لان يكون جزءا من فيلم يصور ممارسات اعتى الديكتاتوريات التي مرت بها البشرية, مثل ديكتاتورية الجنرال بينوشيه في تشيلي الذي عاقب نساء بلاده باختطاف اطفالهن (10 الاف طفل) وقتلهم من اجل الانتقام من معارضيه.

قادة اسرائيل احقر من بينوشيه, لانهم متخصصون في قتل النساء والاطفال واذلال المدنيين, وفيما كان جنرال تشيلي يضع الاف المعتقلين على سفن اعتقال وتعذيب في وسط المحيط (30 الف معتقل) فان قادة اسرائيل اقاموا معسكرات اعتقال لعشرات الاف المناضلين, واقل فترة قضاها اسير كانت 10 سنوات. لقد اتهم قادة الديمقراطية في اوروبا وامريكا جنرال تشيلي بارتكاب جرائم ضد الانسانية, لكنهم يتحدثون عن قادة اسرائيل (كزعماء دولة ديمقراطية), وهذا تعبير صارخ عن مواقف عنصرية ضد العرب.

اليوم يصطف القادة الغربيون في حالة ابتهاج وفرح لنجاح ضغوطهم المتواصلة منذ ربع قرن على السودان, ضغوطات عسكرية واقتصادية وسياسية, من اجل تقسيم البلد وفصل جنوبه عن شماله تحت راية "منح حق تقرير المصير للجنوبيين". لكن هؤلاء القادة انفسهم لم يقوموا بأي ضغط ملموس منذ 44 عاما لاجبار اسرائيل على انهاء احتلالها ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره في الضفة وغزة والقدس! وهل هناك من تفسير لذلك سوى ارث من الثقافة الاستعمارية العنصرية ضد العرب, انه نفس الارث الذي تبنى الحركة الصهيونية ومشروع استيطان وطن الآخرين وطرد شعبه.

قد يقول قائل, بان قادة الغرب يستجيبون لضغوط (المجتمع المدني) في دولهم, فشعوبهم ساندت حركة تحرير جنوب السودان مثلما ساندت مقاومة ديكتاتورية بينوشيه. لكن مرة اخرى يمكن القول ان هؤلاء القادة لم يستجيبوا لضغوط الشارع الاوروبي الذي خرج بالملايين لرفض غزو واحتلال العراق وما ارتكب فيه من مجازر ضد الانسانية. كما انهم لم يستجيبوا بدرجة ملموسة ومؤثرة للتحولات الهائلة في الرأي العام الاوروبي ضد اسرائيل, خاصة بعد جريمة الحرب الهمجية الاسرائيلية على غزة "الرصاص المسكوب" وبعد مهاجمة اسطول الحرية المتجه لكسر الحصار على القطاع,الذي كان يحمل نشطاء اوروبيين منهم نواب.

لم يستجب هؤلاء القادة, لاستطلاعات نشرت عام 2007، عن ان الرأي العام الاوروبي يعتبر امريكا واسرائيل اكثر دولتين تهددان السلام في العالم.

كل السياسات الرسمية العربية لم تنجح في تحريك ضغوط فاعلة لمساندة الرأي العام الاوروبي للضغط على زعماء الغرب لكي يضغطوا بدورهم على قادة اسرائيل. كما انها لن تحرك (قيد انملة) بين صفوف (المجتمع المدني الاسرائيلي) للضغط على نتنياهو, ما دامت هذه السياسات من دون اسنان. والواقع ان اسطول الحرية (لانه عمل وفعل وفيه تحد للاحتلال) حَرَّك من الضغوط الدولية ما ادى الى رفع جزئي للحصار عن القطاع, فيما فشلت القمم والسياسات الرسمية بإنجاز اي شيء.

قادة اسرائيل مجرمو حرب, وكيانهم قائم على الاحتلال والاستيطان والقتل والسلب والنهب, و(المجتمع المدني) الاسرائيلي لا يتحرك الا اذا شعر بالخطر على امنه ومستقبله, لذلك كانت هناك حركة سلام فاعلة في اسرائيل بعد حرب تشرين عام 1973، وبعد حصار بيروت 1982، لكنها توقفت او تلاشت تماما بعد مؤتمر مدريد, واثر الهرولة العربية خلف مفاوضات من دون حشد للقوة والموارد والسياسات.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :