facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إثارة النعرات في الجامعات!


د. ديانا النمري
14-01-2011 02:49 AM

شبابنا هم نوافذنا الخضراء المفتوحة للغد الأجمل والمستقبل المحفوف بحب الوطن وخدمته... فتجربة التعليم الجامعي تعتبر من أهم المراحل المفصلية في حياة الفرد، ففيها تتكاثف الخبرات وتنفتح آفاق التعليم نحو التجربة وتتبلور معالم الشخصية الأهم.

لكننا نتفاجأ بين الفترة والأُخرى بحدوث حالات مؤلمة من العنف داخل جامعاتنا، بحيث تترك في نفس الكثيرين منا إستغراباً حول هذه الآفة الخطيرة التي قد تهدم مجتمعات بأسرها، كما وتمثل إعتداء سافراً على الخلق والقيم بما فيها من تجاوز واضح على كافة المعاني الأخلاقية العليا، فقد أصبح العنف في الجامعات ظاهرة مقلقة قد تهدد مستقبل التعليم.

يبدأ العنف عادة عندما يعجز العقل وينغلق على نفسه.. عندها فقط تتكلم اليد بشتى أنواع العنف، وهذا بالضبط ما نراه يحدث في بعض الجامعات... فربما قد قصرت بعض جامعاتنا في غرس قيم الوطنية الحقيقية التي تعمل على إبعاد الطلاب عن الولاءات الضيقة على مستوى العشيرة أو القرية أو الحارة أو المنطقة الجغرافية.. بحيث لم تعمل تلك الجامعات بجدية على صياغة شخصية منفتحة جديدة للطالب قائمة على حب الوطن والإنتماء إليه بأكمله، وليس إنتماء محدوداً بحدود جغرافية ضيقة ومناطق جهوية معينة.

كما ولم يعد سراً لدينا أن وجود العقلية المتصلبة السائدة لدى بعض طلبتنا والتي تقوم في أساسها على عدم قبول الرأي الآخر في الحوار والنقاش هي من أهم المسببات للعنف... وهذه العقلية هي نفسها التي أوصلت بعض جامعاتنا إلى ما وصلت إليه من عنف جامعي، بحيث عملت هذه العقلية على تحويل انتخابات مجالس الطلبة من أعراس وطنية ديمقراطية الى صدمات مثيرة للنعرات بين الطلبة.. كما أن وجود الشللية الغوغائية والتي تعمل على إثارة الفتن والنعرات والعصبيات بشتى أشكالها تعتبر نواة لإشعال نيران الغضب والعنف بين الطلاب!.

إن مشاعر الإحباط لدى بعض الطلبة المتولدة عن عدم التوافق السليم مع البيئة الجامعية تؤدي أحياناً إلى العنف... إضافة إلى ما تشهده بعض الجامعات ومرافقها من ازدحام شديد قد يتسبب بتوتر داخلي يؤثر على أعصاب الطلبة!!.. كما أن التنافس الملحوظ على الموارد والخدمات؛ قد يؤدي بالطلبة إلى الشعور بالضيق وفقدان الهوية المعرفية وضعف الضبط الذاتي للسلوك لديهم الذي يسهم بإيقاظ النوازع العنيفة!.

فالعنف هو ظاهرة اجتماعية قديمة موجودة في كافة المجتمعات، ومنها أيضاً الجامعات المتقدمة على مستوى العالم... لكننا نسعى ونأمل دوماً أن تبقى ساحات وقاعات وأروقة جامعاتنا ومدرجاتها محراباً مقدساً للعلم والتنوير فقط، وأن تسود روابط المحبة والتآخي بين جميع الطلبة... لذا فلنعمل جميعاً على جعل وتقويم الطاقات الكبيرة والمبدعة لدى شبابنا تسير في الطريق المنفتح الصحيح الذي يدعو للتقبل واحترام الآخر بدل من تركهم في مهب مثيري الفتن والنعرات!!.



Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :