facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطغاة والسُرّاق تضيق بهم الارض


طاهر العدوان
16-01-2011 02:59 AM

ليل الجمعة كانت التوقعات بأن يلجأ بن علي الى فرنسا للاقامة فيها بعد ان خلعته الثورة الشعبية عن السلطة, هذه التوقعات استندت الى معلومات بأنه يملك قصرا او منزلا في باريس, لكن الرئيس الفرنسي رفض استقباله, وبالتأكيد فان جميع عواصم الاتحاد الاوروبي ليست مستعدة لاستقباله, خاصة ان الجاليات التونسية في اوروبا تتحدث اكثر من غيرها عن القمع والفقر في ظل حكم بن علي.

حتى الامريكان لم يهبوا لنجدته, على العكس, فقد صدر عن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون افضل ردود الفعل على الاطلاق تجاه الحدث التاريخي عندما أعربت من على الارض العربية, اثناء تواجدها في الخليج, »عن خشيتها من تعرض الدول العربية لحالة من عدم الاستقرار اذا لم تعمل على مكافحة الفساد ونشر الديمقراطية ومعالجة البطالة« وكأنها تقول لاصدقائها العرب »الحقوا حالكم«.

الدرس يتكرر, فما حدث مع شاه ايران قبل 31 عاما يتكرر مع بن علي, فالدول الغربية الكبرى سرعان ما تتخلى عن اصدقائها من »الطغاة والسُرّاق« - حسب وصف الشعارات الشعبية التونسية - عندما تنتفض شعوبهم ضدهم. واكثر من ذلك يمكن القول اليوم ومن وحي انتفاضة تونس, بأن زمن نهب الشعوب والاثراء على حسابها ومن ارزاقها وثمن طعام أفواه فقرائها لم يعد مقبولا في القرن الحادي والعشرين, تماما مثلما لم يعد مقبولا قمع الناس وكبت الحريات وفي مقدمتها حرية الرأي, لقد استمعت الى تحليلات عميقة تقول بأن احد دوافع الغضب الشعبي في تونس هو قمع الحريات الاعلامية وسجن الصحافيين وملاحقة حتى المدونين على الانترنت.

لن يستطيع سُرّاق شعوبهم بعد اليوم الاحتفاظ بما ينهبون من ثروات بلادهم في البنوك والمصارف السويسرية وارقامها السرية, لقد أرغمت هذه المصارف على الكشف عن حساباتها السرية بفعل الضغوط الامريكية التي اجبرت احد اهم البنوك السويسرية على كشف حسابات عشرات الآلاف من الامريكيين الذين اودعوا 15 مليارا في حساباتهم للتهرب من دفع الضرائب في بلادهم.

بإمكان النظام التونسي الجديد فعل الشيء نفسه, ففي عام 2009 صرح الرئيس الفرنسي ساركوزي بان »زمن السرّية المصرفية قد ولىّ وهو موقف الاتحاد الاوروبي ايضا« وفي قمة ال¯ 20 الاقتصادية العالمية التي عقدت في لندن عام 2010 تم تبني هذا الموقف .. واذا كان »التوانسة« قد نجحوا في إسقاط الطاغية ليقدموا انموذجا في تغييره, فانهم بالتأكيد قادرون على تسجيل سابقة ملاحقة »السُرّاق« واسترداد اموال الشعب المنهوبة.

الطغاة والسُرّاق عادة ما تضيق بهم الارض عندما لا تنفعهم اموالهم وتلاحقهم ممارساتهم السوداء في الحكم بحيث يصبح وجودهم في اي بلد عبئا ثقيلا الى ان تصبح اقامتهم هي من باب الاحسان والشفقة من اهل الخير.0


taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • 1 كرومه 16-01-2011 | 01:14 PM

    بارك الله فيك ولا فض فوك والله انا هذا ماحدث على مر العصور نعم ضاقت عليه الارض بما رحبت وهذا لان الظلم يعود على صاحبه بالندم والهوان على الله وخلقه ...

  • 2 16-01-2011 | 07:10 PM

    تضيق بهم الارض:مش دايماً


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :