facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فوبيا التوجيهي المتكررة ..


16-01-2011 03:16 PM

في الوقت الذي بدأت فيه وزارة التربية والتعليم خوض الجولة الأولى من امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي 2010 / 2011م .. تعيش كثير من الأسر الأردنية حالة طوارئ وجوٍ من التوتر الذي يرافق موسم الامتحانات.. لتوفر لأبنائها الجو المناسب ..تجاوزاً لاستحقاق عليهم تجاوزه في ديمومة الحياة المعاصرة ..لتبقى المنهجية التقليدية ..المفروضة بمنطق مستهلك .. دون مبرر موضوعي أو ذرائعي ودون الأخذ بالتحولات الاجتماعية ومنطق حسابات التفكير الأدائية أو الجوانب المهاريه البلوميه..أو مهارات التفكير الناقد أو الإبداعي أو الاستدلالي .. والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلب يفرض نفسه .. في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية .. وبذلك تشبع طلبتنا أفكاراً مستهلكة .. في دوامة محيرة تتطلب تحصيلا تراكمياً ( المعدل ).. لتنذرهم بمستقبل دراماتيكي مجهول .. كل حسب مقدرته على الحفظ والتذكر ليصبح – أعانه الله- مسيراً إلى مجهول مفروض علية بمنطق التنافسية (العادلة) في الجامعات ..والتي توجه مصير شبابنا نحو مزيدا من البطالة الهيكلية المقنعة .. بعيداً عن تلبية رغباتهم و حاجاتهم وطموحهم.. ودون القدرة على التنبؤ بمؤشرات سوق العمل،وحاجات الفرد والمجتمع لتحديد الوجهات البعيدة ..فالعصف التساؤلي هو الذي يعبد الطريق نحو هذا المنطق المستشري .

لقد تأملنا أن تعيد وزارة التربية والتعليم حساباتها مع هذه الفوبيا المتكررة سنويا .. خاصة وان وزارتنا العتيدة ما لبثت أن أعلنت للجميع عبر القنوات الإعلامية المختلفة أن هناك آليات عمل جديدة للارتقاء بالثانوية العامة تعيد النظر بالآليات المستهلكة .. محاولة بذلك إقناع المجتمع الأردني بالضرورات الحتمية لذلك .. تمشيا مع التطورات المعاصرة في مجال تحسن العملية التعليمية.. وجميعنا موقنين أن الوزارة عازمة على المضي قدماً في ذلك .. بقصد الوصول إلى صيغ جديدة وتغيير قائم على أسس علمية ومداخل تقنية معروفة كالتخطيط الاستراتيجي أو الجودة الشاملة أو إعادة الهندسة أو إدارة المعرفة أو إدارة الإبداع أو الإدارة بالأهداف وما إلى ذلك.. فالتغيير والتجديد هو حالة صحية للنظام التربوي المتطور بل انه سمة من سمات الأنظمة التربوية الحية خاصة إننا في القرن الواحد والعشرين قرن التحديات والتغيرات السريعة.. بالرغم من خشيتنا مواجهة الكثير من التحديات التي تفرضها طبيعة التغيرات العصرية المتسارعة في شتي المجالات.. لكن الواقع لا يمكن نكرانه والذي يتطلب بشكل سريع إعادة الهيكلة للآليات المتبعة في التعاطي مع هذا الامتحان الوطني والذي يجب أن يرقى إلى سلم درجات التقدم والنمو مواكبة لروح العصر .. لا أن يكون تغييرا لمجرد التغيير وإطلاق مفرقعات إعلامية ودعائية .. وما يتبعها من خسائر معنوية ومادية وتربوية؟ ذلك ما يفرض على المؤسسة التربوية المتمثلة بالطبع بوزارة التربية والتعليم أن تكون مؤسسة تعلم قادرة علي تجديد ذاتها .. لتحسين جودة مخرجات التعليم ومواكبة التغيرات .. وتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة .. ضمن أهداف إستراتيجية تطورية .. وبذلك تستطيع أن تلبي الاحتياجات الحتمية المتغيرة بتغير العصر ...

إننا ونحن نطرح هذا الموضوع الذي يهمنا جميعاً .. ما أردنا إلا انتهاج مداخل القصد من ورائها التذكير بإحداث أي تغيير منشود .. والذي يجب أن يرافقه تهيئة مسبقة للمجتمع الأردني بشكل عام والمجتمع التربوي بشكل خاص ومجتمع التعليم الثانوي بشكل أكثر خصوصية.. لأننا بحاجة فعلية إلى نظام تربوي متطور يراعي خصائص مجتمعنا المتغيرة والمتطورة مع تغير وتطور المجتمعات دون أن يكون مستوردا أو منقولا .. فكثير من التجارب التي كان هدفها النهوض بالثانوية العامة خاصة في دول الجوار كان مصيرها الفشل رغم جودتها .. إلا أنها لم تراع أبسط أبجديات التغيير المتمثل في التهيئة المسبقة وعدم إحداث التغيير بشكل فجائي وعشوائي.. لم تسبقه تهيئة مناسبة . ومن وجهة نظري الخاصة أجد حتماً أن الإعلام التربوي يجب أن يمارس فيها دورًا كبيرًا.

إننا نفخر جميعا أن لدينا كفاءات تربوية وكوادر عتيدة من الأساتذة الأفاضل في وزارة التربية والتعليم والكليات والجامعات يملكون رؤى تربوية تطويريه يمكن أن تنهض بالنظم التربوية القائمة في نظامنا التربوي إلى أفضل المستويات في مجال تطوير الثانوية العامة خاصة وأننا نعيش زمن الاقتصاد القائم على المعرفة..... فالضرورة تفرض اعتماد الطريقة الجذرية في التغيير دائما .. التي يتبعها التحسين والتطوير في الأسلوب القائم .. أو في وعي المجتمع التربوي.. فالتغيير الجذري مطلوب في فترات متباعدة.. أما التحسين والتطوير فهما مطلوبان بشكل مستمر ودائم .. وفي فترات قصيرة متلاحقة ومتعاقبة..
إننا ونحن ما زلنا نجري امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة سنويا بالطريق المعروفة .. فإننا ما زلنا نحاسب الطالب على كم المعرفة الحفظية والتذكرية التي بجعبته .. لا من أجل تحسين العملية التعليمية والاعتماد عليها في القرارات التربوية وغيرها.. وبحسب معرفتي بالمعايير التربوية الحديثة والقياس والتقويم التربوي المعتمد على الأسس والقواعد الفعالة .. فلا اعتقد أن مصطلح المحاسبة التربوية له وجود في قواميس التربية والتعليم لذلك فإنني ازعم وفق المعطيات الحالية إن الممارسات التقويمية المؤسسية لدينا هي ممارسات مكتبية شكلية تمارس بعيدة عن الواقع التعليمي الذي نحن بحاجته .
ولا ننسى الأعباء الملقاة على الجهات المسؤولة عن هذا الامتحان والمتمثلة في التحضير الجيد للامتحان من إعداد للقاعات والمراقبة والتصحيح ولجان وما إلى ذلك .. والتي تستوجب هدراً تربوي كبيراً .. لذلك دعوني أتساءل : لماذا لا تجري عملية أتمتة لامتحانات الثانوية العامة.. ولماذا لا تكون منهجية امتحانات الثانوية العامة معتمدة على مجموعة من وسائل التقييم الحديثة المستندة إلى قواعد إجرائية واضحة ترقى إلى مستوى عال من التطور والتقدم ليقيم أداء الطالب بما ينسجم وطموحة وآماله ونسايره في تحصيله الدراسي عبر مرجعيات تقويم أو بنوك أسئلة مقننة الخصائص السيكومترية باحتراف؟ تمامًا كما في اختبارات التوفل وغيرها.

وفي مقابل ذلك يكون هناك اختبارات للقبول في الجامعات ليقبل الطالب وفقها بناء على محكات تختلف باختلاف الكفايات المطلوبة لكل تخصص.. بحيث تصبح معايير القبول مركبة من اختبار الثانوية بآلياته الجديدة .. واختبار القبول في الجامعة.. بالإضافة إلى اختبار القدرات.. واختبار للاتجاهات والميول وغيرها من المتطلبات.

من هنا نستخلص انه لطالما بقيت الثانوية العامة حفظًا وتذكراً واسترجاعًا.. فلطالما ظلت المشكلات المتعلقة بذلك قائمة .. وبذلك كانت الدعوات إلى عمل تقييم شامل للعملية التعليمية ومراجعة عامة وشاملة خاصة فيما يتعلق بتحديد المناهج الدراسية و بيداغوجيا التعليم ..أو أدوات التقييم التقليدية المختلفة .. وتقصي المناهج الخفية المكتوبة ( مناهج الظل ) التي تعتمدها المراكز الثقافية الربحية كبدائل قوية للمناهج الرسمية .

نحن جميعاً نقدر وزارتنا-وزارة التربية والتعليم- فلا نريد أن نضع كل اللوم على أجهزتها.. ولكن ..!! لا نريدها أن تستمر في اعتمادها على سياسات تقييم تربوية آن لها أن تتجدد .. وفق المعايير التي سبق وتحدثت عنها .. لنتمكن من القضاء على الفوبيا من التوجيهي.. لأننا بالفعل لا نريد أن نرى جدلية غير مبررة في الأسئلة .. فلنتذكر أن هؤلاء هم فئة واسعة من أبناء هذا التكوين الاجتماعي الواحد من مجتمعنا الأردني الكبير فواجبنا كبير في رعايتهم والتخفيف عنهم وتوفير سبل نجاحهم !! لنتشارك معهم فرحة نجاحهم وتفوقهم .

Fsltyh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :