facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكومة "الفزعة"


سلامه الدرعاوي
23-07-2007 03:00 AM

قضية تلوث مياه منشية بني حسن في محافظة المفرق وتسمم اكثر من 650 طفلا كانت بسبب عدم توفر 900 ألف دينار مخصصات لتجديد شبكة مياه المنطقة حسب كتاب وزير المياه الذي قال فيه انه سيتم ادراج مشروع التحديث للشبكة المائية ضمن المشاريع المستقبلية للوزارة على اعتبار ان مشاريع المياه تشبه في اهميتها بالنسبة للمواطنين السماح باقامة برج او منتجع سياحي او غير ذلك من المشاريع الصالحة لكل زمان ومكان.حادثة المنشية مؤشر واضح على تقصير الحكومة في ترتيب اولوياتها الانفاقية ودليل على فقدانها البوصلة في تحديد ما هو مهم او غير مهم بالنسبة لخدمة المجتمعات والقرى, فوزارة المياه - التي تتجاوز موازنتها الـ 100 مليون دينار سنويا معظمها يأتي من المساعدات الخارجية المباشرة خارج الخزينة - غير قادرة على تلمس اهمية تجديد شبكة مياه المنشية التي يطالب سكانها بتحديثها منذ اربع سنوات وحذروا بشكل مستمر من خطورة ترك الموضوع على ما هو عليه وما قد يترتب على ذلك من كارثة بيئية صحية, لكن بيروقراطية الحكومة ومراسلات الوزراء العقيمة واستهتار المسؤولين بصحة المواطنين ادت الى وقوع ما كان يحذر المواطنون منه.

حديث رئيس الوزراء الهادئ يوم الخميس الماضي للصحافيين عن الازمة كان يدل على ان الازمة باتت شبه منتهية وان المسؤولين اصلحوا العطب لا بل ان الفحوصات الاولية اثبتت سلامة المياه وان عدد الاصابات لا يتجاوز الـ 40 شخصا, لنتفاجأ ان العدد تجاوز 650 مريضا وان الازمة في تصاعد لا بل ان اسبابها لم تحل اساسا لان مسؤولي الحكومة الجهابذة لا زالوا يتخبطون ويجتهدون في معرفة الاسباب في الوقت الذي ارتفعت به اعداد المصابين.

الحكومة التي شكلت فرق طوارئ لاسعاف ما يمكن اسعافه هي في الحقيقة بأمس الحاجة الى فريق انقاذ يخرجها من حالة البؤس التي يعيشها وزارؤها, ولا اعتقد شخصيا ان ما تمر به حكومة البخيت حاليا يختلف عما كانت تعيشه حكومة عبد السلام المجالي التي اطاحت بها ازمة مياه زي سنة ,1998 والعدالة تقتضي ان تشرب الحكومة الحالية من نفس الكأس الذي شربت منه سابقتها.

الحكومة الحالية اعتادت على سياسة الفزعة في ادارة شؤونها, فالملك يذهب فجأة الى مستشفى الكرك ليكتشف مأساة المواطنين في هذا المرفق الحيوي الهام ويأمر باجراء التحديث والتطوير الفوري لتأتي الحكومة بعد ذلك لتقول ان هناك مخصصات لتوسعة المشروع منذ ثلاث سنوات الا انه ونتيجة اسباب مختلفة لم يتم طرح العطاء وستتم المباشرة بتنفيذه الآن.

الملك يزور مستشفيات الزرقاء والاغوار الوسطى حيث يتبين ان المراكز الصحية تمر بأزمات حقيقية وغير قادرة على تأدية واجباتها, لتتحرك بعد ذلك كوادر الحكومة لانعاشها وضخ الاموال فيها لانقاذها.

الصحف الامريكية تتناول موضوع الاساءة لعمال المناطق المؤهلة فتنقلب الحكومة رأسا على عقب وتشدد في سياسة العمالة لدرجة انها اثرت سلبا على مجمل الاقتصاد الوطني علما ان الصحافة الاردنية ومنذ عام 1998 تؤكد وجود تجاوزات كبيرة في تلك المناطق الا ان الحكومات المتعاقبة لم تكترث لرأي الصحافة في ذلك الوقت.

واضح جدا ان هناك فجوة كبيرة بين حكومة البخيت والمواطنين, فالوزراء متمترسون في مكاتبهم, ولا يزورون المجتمعات الا ضمن زيارات مخطط لها, وهم بشكل عام يفتقدون لسياسة عمل واضحة او خارطة طريق لمهامهم واولوياتهم, وكل ما في الامرهو ان انتظار ما سيحدث مستقبلا للتحرك بعد ذلك على اعتبار ان ردة الفعل وسياسة الفزعة قد يغطي على ضعف ادائها, وقد تنجح هذه السياسة في بعض الاحيان في ظل عدم وجود مساءلة ورقابة على الحكومة, لكن في حادثة المنشية الوضع مختلف تماما لان المصاب كبير ويتعلق باطفال ادخلوا المستشفيات بسبب اهمال وتقصير الحكومة أولا وأخيرا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :