facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نعم، لقد استيقظنا!


د. محمد أبو رمان
28-01-2011 12:11 AM

ما تشهده الشوارع العربية اليوم من تونس حتى اليمن، والموجة مرشحة بالامتداد إلى عواصم أخرى ليس حدثاً عابراً أو مكرراً لما شهدناه من مظاهرات ومسيرات سابقة، فثمة لحظة تاريخية فارقة عن الخبرة العربية السياسية، ليس المعاصرة فحسب، بل حتى التاريخية.

القاهرة، تحديداً، تحتضن باروميتر المزاج الشعبي العربي، ولها أهميتها الاستثنائية في المشهد السياسي الإقليمي، وما يجري فيها اليوم رسالة في غاية الأهمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الشعب المصري – عادةً- صبور على الجور والفساد والقمع، وأنّه لم يصل إلى هذه المرحلة إلاّ بعد أن طفح به الكيل.

يوصّف د. عمرو الشوبكي، الخبير والباحث في مركز الأهرام، في صحيفة المصري اليوم، أهمية اللحظة الراهنة في الانتقال إلى مرحلة جديدة، بالقول "إن من يتصور أن يوم ٢٥ يناير حدث عابر فى تاريخ مصر مخطئ خطأ جسيما، وأن فتح ملف تزوير الانتخابات وإدارة المؤسسات العامة وفساد الإدارة وخطايا الحلول الأمنية سيعرف إلى أى حد جرى تجريف للحياة السياسية والثقافية، وإهدار لكرامة البشر وغياب أى نظام للمحاسبة، بصورة جعلت الناس لا ترى حلا إلا النزول للشارع".

يضيفد. الشوبكي" لقد حصدنا ليس فقط نظاما غير ديمقراطى، إنما نظام معدوم الكفاءة والخيال جعل، لأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر، معيار الاقتراب من السلطة ليس فقط الولاء، كما جرى فى العصور السابقة، إنما الجهل والفساد وانعدام الكفاءة، فشهدنا الانهيار الحقيقى فى مؤسساتنا الحكومية وشهدنا صحفا حكومية تفنن القائمون عليها فى تخريبها وهو أمر لم نره فى ظل هذه الصحافة المؤممة نفسها فى عهدى عبدالناصر والسادات..".

تلك المؤشرات- الفضائح، التي يقدّمها د. الشوبكي، لما وصل إليه المشهد السياسي المصري ليست بعيدة عن العواصم العربية الأخرى، مما يعزّز عدوى الانتفاضات الشعبية العربية، ويدفع لأول مرة بالشارع ليكون عاملاً حاسماً شرساً، وليس حالة سلبية اتكالية.

الشوارع العربية كانت تخرج، عادةً، بتأصير مشاعرها القومية والإسلامية والوطنية لتناصر القضية الفلسطينية أو تتفاعل مع حدث عربي أو إسلامي هنا أو هناك، لكنها لم تخرج سابقاً لهدف محدد وهو الديمقراطية والإصلاح ومحاربة الفساد والمطالبة بالحقوق السياسية الشرعية والحريات العامة.

من الزاوية السياسية، نحن أمام حالة شعبية جديدة، ومفترق طرق ووعي سياسي جمعي جديد تشكّل على وقع التجربة التونسية، وهو ما يمنحها قيمة تاريخية- سياسية استثنائية.

أمّا من الزاوية الثقافية، فإنّ المعادلة تبدو أكثر أهمية وعمقاً، ذلك أنّ الديمقراطية لم تكن ركناً رئيساً في بنية الثقافة السياسية العربية، تحديداً الشعبية- الشعورية، لكن مع التحرك الشعبي الحالي فإنّ تحولاً أهم من أي تحول سياسي يحدث اليوم يقع في صميم البنية الثقافية والشعورية، ويتمثل بإدراك أهمية الديمقراطية كنظام حكم، وبدور الشارع في الدفاع عن حقوقه السياسية وحرياته العامة ومصالحه الاقتصادية في مواجهة الفساد.

أيها السادة، لا أرفع سقف التوقعات، لكن تأكّدوا أنّنا نعيش لحظة تاريخية حبلى بالتغييرات المقبلة، مهما كانت صيغة ودرجة هذه التحولات، وستكون لأول مرّة في تاريخنا وواقعنا الديمقراطية والحرية على رأس جدول أعمال الشعوب العربية، يطالب بها المثقف متكاتفاً مع عامل البسطة وعامل المياومة مع الاقتصادي والسياسي والأكاديمي.

نعم، لقد استيقظت الشعوب العربية وقد أدركت اليوم أنّ الأحلام والأمنيات والآمال القومية والكرامة الإنسانية وتحرير الأرض، كل ذلك لا يمر إلاّ عبر أنظمة ديمقراطية وشعوب حيّة تحكم نفسها بنفسها، إنّها إرهاصات لعقد اجتماعي عربي جديد.

خاص ب عمون





  • 1 29-01-2011 | 05:19 AM

    تا نشوف

  • 2 فراس ابورمان 29-01-2011 | 01:29 PM

    الحالة التونسيه خلقت ثقه غير موجوده للمجموع بأمكانية الشارع في التغيير


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :