facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفاتيح الغرفة السرية!


حلمي الأسمر
28-01-2011 03:11 AM

هي مكان سري ، يقع في أبعد وأقرب نقطة في القلب ، لها كلمة سر (باسوورد) أو كود رقمي خاص ، لا تنفتح إلا به ، يخبىء المرء فيها أشياءه الخاصة جدا ، ويحتفظ فيها بعواطفه ومشاعره وذكرياته ، سيئة كانت أم سعيدة ، فيها يخلد إلى نفسه ، يعاتبها أو يؤنبها ، يقهقه أو يبكي ، او حتى يصمت ، يمارس فيها كل طقوسه بلا مكياج أو تجمل ، يعدو أو يتكور على ذاته ، وربما يضربها أو يشد أذنها ، وقد يمسد على شعرها ، يهمس أو يصرخ ، يناجيها أو يدير وجهه عنها ، إنها غرفة الأسرار ومستودع الأمواج ، هائجة كانت أو هادئة ، في أعماقها أشياؤه المتناقضة ، هي كما البحر ، بما فيه من لآلىء وأصداف ومحارات وربما فضلات ، بحر بكل طقوسه الغريبة والمفاجئة ، غموضه وبساطته ، يلوذ بها حتى لو كان وسط الملايين من البشر ، فلا يشعر بأحد ، لحظات أو ساعات ، يخلد فيها للتأمل ، عاصفا أو هادئا ، غرفة الأسرار ، أو الغرفة السرية في أعماقنا ، لا يفتحها أحد سوى صاحبها ، ولكنها قد تنفتح فجأة دون استئذان ، لحامل الكود السري ، فيدخلها ويتأمل ما فيها ، ولا تضيء الأضوية الحمراء ، أو تزعق أجراس الإنذار ، لأن من دخلها لم يتسلل إليها ، ولم يكسر ابوابها ، بل دخلها بصورة "شرعية" لأن لديه كلمة السر التي تخوله الدخول ، دونما استئذان ، تنفتح للا أحد ، وتنفتح لكل أحد ، ولكن بشروط،.

يقول الناس أحيانا: فلان دخل قلبي ، أو إنني ارتحت لفلان ، هذا إيذان بان هذا "الفلان" دخل الغرفة السرية ، وامتلك مفتاحها ، وصار بإمكانه التجول فيها ، وتأمل محتوياتها ، ولكن هنا مسألة ، فثمة ملفات في هذه الغرفة لها مفاتيحها أيضا ، فلا تنفتح إلا بكود أو كلمة سر أخرى ، لأن ملفات الغرفة السرية مصنفة ايضا: سري وسري جدا ، وخاص ، وثمة من يمتلك حق الوصول إلى كل المحتويات ، لأن لديه الكود الأكبر ، أو كلمة السر التي تفتح الباب والملفات كلها،.

هل يمكن سرقة الكود السري ، أو الباسوورد؟ طبعا ممكن في حالات خاصة: بكلمة سر مشابهة أو كود ملتبس ، ولكن سرعان ما يكتشف صاحب الغرفة أن ثمة غريبا دخلها ، بكلمة سر مزيفة ، فلا يجد نفسه إلا خارجها ، بلا أي مقدمات ، أو تحذير ، إنها كما عضلة القلب اللاإرادية ، تعمل ذاتيا ، بقوانين خاصة بها ، لا يمكن أن يضبطها أحد ، بل هي تضبط نفسها بنفسها ، ولا يمكن أن يبقى فيها غريب إلا إذا أصبح حبيبا ، وثمة معايير سرية ايضا للحبيب والغريب ، فكما أن هناك "انبياء كذبة" على حد تعبير أستاذنا المرحوم باذن الله حسن التل ، ثمة عشاق كذبة ، وهذا ينطبق على سائر الناس ، ولكنهم قد لا يدركونه ، وتطبيقاته في الحب كما في السياسة ، وفي سائر تصانيف البشر ، فقد تستمع لزعيم فتشعر انه يحاكيك ، ويتماهى معك ، فتُدخله الى غرفتك ، وتخصص له مكانا باذخا يليق به ، وقد تتوج أحدا ما ، فتمنحه إقامة دائمة ، أو تأشيرة (فيزا) حرة ، يدخل متى يشاء ويخرج متى يشاء ، وقد تمنح أحدا "فيزا" زيارة مؤقتة ، يمكن تجديدها ، لتصبح إقامة دائمة ، وقد ينتهي مفعولها بعد فترة ، لأنه خالف شروط الإقامة،.

غرفتنا السرية ، سر من أسرار الخلق ، سعادتنا لا تكتمل إلا إذا شاركنا بها أحبة يشبهوننا ، ويشاركوننا عزف سمفونية الحياة ، دون أن "ينشزوا" أو يخرجوا عن النوتة ، والغريب الغريب في هذه الحياة ، من لا يجد زوارا لغرفته السرية ، يمتلكون مفاتيحها ، وحق الإقامة الدائمة فيها ، أو على الأقل زيارتها ولو "في السنة مرة"،،.

hilmias@gmail.com

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :