facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يترك الاستبداد فراغا


طاهر العدوان
31-01-2011 04:08 AM

عندما تسقط الانظمة الاستبدادية البوليسية او تنهار في الفوضى والخراب يسود الاعلام المنافق المتربي كالفطريات على جدران هذه الانظمة يتباكى على الامن والاستقرار. بينما المسؤولية عن حصول فراغ امني وسياسي تقع على عاتق النظام المنهار نفسه. لانه لم يترك دولة مؤسسات تقوم على الدستور والقانون والحقوق والواجبات, انما اقام من حوله هياكل سياسية وامنية لحماية تفرده بالحكم, وتأمين بطانته الفاسدة. من خلال سياسات امنية تقوم على حماية الحاكم ونظامه من المواطن, بينما في الدول غير الاستبدادية تقوم السياسات الامنية على حماية المواطن. وفي هذه الحالة لا ينشأ عداء بين رجال الامن وبين المواطنين عند رحيل الحاكم او انهيار نظامه.

مثلما حدث في تونس يحدث الآن في مصر, فمن الصعب على التونسي وعلى المصري, وحتى على اي مراقب للوضع من بعيد ان يتعرف على الوجوه الجديدة التي ستحكم. لان النظام الاستبدادي لم يترك مؤسسة سياسية, ولا نخبا قادرة على القيادة, ولا احزابا لها برامج قادرة على تشكيل حكومة. الارتباك والغموض سيظلان سائدين في الحالتين التونسية والمصرية, الى ان تنشأ مناخات جديدة في البلدين تسمح باعادة بناء مؤسسات الدولة وصياغة دستور جديد يسمح باطلاق طاقات الشعب وفعالياته للتعامل مع الوضع الجديد, من خلال المعايير العالمية للنظم الديمقراطية وادواتها, مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحرة وبموازاة ذلك الاعلام الحر.

كنت مشاركا في ندوة اعلامية في دبي العام الماضي عندما كانت الانهيارات المالية والاقتصادية تجتاح العالم بما في ذلك دولة الخليج الثرية. احد الزملاء طرح تساؤلا على مجموعة من الاعلاميين والاكاديميين الحاضرين: ما هو سر النهايات المفجعة في العالم العربي. كل بناء يتبعه خراب, فالدول تبني في مجالات الاعمار والاقتصاد ثم تحدث ازمة تقود الى حروب من الخارج او من الداخل تعمم الخراب وتدمر ما تم بناؤه كما حدث في الحالة العراقية, وفي اكثر من بلد عربي, مشيرا الى ان الازمة الاقتصادية العالمية ايضا, خلقت خرابا في العديد من دول المنطقة, باستفحال الركود وتفشي البطالة والمديونية, وغلاء الاسعار وهذا كله لون من الوان الخراب كما اضاف الزميل?

والاجابة على هذه التساؤلات كانت سهلة باتفاق الحاضرين. وهي ان الانظمة تبني ابراجا وتفتح شوارع عريضة وتُشيّد اسواقا للبورصة ومطارات, لكنها لا تبني مواطنين احرارا ولا مجتمعات حرة. على العكس تصنع خرابا في العقول وفسادا في الارواح والاخلاق وتدمر روح المبادرة والمنافسة في الانتاج لان المحسوبية والوساطة والنفاق ظواهر تطغى على قيم المواطنة والعمل والنجاح بالجهد والعقل?

لا يستطيع الحكم المطلق ان يدير بلدا ويسير به نحو النهايات السعيدة. فالشعب الذي لا يشارك في القرارات المتعلقة بامنه وسياساته الداخلية والخارجية يصبح مع الايام عدوا لهذه السياسات وحاقدا عليها, وعندما ينهار النظام لا ينتج عن الحقد غير الفوضى والسلب والنهب واحيانا تفشي روح الانتقام بين صفوف الناس.

رئيس وزراء فرنسا في الحرب العالمية الاولى كليمنصو قال عبارة مشهورة: "يجب ان لا يُترك العسكريون وحدهم يقررون سياسة الدولة". اما الجنرال ديغول قائد المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية فقال: "يجب ان لا يترك السياسيون وحدهم يقررون شؤون الحرب". هكذا تنشأ الدول وتبقى, فالدولة بقيت دولة في الحالة الفرنسية في عهد الاحتلال النازي لان الولاء لفرنسا الديمقراطية الحرة لم يتزعزع فالمواطن الحر يبقى دائما صمام الامن والاستقرار في زمن الحرب والسلم.

taher.odwan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :