facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ربيع مصر: مرحلة انتقامية لا انتقالية! * حلمي الأسمر


حلمي الأسمر
04-02-2011 03:53 AM

لم يعد مهما الآن أن ننتظر نتيجة المرحلة الانتقامية لا الانتقالية ، التي تمر بها أمنا وأم الدنيا مصر ، فقد حُسمت النتيجة لصالح رجالة ميدان التحرير ، الذين رفعوا شعار: اما الخلاص أو الشهادة ، فنحن نعيش بالفعل والشواهد كلها ربيع مصر والعرب كلهم ، قطرات الدم الزكية التي أراقها البلطجية ، أنارت قلوب الملايين ، ولي تجربة فريدة مع هذا الأمر ، فبعد ان هجم البلطجية على شباب ميدان التحرير ، شعرت بقهر شديد ، واحترت ما أفعل ، وكانت الساعة جاوزت منتصف الليل ، فأنشأت مجموعة على الفيس بوك أسميتها: حملة دعم الصامدين في ميدان التحرير ، وخلال ساعات ناهز أعضاؤه السبعمائة عضو ، فاضوا فيضا للتعليق ومتابعة الأخبار ، وابداء الرأي ، وهذا شيء مدهش وغريب ، أن يحوي مثل هذا الجروب كل هذا العدد من الناشطين بمجرد فتحه ، ما يدل على التفاعل الهائل للناس مع ربيع مصر ، والعرب كلهم،.

ربيع مصر هو ، وربيع العرب بكل المعاني ، فقد ودع القوم أيام الصمت ، وهم يدخلوننا جميعا عصرا جديدا ، يملي على النخب الرسمية أن تستمع جيدا لما يقوله الشباب ، هؤلاء الشباب "الديجيتال" شباب الاننترنت ، الذين كان يقال أنهم شباب بايخ مايص ، يقضي وقته في الدردشة ، وتضييع الوقت ، والبحث عن المتع واللذائذ ، واذ بهم يعكفون على صياغة مستقبل الأمة ، ويرسمون أروع اللوحات ، ويطرزون أجملها ، ليزينوا بها صدر المستقبل،.

النتيجة التي ينتظرها كثيرون وقعت ، بغض النظر عما يمكن أن يحصل نتيجة تدحرج كرة الأحداث في المحروسة ، فثمة انهيار كامل في جانب ، وصعود كامل في جهة أخرى ، المؤرخون يقولون أن الثورات الشعبية لا تفشل أبدا ، كل الثورات الشعبية نجحت ، ولكن الأبصار تشخص لمن يقطف الثمار ، ولن تكون هذه الثمار الا في صالح الشباب ، لأنهم كالمارد الذي خرج من القمقم ، فمن يستطيع أن يعيده اليه؟.

تبقى كلمة تغص في الحلق ، فقد استمعت بذهول لنخب صحفية وفنية ودينية وفكرية ، تجعجع عبر وسائل اعلام رسمية ، تتخاذل عن نصرة الشباب ، وتتمسك بمكتسباتها الآنية ، على حساب مكتسبات بحجم الأمة والوطن ، وتيقنت أن المثقف ليس أقرب الى الخيانة ، بل هو خائن بطبعه ، الا من رحم ربي ، ويبدو أنهم من فئة الشعراء ، الذين يقولون ما لا يفعلون ، وفي كل واد يهيمون ، في مثل هذه اللحظات الحاسمة والتاريخية في حياة الأمم ، يتمايز الناس في مواقفهم ، ويحدث الفرز بين الخبيث والطيب ، هؤلاء الذين طالما تغنوا بالمثل القائل: تجوع الحرة ولا تأكل بثديها ، رأيتهم وهم يتباهون بالأكل ليس بأثدائهم فحسب ، بل بأثداء الجيران ، حرصا على مغنم تافه ، أو منصب وضيع،.

حرس الله مصر المحروسة ، وحمى رجالة ميدان التحرير ، الذين اثبتوا انهم على مستوى صناعة التاريخ ، بأدوات بسيطة ، تبني هرما رابعا للحرية والكبرياء والكرامة بدمهم وصمودهم وارادتهم ، ما يؤكد أن مصر ولادة فعلا ، فهي أم الدنيا ، وامنا جميعا.

hilmias@gmail.com
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :