facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اردوغان: نزاهة وإصلاح


سميح المعايطة
25-07-2007 03:00 AM

الكثير من البرامج والمتابعات الاخبارية قدمتها وسائل الاعلام المختلفة لتفسير وتحليل الفوز الكبير لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التركية، وما بين التحليلات والتفسيرات البرامجية والسياسية والدينية يمكن ان نقرأ القواسم المشتركة المقنعة في تفسير هذا الفوز واستمرار الحزب في حكم تركيا.وحزب العدالة والتنمية ليس حزبا تركيا علمانيا لكنه ايضا ليس حزبا اسلاميا يقوم على برنامج اجتماعي سياسي اقتصادي اسلامي، بل ان بعض الاحزاب الاسلامية التركية، مثل حزب السعادة، تصف حزب اردوغان بالتساهل والتفريط، وانه لم يخفف القيود الموجودة على ارتداء الحجاب في المؤسسات الرسمية التركية، وهذا لا يعني ان حزب العدالة ليس مؤمنا بالهوية والثقافة والحضارة الاسلامية للشعب التركي، لكن هذا الحزب يقدم بعد فترة حكم وبداية فترة ثانية ايمانا وحفاظا على المبادئ والاسس العلمانية للدولة التركية، وهو الامر الذي بادر اليه اردوغان بعد اعلان فوز حزبه، وقيمة هذا الالتزام انه تأكيد من حزب العدالة على احترامه للديمقراطية ليس كوسيلة للانقلاب على الثوابت والدستور الذي دخل بموجبه الحزب الى الحياة السياسية، وحاز على فرص المشاركة والفوز ثم حكم الدولة.

وهذا التأكيد ليس للمراوغة السياسية بل تعبير عن مصداقية سياسية سجلها الحزب خلال سنوات حكمه بانه لا ينقلب على ثوابت النظام السياسي الذي يعمل فيه ومنه، ولهذا بادر قادة الاتحاد الاوروبي الى الترحيب بفوز اردوغان، بل واعتبار تجدد حكم حزبه دعما لعملية الاصلاح التي تؤهل تركيا لدخول الاتحاد الاوروبي.

ومن خلال الكم الكبير من التحليلات يمكن القول: ان من اهم اسباب تجدد فوز حزب اردوغان تلك الانجازات على الصعيد الاقتصادي التي لمسها الشعب التركي، كذلك النزاهة في الحكومة والجدية في محاربة الفساد. فالنظافة للحكومة ومحاربة الفساد عمليا في بلد مثل تركيا عانى من الفساد امر يمثل حلما بالنسبة للناس، اي ان ميزة حكم العدالة انه قدم برنامجا نجح في تطبيقه باتجاهات الاصلاح الاقتصادي واصلاح الجهاز الاداري ومحاربة الفساد، انه تصويت على برنامج حزب يمثل هوية المجتمع الاسلامية.

وساهم في تعزيز قوة حزب اردوغان فشل وضعف الاحزاب العلمانية والقومية. فالاحزاب العلمانية لا تمثل الشعب، اضافة لان حزب اردوغان حتى وان كان مضمونه اسلاميا الا انه لم يشكل تهديدا لاسس وثوابت الدولة، ولهذا ليس هناك ميزة كبيرة للاحزاب العلمانية في مواجهة ما كانت توصف به القوى الاسلامية التركية بانها تهديد لهوية الدولة التركية كدولة علمانية.

نجاح لبرنامج اصلاحات اقتصادية وادارية، ونظافة الحكومة ونزاهتها وقدرة على محاربة الفساد، ثم حمل مضمون فكري يغازل وينسجم مع هوية الشعب التركي كشعب مسلم، والتزام سياسي بثوابت واسس الدولة، كل هذا جعل من نموذج حكم حزب العدالة مطلباً للشعب التركي، ولهذا حقق فوزا اكبر بكثير من دلالات انتصاره في الانتخابات السابقة.

تجربة حكم حزب العدالة اثبتت ان قدرة اي حزب ليست في الاستعراض في الشعارات والبرامج النظرية والمواقف العامة التي لا تكلف جهدا الا الحديث والكتابة، بل القدرة على تجسيد الذات في واقع دولهم، والقدرة على النجاح في ظروف ليست مثالية، فالموقف المثالي سهل لكنه يصلح للشعراء وكتاب الروايات ويافطات الانتخابات لكن بناء نموذج حكم نزيه وتقديم حكم رشيد، وان يلمس الناس نجاحا في لقمة خبزهم فهذا كله ليس سهلا، ولهذا فان نموذج اردوغان الذي يسميه البعض بالليبرالية الوطنية، نموذج يفترض دراسته من الحكومات والاحزاب، فهو نموذج للقدرة على الحياة في ساحات سياسية صعبة، بل والنجاح فيها، اضافة الى صناعة الحياة للمجتمع والناس، الذين يقابلون هذا بثقة متجددة، طبعا بشرط ان يتوفر للحزب او الحكومة القدرة والكفاءة وليس قوة اللسان وبلاغة الاوراق!
sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :