facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المشير الطنطاوي هل سيسير على خطى سوار الذهب ؟!


د.حسين الخزاعي
13-02-2011 03:46 AM

لا يختلف اثنان على المهارة العالية والخبرة الجيدة والحرص على البعد الانساني والنفسي والادارة الواثقة من نفسها التي ادار بها الجيش المصري واستطاع ان يمسك بزمام الامور ويستحوذ على صدارة الحدث والاحتجاجات التي بدأت يوم الثلاثاء 25 كانون اول الماضي ، ثم سرعان ما تحولت الى ثورة شعبية واعتصامات وعصيان مدني اجتاحت المحافظات والمدن المصرية كافة ، نقطة التحول في المواجهات من اصطدامات عنيفة وسقوط شهداء وجرحى اثناء الاشتباكات بين المحتجين والشرطة الى حالة من الترقب والهدوء والاحتجاج السلمي بدأت منذ دخول قوات الجيش المصري في مساء يوم جمعة الغضب ( 28/01/2011 ) وخروج قوات الامن المركزي والشرطة من قلب الحدث بعد تقديمهم لصورة قاتمة وسلبية ووحشية وغطرسة وبلطجة وعنف في التعامل مع المحتجين ، دخلت قوات الجيش المصري مساء يوم غضب المصريين ، اليوم الذي اعلن فيه الرئيس المصري فؤض حظر التجول في القاهرة والمدن الكبرى وشهد هذا اليوم سقوط عشرات القتلى وجرح ( 870) مصابا في اصابات مختلفة ما بين متوسطة وخطيرة وشديدة وبعض الحالات وصلت الى المستشفيات في حالة وفاة، دخل الجيش المصري بعد ان وصل الاشتباك ما بين قوات الشرطة والمتظاهرين الى درجة اطلاق الاعيرة المطاطية والحية على المتظاهرين، استقبل المحتجين عربات ودبابات الجيش المصري بالتصفيق والهتاف والالتفاف حول الجيش المصري في الوقت الذي قام فيه المتظاهرين بالاشتباك مع الشرطة وحرق عرباتهم ومراكز الامن التابعة لهم، ومنذ جمعة الغضب والجيش المصري يحافظ على الامن والاستقرار وحماية الشعب وحفاظ ارواح المتظاهرين بعد ان قال كلمته وتمسك فيها " بانه لا يسمح لاحد للاعتداء عليهم "، وهذا العقد الاجتماعي بين المؤسسة العسكرية والنسيج الاجتماعي في مصر حافظ على الصورة المضيئة المشرقة للمؤسسة العسكرية المصرية التي تتحلى بالاخلاق الحسنة والسمعة الطيبة وضبط النفس والهدوء والتوازن والتواصل الايجابي مع المتظاهرين، وتعامل الجيش مع الازمة بروح انسانية عالية بعيدا عن الاستفزاز والاستعلاء والفوقيه في التعاطي مع الاحداث، والسؤال الذي كان يدور في اذهان المحللين والمتابعين هل سيبقى الجيش المصري على الحياد ام سيكون له موقف حازم في الازمة؟ ، هل سيقف الى جوار رئيس الجمهورية على حساب الشعب المصري؟ ، ولكن دراسات تحليل المضمون المبني على دقة الملاحظة والخوض في تفاصيلها علمتنا ان نكون ندرس الحدث في مختلف مضامينه واشاراته ، فالمضامين والاشارات التي رصدناها منذ دخول الجيش المصري وانتشاره في شوارع ومدن القاهره كانت تركد بان الجيش سيتبع اسلوب طول النفس وسيكون له موقفا حازم في الوقت المناسب ، ولعل العبارات التي كتبها المتظاهرين على الدبابات والعربات العسكرية كانت تهاجم الرئيس المصري علنا " يسقط مبارك " وشاهدناها عبر الفضائيات ، هذه الكتابات لم تواجه النرفزة والعصبية من الجنود والضباط في الميدان ، والبلاغات كانت تصدر عن القيادة العسكرية كانت تؤكد بان الجيش حامي الشعب ولن يلحق الاذى في المتظاهرين، كانت هذه الاشارات تؤكد ان ساعة الصفر ستأتي ولن يطول امد الانتظار وهذا ما جرى على ارض الواقع فعندما صدر عن المجلس العسكري الاعلى في يوم الخميس وهو اليوم السابع عشر للثورة الشعبية البلاغ العسكري رقم (1) بعد اجتماع للمجلس العسكري الأعلى والذي تم بدون حضور الرئيس مبارك الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبة عمر سليمان الذي هو عضو في المجلس منذ تسلمة دائرة المخابرات العامة في عام 1993، وعقد هذا الاجتماع بغياب " الرئيس " ينظر له من طرف المحللين بوصفه انحيازا لمطالب " الشعب الراغب " في تنحي الرئيس ، والقراءة المتأنية للبلاغ العسكري تؤكد صراحة وقوف الجيش مع ما اسماها ''مطالب الشعب المشروعة''، كان المتظاهرين ينتظرون بفارغ الصبر كلاما آخر ولكن المجلس العسكري والذي يضم في عضويته قادة عسكريون وفروع لوجستية واستخبارية وتوجيه معنوي يدرس الموقف بكافة تفاصيله، وترك البلاغ العسكري للمتظاهرين الاستنتاج لما سيكون عليه الموقف القادم وهي من باب علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع العسكري تسمى بالوجود الاجتماعي و الروح الاجتماعية للحدث والذي كان منصبا على مطالب الشعب المشروعة ، وهنا نلاحظ التلاحم والانسجام بين الجيش والشعب وسيادة الروح الاجتماعية فالجيش لم يكن بعيدا عن مطالب المواطنين ووصفها وصفا بالغا " بالمشروعة " ، والمتظاهرين كان مطلبهم بصوت واحد " ارحل ، ارحل " . وتجلت جرأة المحتجين ومحبتهم للجيش في اروع الصور عندما شاهد المحتجين المشير طنطاوي قادم لميدان التحرير يوم جمعة الرحيل (4/02/2011) وهتف المتظاهرون برحيل الرئيس حسني مبارك امام قائد الجيش ، وردد المتظاهرون هتافات تؤكد إصرارهم على عدم ترك الميدان إلى أن تلبى مطالبهم كاملة. وكانوا يردون عبارة "الشعب والجيش أيد واحدة". ومن وجهة نظري فان زيارة الطنطاوي لميدان التحرير كانت دافعا للتفكير جديا باخراج البلاد من عنق الزجاجة وتخليصها من حالة العصيان المدني عن طريق التفاف الجيش حول الشعب والذي هو مطلب الشعب ومصدر ارتياح له .
تواصلت مهارة الجيش المصري في ادارة الازمة انطلاق من اعتماد قادته على مبدأ " تقبل الموضوع "، وهذا يعتبر اهم مباديء السيطرة على الازمات وادارتها وخاصة في الظروف الاستثنائية وحل المشكلات بطرق مرضية وباقل الخسائر ، ثم تطبيق مبدأ الحفاظ على كسب ثقة المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير وكافة المدن المصرية، وكسب تأييدهم لاتخاذ خطوات قادمة، وفي الجانب الآخر العمل على وحدة الصف داخل الجيش المصري وعدم الانقسام في المؤسسة العسكرية، وخاصة ان المشير الطنطاوي يعرف جيدا ان في صفوف الجيش قيادات متقدمة محسوبة على الرئيس المصري مبارك ، وان الحرس الجمهوري بيد الرئيس المصري ، لهذا لجأ الطنطاوي الذي يعتبر اللاعب الأول والعقل المدبر في المؤسسة العسكرية الى توظيف خبرته ومهارته واحترافه العسكري وخاصة تدرجه في المناصب الحساسة في الجيش والتي كان من اهم محطاتها فترة تسلمه لقيادة الحرس الجمهوري والتي لا تسند في العادة الا للمحترفين والمقربين من الرئيس، وكانت المرحلة الثانية والمهمة تسلمه ادارة هيئة علميات الجيش ثم وزيرا للدفاع ووزيرا للانتاج الحربي في عام 1993 ، هذا الحراك العسكري في هذا الاماكن الحساسة علمه الصبر والحكمة والقدرة على تقدير الموقف واتخاذ القرار في الزمن المناسب .
ومساء يوم الجمعة 11/02/2012 ، وبعد (18) يوما من المظاهرات والاحتجاجات المتواصلة ، والتي كانت تاخذ في كل يوم شكلا جديدا، وبراعة في الاعداد والتنظيم والمتابعة والتصميم، اعلن نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك استجابة لمطالب الشعب المصري، وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة شؤون البلاد ، وبعد ذلك اذاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية البيان رقم ( 3) الذي قال فيه أن المجلس الأعلى ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب. والمجلس الاعلى للقوات المسلحة يتطلع مستعينا بالله سبحانه وتعالى للوصول الى تحقيق امال الشعب المصري الذي وصفه البلاغ المصري بالشعب العظيم .وتوجه البلاغ بالتحية والاعزاز لارواح الشهداء الذين ضحوا بارواحهم فداء لحرية وأمن بلدهم ولكل افراد شعبنا العظيم .
وبعد ،،، في ظل تسارع الاحداث ، ومهارة المؤسسة العسكرية المصرية في انهاء حالة الاحتجاج والعصيان المدني في جمهورية مصر الشقيقة واخراجها من عنق الزجاجة في الوقت المناسب ، لا نشكك بقدرة " الطنطاوي " على ادراة جمهوري مصر العربية وايصالها الى بر الآمان، سؤال جال في خاطري هل سيكرر المشير الطنطاوي السيناريو الفريد الذي لم يتكرر في الوطن العربي ونفذه المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب عندما استلم السلطة في السوان أثناء انتفاضة أبريل( 1985 ( بصفته القائد الاعلى للجيش السوداني وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.ام ان المنطقة العربية لن تشهد مثل هذا السيناريو وسيحتفظ المشير محمد حسين الطنطاوي الرئيس الحالي المؤقت لجمهورية مصر العربية في الكرسي الرئاسي لسنوات وسنوات مثلما فعل الكثير من القادة العسكريين في الوطن العربي؟.
مسك الكلام : سأغامر بالتنبوء واقول ان المشير الطنطاوي سيقود السفينة بامان الى شاطيء العدالة والحرية وحماية الشعب ، وسيكون نموذجا في النزاهة والالتزام بالوعود، وسنرى سوار الذهب الطنطاوي يقدم للشعب المصري الامانة على طبق من ذهب. حمى الله مصر العروبة، عمار يا مصر.
اكاديمي ، تخصص علم اجتماع
Ohok1960@yahoo.com





  • 1 aboud 13-02-2011 | 01:03 PM

    من صنع وشارك في مثل هذه ثورة يسهل عليه المتابعة واستثمار العقول والكفاءات المحيدة للابحار من جديد بروح العدالة الانسانية والمساواةوالحرية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :