facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياحة خارج الوطن


26-07-2007 03:00 AM

كانت الإعلانات في الصحف اليومية والتسويقية عن رحلات إلى بلدان عربية وأجنبية أعظم من أن تقاوم ، ووجدها أبو عرب فرصة للتعويض عن رحلات سياحة داخلية كانت أقرب ما تكون للنزهات منها للسياحة . ولم تسع الأرض أم عرب لفرحتها عندما أعلمها أبو عرب باصطحابها برحلة خارجية . لم تكن خيارات العائلة واسعة ، وإن كانت عروض الشركات السياحية واسعة ومتنوعة ، حيث امتدت من ماليزيا شرقا إلى إسبانيا غربا ، وسرعان ما استقر الرأي على زيارة دولة عربية غير بعيدة برا . كانت كلفة الاشتراك بالرحلة السياحية مقبولة إلى حد ما ، وذهب أبو عرب لدفع النقود مقابل اشتراكه والسيدة حرمه ، وكانت أولى المفاجئات أن عليه دفع المزيد من المال مقابل " رسوم إدارية " وتعجب أبو عرب من هذا الأمر ، لماذا لم يشمل العرض رسوم وكلفة الاشتراك كاملة . وحل يوم السفر أخيرا ، وكان أبو عرب يود فهم كيف تكون الرحلة 4 أيام وليلتين ؟ ففي ذلك تعارض هائل مع معلوماته الجغرافية ، وسرعان ما تبددت الحيرة فقد كانت ساعة الإنطلاق هي 11 ليلا ، ولم تنطلق الحافلة إلا بعد منتصف الليل وهكذا انقضى اليوم الأول من الرحلة الميمونة !! وبقي من الرحلة 3 أيام وليلتين ، وسارت الحافلة والرب راعيها ، و توقفت بعد نحو ساعتين دون داع قبل مركز الحدود عند مقهى بعينه ودون غيره ، وتعمد مرافق الرحلة إطالة مدة التوقف ، ومع تزايدها تفتحت شهية المسافرين لتناول الطعام والشراب ، وانفتحت محافظ نقودهم لدفع أثمان ما تناولوه أضعافا مضاعفة . وتابعت الرحلة برنامجها وتوقفت الحافلة بداع وبدون داع مرات ومرات ، إلى أن وصلت إلى غايتها عصرا ، ولم يكن في البرنامج الموضوع سوى " توزيع الغرف ". كان تصنيف الفندق وفق الإعلان في الصحيفة 4 نجوم ، وتبين أنه لا يتجاوز نجمتين لا ثالث لهما بأحسن حال ، فقد كان التصنيف قديما لعدة عقود ولم يتم تطوير أو تحديث الفندق منذ أن شيده صاحبه ، كما أن هذا هو تصنيف صاحبه وهو حر بتصنيفه . لم تكن حجرة أبو عرب وحرمه مطلة على البحر كما كانا يودان ، وطلب منهما مرافق الرحلة دفع المزيد من المال لأن العرض لا يشمل غرفة sea view وخلد أبو عرب إلى نومه على إيقاع أصوات عودة العديد من المشاركين بالرحلة وقد عادوا من جولة إلى أسواق المدينة على حسابهم الخاص ، ويحملون الكثير من المشتريات .

استيقظ الزوجان السعيدان ، وكان عليهما سرعة الحركة فالموعد المضروب لبدء الجولة السياحية هو التاسعة صباحا ، ووصلا إلى ساحة الفندق في الموعد المضروب ووجدا الحافلة فارغة ، إذ لم يصل المرافق أو أحد من المشاركين ، ومرت الدقائق وبدأ المشاركون بالوصول زرافات ووحدانا ، ولم تتحرك إلا بعد أن اكتمال الحضور ، وكانت عقارب الساعة قد تجاوزت العاشرة . وصلت الحافلة بعون الله إلى مقصدها ، ولم يزعج أبو عرب سوى إصرار بعض الركاب على وضع أشرطة غنائية في آلة تسجيل الحافلة وكانت موادها طبق الأصل مما يذاع في " باصات الكوستر" في الوطن " وتضم أغان سخيفة لأباطرة غناء هذا العصر أمثال شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير ، كما كان لحديث سيدات الرحلة عن مشترياتهم في الليلة الماضية النصيب الأكبر ، أما جمال الطبيعة المحيطة بمسار الرحلة فلم يكترث له الكثير . كان مقصد الرحلة من المعالم الطبيعة الرائعة ، لا يملك الناظر أمامه إلا التسبيح بعظمة خالقه عز وجل ، هناك دبت الوطنية في عروق بعض المشاركين وأخذوا يغنون بصوت عال بأغان أردنية ، قوبلت بنظرات استهجان من زوار آخرين للمكان كانوا يستمتعون بمشاهدة المعلم بهدوء وخشوع .

كان اليوم الثاني للرحلة ( الثالث وفق برنامج الرحلة ) مشابها في أحداثه لليوم الأول ، تأخر في الانطلاق ، أغان هابطة في الحافلة ، مشتريات ، وجبة غداء فرضت على الركاب في مطعم بعينه ، حيث كان لمرافق الرحلة نصيبه من قيمة فاتورة كل مشارك ، وكان المشاركون في سرعة من أمرهم للعودة للحاق بالأسواق قبل أن تغلق المتاجر أبوابها . وحل اليوم الأخير وكان وفق برنامج الرحلة " تسليم الغرف " .

لم ينسى مرافق الرحلة استثارة نخوة وكرم الركاب بأهمية جمع " إكرامية " لسائق الحافلة ، فقد بذل جهدا متميزا في عمله ، مما يؤهله لنيل الإكرامية ، وكأنه يعمل مجانا ، كما لم يفوت المرافق الفرصة لأن " يستخف دمه " من حين لآخر بإلقاء بعض النكات المستهلكة . أخذ الركاب كل يبلغ ذويه على هاتفه الخليوي بمكان الوصول بعد أن تأكد الجميع من حسن تغطية شبكات الهواتف الخليوية الأردنية . وأخيرا دخلت الحافلة مركز حدود الوطن ليتلقفها موظف الجمارك ويتعامل مع الركاب بحدة ، وبنظرات الريبة والشك ، في حين كان كامل التهذيب مع الزوار من الأشقاء العرب .

خرج أبو عرب برأي يقوله جهارا نهارا : يقوم الأردنيون غالبا برحلات خارجية لسببين أولهما مباهاة الأهل والأصدقاء بأنهم سافروا برحلة خارجية ، ويستخدمون موعد رحلتهم كمرجع زمني في سرد أحداث سابقة ولاحقة كالقول : " بعد عودتنا من لبنان بأسبوعين " و " قبل سفرنا إلى شرم الشيخ بشهر " ، والسبب الثاني هو التسوق بمنتجات معظمها صيني المنشأ بسعر يماثل أو يزيد عن ميثلاتها في الأسواق الأردنية .

haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :