facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البلطجة المرفوضة


حازم مبيضين
22-02-2011 03:50 PM

المؤكد أن غارة البلطجية ضد المظاهرة السلمية في ساحة المسجد الحسيني يوم الجمعة, لم تكن في صالح النظام ولا في صالح حكومة الدكتور البخيت, ولعلها استهدفت في واحد من وجوهها عرقلة عمل الحكومة, وإلهاء الوزراء بحدث ساخن وبغيض عن القيام بمهمة الاصلاح, وهي عنوان هذه الحكومة والسبب في تشكيلها, والمؤكد أن قوى ما تخشى تأثيرات عملية الاصلاح على مكاسبها غير الشرعية, كانت وراء مجموعة البلطجية الذين تستروا بشعارات ظنوها وطنية, دون سؤال من كلفهم برفعها عن مضامينها, ودون أن تفطن ضمائرهم إلى أن المتظاهرين هم من أبناء الوطن المخلصين, وأن مطالبهم تتركز على الاصلاح الذي يحفظ في النهاية هذا الوطن ويحافظ على نظامه الذي يتفق عليه الجميع.
كانت تظاهرات الاردنيين على مدى عدة جمع حضارية بكل معنى الكلمة, وكان فخراً لنا تعامل أفراد الامن العام مع المتظاهرين, صحيح أن تلك التجمعات أثرت سلباً على أعمال التجار في المناطق التي استوطنتها, غير أن المؤكد أن واحداً من العاملين في شارع المهاجرين لم يكن ضدها, لثقة الجميع بأن المكاسب التي ستتحقق ستكون خيراً على الجميع دون أستثناء, وكان واضحاً أن السلطات استوعبت جيداً الدرسين التونسي والمصري, وأدركت أن البلطجية يضرون أكثر من ما ينفعون, وأدركت أيضاً أن المتظاهرين لايفكرون بالتعرض للنظام, بقدر ما يسعون إلى إصلاح بعض المفاصل التي أصابها الخلل على يد مسؤولين فكروا فقط بمصالحهم الشخصية, وأصموا آذانهم وأغمضوا أعينهم عن مصالح الوطن والمواطنين.
ترافقت بلطجة الجمعة مع بلطجة أخرى شنها على صفحات الحياة اللندنية الكاتب جهاد الخازن, وشتم فيها الاردنيين وسخر منهم, تحت يافطة الدفاع عن الملكة رانيا, وقد كانت ردة الفعل معاكسة تماماً إن كان هدفه فعلاً الدفاع عنها, وهي لم تكن بحاجة المقال غير البريئ والمتهافت الذي اقترفه, وقرن فيه اسمها بأسماء أخريات تثبت الوقائع اليوم أنهن لم يكن منزهات, وأنهن اقترفن الكثير من الخطايا بحق شعوبهن, وسيكون معيباً إن اكتشفنا أن جهة ما في هذا الوطن استكتبت الخازن بغرض الدفاع عن الملكة, فأساء إليها وللاردنيين جميعاً, ما دفع الحكومة للرد عليه بما يستحق.

النظام الاردني لم يكن بحاجة لبلطجية الجمعة المؤلمة والمحزنة, لان واحداً من المتظاهرين لم يكن ضد النظام الذي نتمسك به, وندافع عنه ونسعى جميعاً قيادة ونخباً سياسية وجماهير للنأي به عن أي تأثيرات سلبية قد تحملها رياح المنطقة, وما تمور به من حراك أطاح خلال شهر واحد بنظامين, استسهلا في مرحلة ما من عمرهما التسلح بالبلطجة في مواجهة المطالب الشعبية, والنظام الأردني بكل ما يمتلكه من شرعيات لايحتاج لكاتب من خارج فهم الأردنيين لوطنهم ليدافع عن واحد من رموزه, والأردنيون المطالبون بالإصلاح ليسوا ضد النظام, ولا ضد العرش, ليتحرك ضدهم من ظنوا أنفسهم وطنيين أكثر أو من استغل بعض مناوئي الاصلاح وطنيتهم البريئة فدفعوهم لارتكاب فعلتهم التي نؤكد أنها ضد النظام.
البلطجة ليست من أخلاق الاردنيين, حتى أن قاموس اللهجة الشعبية يكاد يخلو منها, والخطوط الحمراء التي نلتزم بعدم تخطيها أو المس بها, واضحة ومحترمة من قبل الجميع, ولسنا بحاجة لمن يذكرنا بها من خلال اللجوء إلى الهراوات, والدليل على ما نقول هو أن متظاهري الجمعة رفضوا الاشتباك مع مهاجميهم, وتراجعوا لاعن خوف, وإنما التزاماً بأخلاق الأردنيين الرافضين للبلطجة, مهما كان القناع الذي تتستر به ومهما كانت الدوافع لها, أو الشعارات التي تحملها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :