facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التواطؤ مع مجرم ليبيا ومجنونها


راكان المجالي
25-02-2011 03:20 AM

صورة بائسة يائسة ومهزوزة ومشحونة بأقصى درجات الانفعال الغرائزي الدموي والحقد والكراهية وكل الدمامة والبشاعة والانحطاط التي تجمعت في هذه الصورة ، صورة معمر القذافي وهو يتكالب على السلطة ولو كان ثمن ذلك حرق وابادة كل الشعب الليبي هذا الشعب تحمل شأنه شأن كل الشعوب العربية كل اشكال الاضطهاد والمهانة والتجويع والترويع،،

ما ظهر فيه القذافي في خطاب المشهد الاخير عكس وجوه عدة على الشاشة لان القذافي قال ما في نفس مبارك وما في نفس زين العابدين وما هو في نفوس الآخرين الذين يعتبرون يقظة شعوبهم وانتفاضتهم ضد ما يعانونه من ازدراء ومصادرة للحقوق هي جريمة تجب معاقبة كل مرتكبيها بحق كل الذين يرفضون الفساد والاستبداد او العبودية وفي المشهد كان ايضا جورج بوش الابن حاضرا والذي اعتبره القذافي مثلا اعلى بارتكاب المجازر في العراق وكذلك كأن طغاة اسرائيل مثاله الاعلى فهو لا يفعل غير اعادة نتاج محرقة غزة وغيرها ، وكانت الصورة الاشد سوادا صورة اوباما الذي ينفذ بالضبط ما كانت تسعى اليه ادارة بوش "حسب ما تقول كونداليزا رايس قبل يومين وبعد 8 ايام وتحت ضغط الرأي العام اسف اوباما لما حدث دون ان يطلب تنحي القذافي وما قاله اوباما هو غطاء للقذافي وما عداه فان المضمون واحد وكما يقول زميلنا ساطع نور الدين عن تواطؤ اوباما . والتوقف عند نوبة الصرع التي أصابت العقيد معمر القذافي على شاشة التلفزيون ، حيث زفر انفاسه ونفث عن أحقاده حتى جف حلقه ، تردد اكثر من مرة تحذيره إلى الليبيين من أن أميركا لن تسمح لهم بالمضي قدماً في الثورة ، وستفعل بليبيا ما فعلته في العراق وأفغانستان والصومال تحديداً. كان يقصد أن الأميركيين معه ولن يتسامحوا مع الإطاحة به ، اذا ما أدى ذلك الى قيام إمارة أو ولاية إسلامية ليبية في قلب البحر الأبيض المتوسط.

وهو نفسه التحذير الذي أبقى حسني مبارك وزين العابدين بن علي في السلطة لثلاثين عاماً ، والذي يبقي زعماء عرب كثيرين متربعين على العروش لمدد مشابهة ، وقد اثبتت التجربة التونسية ثم المصرية انه وهمي ، كما برهنت أن الأميركيين يعرفون المجتمعات العربية اكثر مما يعرفها حكامها وأجهزة استخباراتها.. حتى بات بعض المفكرين والباحثين الكبار في اميركا يعتبرون - عن حق نسبياً - ان الثورات العربية هي في جانب منها انتفاضات شعبية على الأصولية الإسلامية وتنظيماتها وبرامجها وشعاراتها ، التي تحولت بعد هجمات 11 أيلول عام 2001 الى مركب النجاة الجذاب لغالبية العرب والمسلمين.

لكن القذافي لا يحذو فقط حذو مبارك وابن علي وغيرهما كثيرون ممن حاولوا خداع الأميركيين والغرب عموماً وأسدوا لهم النصح المتكرر بعدم تكرار الخطأ العراقي تحديداً الذي انتج حالات إسلامية طائفية ومذهبية لم تكن موجودة في عهد صدام حسين. كان الحاكم الليبي يطلق صرخة استغاثة واضحة وواعية ، موجهة الى أميركا تحديداً علها تهب لنجدته او تتساهل مع عملية الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبه. وهو في ذلك لم يكن يخرف او يهذي ، بل كان ولا يزال على الارجح يتوقع ان تأتيه المساعدة من وراء البحار.

كان من المثير أن القذافي في كلمته المتلفزة ، التي تستحق فعلا ان تدرس في معاهد علم النفس ومستشفيات الأمراض العقلية ، لم يصبّ جام غضبه لا على اميركا ولا على إسرائيل ، بل كان حذراً بعض الشيء في الحديث عنهما ، لمعرفته ان مثل هذه الجرعة من الابتذال السياسي لم تعد تجدي نفعاً مع الشعب الليبي الذي ضاق ذرعاً به ، والذي يدرك بفطرته وحسه السليم ان الاميركيين والاسرائيليين لن يكونوا سعداء كثيراً بنهاية فضيحة عربية مثله ، ألحقت الأذى الفادح بالوطنية الليبية وبمختلف القضايا القومية التي تعامل معها الرجل.

كان القذافي يخاطب أميركا وبعض دول أوروبا بحق مليارات الدولارات التي دفعها في العقدين الماضيين على شكل تعويضات وصفقات حاول بها ان يشتري الصمت على جرائمه والسلامة لنظامه. لكنه لم يسمع حتى الآن رداً شافياً. تلقى سيلاً من الإدانات الاميركية والاوروبية المتتالية التي تبلغه بأن الإبادة الجماعية غير مقبولة ، لكن احدا لم يدعه حتى الآن الى التخلي عن السلطة ، على غرار ما جرى مع ابن علي ومبارك ، واكتفى بعض الاميركيين والاوروبيين بالإعلان عن ان حكمه انتهى نتيجة وحشيته ونتيجة صلابة شعبه.

ثمة ما يوحي بأن سقوط القذافي الوشيك ينبئ بالكشف عن فضائح مالية دولية يجري العمل هذه اللحظات على دفنها مع الزعيم الليبي المفدى.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :