نعم لسنا جزيرة معزولة لكننا نتميز ، فنحن بلد منفتح وكل الأحزاب مرخصة ، والاعلام متنوع ، وهناك أقلام حرة وآراء حرة ، والصلة بين الحاكم والمحكوم قائمة ، بل ويسبق الملك كل الحكومات ، فهو المبادر إلى بيوت الفقراء وهو الذي حرك المستشفيات إلى غزة ، وهو الذي أطلق رسالة عمان . وهو الذي يرفض أن يقال (توجيهات من فوق ) . نعم نحن متميزون لكن هذا لا يعني أننا سالمون من الأخطاء فهناك لصوص المال العام وهناك شللية وهناك روتين إداري ، وهناك مطالب سياسية تدعو لتعديلات دستورية و قانونية.

تظاهر الناس في بلاد عربية فتمت مواجهتهم بالرصاص ووقع مئات الشهداء . تظاهر الناس عندنا فقدم لهم الأمن الماء البارد ، العلاقة مقطوعة بين الأنظمة والمعارضة ، أما نحن فالصلة موجودة حيث يلتقي الملك معهم ، وليس هناك معارض لا يعيش في الأردن إذا أراد ، لأننا لا نؤمن بالنفي ، ليس لدينا ممنوع من السفر أو ممنوع من العودة إلى الوطن.

الأردنيون صرحاء يُعَيٍشون للملك ، وقد ينادون لسقوط الحكومة ، ليس لدينا إعدامات سياسية ، بينما نصت قوانين دول عديدة على الإعدام لمن ينتسب لحزب معين كما هو الحال بالنسبة للإخوان ، بينما الإخوان في الأردن محترمون لهم جماعتهم وحزبهم وصحيفة يومية ولو تقدموا لطلب محطة تلفزيونيةإ أو إذاعة مسموعة لما قيل لهم (لا ) ، بل ذهب الأردن إلى أبعد من ذلك فاستقبل الإخوان السوريين والإخوان العراقيين ومعارضين مصريين وتوانسة لأن الأردن بلد منفتح وهو رئة كما قال عنها( سيد قطب رحمه الله ) هذا الإعتدال الرسمي قابله اعتدال حزبي فلم يرفع المتظاهرون (الشعب يريد تغيير النظام ) بل رفعوا ( الشعب يريد إصلاح النظام ) والنظام يريد إصلاح نفسه وإصلاح شعبه واصلاح أحزابه و حكوماته وعلاقاته ونفقاته .

نتفق أو نختلف لكننا جميعاً في اتفاق على أمن البلد واستقراره ولهذا رددت وترددت أكبر كتلة سياسية ( الأخوان ) : أن امن الأردن عبادة نتوب بها إلى الله تعالى .

لن تخلع شجرة في الأردن ، ولن تحرق سيارة في الأردن ، ولن يعتدى على رجل أمن ، ولن يقتل متظاهر ، وإذا حصل شيء من هذا فمن المؤكد أنه من المندسين وليس من الأردنيين .