بعد ان تعهد نظام القذافي بالالتزام بقرار مجلس الامن الدولي بالحظر الجوي على اجواء ليبيا، وبوقف اطلاق النار، راح ينتهك تعهده بنفسه ويشن هجمات عسكرية على بنغازي وعلى عدد من المدن الاخرى..

مما يؤكد مقولة ان الطغاة دائما كاذبون ولا يلتزمون بعهود..

ان على معمر القذافي ان يصحو ويتوقف وطغمته عن قتل المدنيين العزل من ابناء شعبه..

لقد حكم القذافي ليبيا اكثر من نصف قرن، فأشاع الفساد وشجع المفسدين وهدد موارد البلاد ونهب المليارات هو وابناؤه وطغمته الفاسدة وجاء بفلول المرتزقة من انحاء افريقيا للمضي في ترويع شعبه واجباره على المثول لاوامره والخضوع لحمى جنونه وغطرسته..

لكن الشعب الليبي الأبي رفض ان يظل صامتا على الضيم والظلم والمهانة , فهب ثائرا وانتظم بمسيرات وتظاهرات احتجاج حاشدة وسلمية مما اثار حنقه وسخطه وراح يشن حملات ابادة وتدمير في المدن الكبرى على امل اعادة فرض سيطرته عنوة باستخدام القوة..

لقد كسب المحتجون على حكم القذافي تعاطف الدول الشقيقة والصديقة، فسارعت لوقف حمام الدم وانقاذ الشعب الليبي من حكم الطاغية وطغمته الفاسدة..

ان انتهاك كتائب القذافي لقرار مجلس الامن الدولي من شأنه فتح المجال واسعا امام تدخل عسكري اجنبي قد يلحق اضرارا خطيرة بسيادة ليبيا واستقلالها..

ومن المقرر ان تعقد قمة اوروبية - عربية افريقية في باريس للبحث في سبل تدخل عسكري ما لوقف الاعتداءات القذافية الغاشمة على ابناء ليبيا من المدنيين..

ومن يدري كيف ستكون نتائج هذا التدخل العسكري وتداعياته في الوضع الليبي..

ان على معمر القذافي ان يرعوي ويراجع حساباته ومواقفه التي تأتي بالدمار للمدن الليبية وبالهلاك لاهاليها..

وقد كان يزعم دائما انه ابن ليبيا البار وانه حريص على امن وسلامة جميع ابناء ليبيا، فلماذا يعمل على مواصلة حكمه الاستبدادي للشعب الليبي بالنار والحديد ؟؟!..

ان الشعب الليبي قد عرف طريقه للتحرر والانعتاق من ظلم الطاغية ومن فسوقه ومن احقاده السوداء ازاء ابناء شعبه، ولن يذعن بعد اليوم لعدو طاغية يعمل على ابادته وتدمير ممتلكاته المدنية والاقتصادية.. وجميع دول العالم تؤيد تطلعاته المشروعة والعادلة..

وهنا نؤكد ان مصير معمر القذافي وابنائه الفاسدين وطغمته الفاسقة سيكون اسود.. وفد اقتربت ساعة هذا المصير المخزي رغم عربدته الفارغة..

وان كنا نقلق على تطورات الوضع الأمني في ليبيا وعلى وحدتها وطنا وشعبا، فان ثمة حقيقة بينة بجلاء شديد وهي ان جرائم القذافي وطغمته كانت سببا في التدخل العسكري الأجنبي، ولا ننسى ان للغرب الاستعماري اطماعا في الثروة الليبية..

(الرأي)