نسال الله ان لا تتكرر احداث الجمعة المؤلمة وان نظل نموذجا للعالمين في التعبير عن الراي والمطلب السياسي والاقتصادي وان تقام مئات المسيرات والاعتصامات دون ان يخدش لوح زجاج او يضار مواطن في ملكه او بدنه او عمله. وستظل دعوانا وعملنا وجهدنا وغيرتنا، منصبة على امن وطننا واستقراره، ضارعين الى الله ان يجعل بلدنا امنا مستقرا وان يرزق اهلنا من الثمرات والخيرات.

ان المناداة بالاصلاح تستلف انظار الناس كافة، وتحصل على اجماع منقطع النظير وتشكل هذه المناداة بحد ذاتها جامعا وطنيا شاملا وقاسما وطنيا نادرا، فمن من المواطنين لا يريد الاصلاح والتصويب وازالة المعيقات من درب مسيرتنا الوطنية ومن منا من لا يهفو الى وطن خال من الفاسدين ومن الاليات التي تمكنهم من الاستمرار في النهب والسلب؟؟.

لقد جاء اعلان لجنة الحوار الوطني، بلسما على الجرح وبارقة امل على الطريق وميكانزما وطنيا هائلا يستهدف تحقيق اكبر قدر من الاصلاح بجهود اكبر طيف وطني وتعددية سياسية، وتلا تشكيل تلك اللجنة، اقرار حقوق المعلمين في نقابة وطنية ترعى شؤونهم وتطور مهنتهم النبيلة وتحقق لهم المكاسب والمنافع التي باستطاعة الوطن تحقيقها لهم كما تبعها البدء في دوران آليات مكافحة الفساد واحالة ملفاته الدسمة الى القضاء.

ان هناك ورشة وطنية كبرى تدور رحاها على مختلف القطاعات والبنى والهياكل التي تستحق عناء الاصلاح، بداها الملك مبكرا جدا في كتب التكليف لكل الحكومات لا بل وزاد انه اعلن حنقه ونفاذ صبره وسخطه على الحكومات التي رضخت للمعيقات.

المعارضة الوطنية البناءة، هي اكبر من الإجحاف وانزه من تجاهل الحقوق واكثر رشدا من انكار الجهود المبذولة في باب الاصلاح، خاصة وان الاصلاح نحت في الصخر وتغلب على مقاومة عنيفة لا ترى في الجديد خيرا ولا في التغيير فلاحا.

في هذه االاجواء الايجابية اختار مجموعة شباب 24 آذار ميدان جمال عبد الناصر- دوار الداخلية مكانا لإعتصامهم ولم يتنبهوا إلى ان هذا المكان هو نقطة الوصل بين عمان وباقي محافظات المملكة وبين شرق عمان وغربها وجنوبها وشمالها وهو منطقة حيوية وعقدة مواصلات في الطريق الى المستشفيات والفنادق والشركات والاحياء السكنية. وقد استغرق الطريق مني ساعتين ونصف الساعة من جبل عمان الى المستشفى التخصصي لنقل الطبيب المعالج لإجراء عملية جراحية لإبني!!

لقد بادر الملك الى الاصلاح واطلق جملة من المبادرات وقام بالزيارات الميدانية لمختلف ربوع مملكتنا الغالية وكان السبّاق الى الاهتمام بشؤون المعلمين فأطلق مبادرة تأمين مساكن المعلمين في اطار شبكة الامان الاجتماعي - أيار 2006 - المتضمنة بناء 35 ألف وحدة سكنية على مدار 7 سنوات ووقدم الملك تبرعا شخصيا بقيمة 2 مليون دينارتبعه تبرع آخر بقيمة 8 ملايين دينار من القطاع الخاص لدعم صندوقي الاسكان والضمان الاجتماعي التابعين لوزارة التربية والتعليم.

ويحزننا ان يسفك دم اردني بريء، وندعو الى وقفة امام الوطن والنفس للبحث عن صيغ مختلفة من اجل التعبير المشروع عن النفس، كما ندعو الحكومة الى المزيد من التروي والحكمة والصبر في معالجة المسيرات والمظاهرات، وان تتم حماية المسيرات ومواكبتها وان يتم التأكد والتحوط خشية الاعتداء عليها أوالاساءة للحق المقدس في التعبير الرشيد عن الرأي.

في وسعنا ان نتظاهر وان نحافظ على عجلة الانتاج والعمل والحركة والبناء في وطننا الغالي، وقديما اقترحت وزارة التنمية السياسية (هايد بارك) اردني بعيدا عن عقد المواصلات، واذكر ان صديقا لي تعهد بالتبرع بمبلغ 100 الف دينار لتجميل هذه الحديقة ليعبر الاردنيون عن مطالبهم وآرائهم وحقوقهم، دون اللجوء الى ما يعيق المواطنين والمجاورين والمرضى والعمال والتجار عن مزاولة اعمالهم المعتادة.

Assem.alabed@gmail.com
الراي.