facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقامرة بوطن!


ماهر ابو طير
29-03-2011 03:15 AM

تهل علي هذه الليالي وجوه الفقراء واليتامى والمحتاجين،الذين عرفتهم على مدى اثني عشر عاماً،فأكرمني الله فوق مأ استحق،بأن ادخل بيوتا كثيرة،من بيوت اهلنا الطيبين،فكانوا اهلي،وكنت واحداً منهم،احمل اسماء عائلاتهم،بدلا من اسم عائلتي اذ يتوحد الهم.

في معان والكرك والطفيلة،وعجلون واربد،في احياء عمان الفقيرة والمخيمات،في البوادي الثلاث،في الزرقاء والسلط،وفي المفرق والرمثا وجرش والعقبة ومأدبا،في القرى البعيدة،والقريبة على حد سواء.

رأيت ذات الوجوه،ذات القسمات الطيبة،ذات الانين،ذات الاصالة والحزن المرتسم في العيون،ذات الطيب ونقاء المعدن،حين يتعلق قلب الانسان بربه،وحين ينام برغم ما فيه،آمناً مطمئناً،متطلعاً الى يد تنتشله،في هذا الحمى العزيز.

قلوب طاهرة ُمطهرة.شعب يستحق البقاء والحياة.شعب يعد ناصية العروبة والاسلام،جديلة رأس الامة،وجبينه الوضاء.

تنتابني موجات ذعر هذه الايام،على حياتنا،وعلى استقرارنا،والى اين تأخذنا الظروف،وكأني بالآلاف من الاطفال يأتون وقد دب بهم الخوف،على حبة الدواء،وعلى نومهم آمنين،برغم الفقر اوالمرض او الحرمان؟!.

صدق من قال ان «المربى عزيز»،ومن ينل الامن والامان،بعد خوف،يعرف جيداً قيمة الامان،والذي يشرب من بئر لا يرمي فيه حجراً،ولايكتفي بذلك،بل يحرس البئر بقلبه،خوفاً عليه،من محبيه وخصومه على حد سواء.

لا فرق احياناً بين الخصومة المشهرة،والحب المؤذي،لان كليهما يأخذك الى ذات النهاية،بعيداً عن الاعتدال والوسطية،التي امرنا الله بها،وهي وسطية النجاة لأي بلد،واي شعب.

حين ينساب العطف الى قلبك،لعلاقتك بالناس اولا،تعرف كيف ان البيت عزيز بكل ما فيه،فهم اهلك واخوتك ودمك ولحمك واهلك الاقربين،ولاتقف عند كل الروايات،ولاتقبل ان تأكل لحم اخيك طيباً او ميتاً،فالنفس السوية تأنف من «القسمة على اثنين».

أشفق على نفسي وعلى الناس،حين أرى ان العاتيات تهب هنا وهناك،يتم توليدها هنا وهناك،وان كل نقدنا لايعني ان نأخذ البلد الى اي نوع من المواجهات التي لاتليق بنا.الا نقول اننا الاكثر تعليماً في شرق المتوسط؟!.

أليس الحبل السري بين كل واحد فينا،وهذا البلد حّي لايموت.ابني الصغير حين يرى تغطيات قنوات التلفزة عن الاردن يهلع لانه يظن ان الدور قادم علينا،واننا سنغرق في مذابح وفوضى كما رأى ورأيتم في دول كثيرة.

اكاد ان اجادله لأقنعه اننا هنا نختلف عن غيرنا،لكنني اتذوق مرارة الخوف في قلبه الصغير،ولايلام لانه لايفرق بين دلالات الصور،واكاد ايضاً ان اقول لكل واحد ان نهدأ قليلا حتى نراجع مشهدنا،وحتى لانجد انفسنا في خضم مقامرة كبرى بوطن.

بين كل تلك الاراء المتجادلة والمتخاصمة والمتحاربة والمتأهبة على عناوين متنوعة،لاتسمع الذين لايقبلون القسمة على اثنين،ولاتلمح الوسطيين،فقد خفت صوتهم،برغم انهم صمام الامان في حياتنا.

نريد فسحة امل.وقفة تنفس.لحظة هدوء ومراجعة.نريد ان نهدأ حتى لا نصحو ونكتشف اننا قامرنا بوطن،تارة بذريعة اصلاحه،وتارة بذريعة حرقه،وتارة بذريعة حمايته،المقامرة بوطن خطيئة تفوق الكفر احياناً.

سلام على هذه الديار من «الطرة» الى «الدرة»،وعلى ناسنا الطيبين،في كل بيت من بيوتنا بلا استثناء.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • 1 كلنا الأردن 29-03-2011 | 03:50 PM

    سلام على هذه الديار من «الطرة» الى «الدرة»،وعلى ناسنا الطيبين،في كل بيت من بيوتنا بلا استثناء.

  • 2 عمر الزيود 29-03-2011 | 06:06 PM

    سلام على كل بيت من الشمال للجنوب وسلام على سيدنا ابوحسين ببيته


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :