facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديمقراطية وأنيابها


د.وليد عبد الهادي العويمر
31-03-2011 03:05 AM

استوقفني وأنا أشاهد قبل أيام مقوله في احد خطابات الرئيس المصري الراحل أنور السادات يقول فيها إن للديمقراطية أنياب. جلست أفكر كثيرا في هذه المقولة وما يجري في عالمنا العربي عموما والأردن خصوصا، وأقول في نفسي لقد مكثت طويلا وأنا اُدرّس الطلبة في الجامعة عن الديمقراطية تاريخها وأنواعها وفوائدها، ولم اقرأ ولم أتطرق (على الرغم قراءتي للكثير من المصادر التي تتحدث عن الديمقراطية) إلى أن للديمقراطية أنياب، ولكنني عندما شاهدت الأحداث الأخيرة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والأردن ، وكيف يمارس المواطنون ديمقراطيتهم في الشارع، أدركت حينها أن للديمقراطية أنياب يجب عليها أن تستخدمها لتدافع عن نفسها، فقد تجاوز الكثيرون من هؤلاء المتظاهرين على الديمقراطية وارتكبوا بإسمها العديد من المخالفات، والتي لا تمت للديمقراطية بأية صلة. إنها تصرفات أقرب ما تكون إلى الغوغاء والفوضى. فإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية من قبل المتظاهرين، وحرق الإطارات في الشوارع، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، والانقطاع عن العمل بدعوة التظاهر ومن ثم تعطيل مصالح المواطنين، ومزاحمة أصحاب البسطات في أماكن رزقهم والتي تكون في الأغلب في المناطق الأكثر كثافة للسكان، والتلوث البصري والسمعي والذي يجبر كثير من المواطنين على سماع أصوات ونداءات بمكبرات الصوت، وإجبار الاخرين على مشاهدة الكتابات بكل الألوان، وبكل الخطوط المقروءة وغير المقروءة على اليافطات والأوراق والحيطان والوجوه أحيانا. إن هذا كله اعتداء صارخ على الديمقراطية بكل مكوناتها. فابسط مفاهيم الديمقراطية أن حقي في القول والفعل والتعبير ينتهي عند بداية حقوق الاخرين في القول والفعل والتعبير.
وأمام هذا كله نتساءل كيف تدافع الديمقراطية عن نفسها، وبمعنى آخر أين أنياب الديمقراطية والتي ستدافع بها عن نفسها حتى تُحترم مستقبلاً ولا يساءُ فهمها؟ إن هذه الأنياب موجودة وهي في كل الديمقراطيات العالمية، ولا تقتصرُ على ديمقراطيةٌ دون سواها، ولكنها بحاجة إلى تفعيل، وبحاجة إلى أن تعطى الفرصة لتعبر عن نفسها، وأن تكون محترمة ومصانة. إن أنياب الديمقراطية هي الدساتير والقوانين والأنظمة والتشريعات والعادات والتقاليد والأعراف والآداب العامة والأديان. فكل من يخالف هذه الأنظمة والقوانين والتشريعات والأعراف والعادات والتقاليد والآداب العامة، هو عدو للديمقراطية ويتهجم عليها. وبالتالي من حق الديمقراطية عن تدافع عن نفسها، وان تستخدم كافة أنيابها.
ومن هنا فإن كل من يعتدي على الأموال العامة والخاصة، وكل من يرفع مكبرات الصوت، وكل من يحرق الإطارات في الشوارع، وكل من ينقطع عن عمله لينظم إلى المتظاهرين، وكل من يغلق شارعاً رئيسياً كان أم فرعياً، وكل من ينصب نفسه وكيلاً عن الشعب للتحدث باسمه، وكل من يقوم بأعمال شبيه، وكل من يشد على أيادي هؤلاء جميعا، إنما هو عدوٌ للديمقراطية.

**رئيس قسم الاعلام والدراسات الاستراتيجة
جامعة الحسين بن طلال
walidwo@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :