من الواضح تماما أن ما جرى في ميدان جمال عبد الناصر «الداخلية» قد أغضب جلالة الملك كما أغضب الناس جميعا باعتباره خرقا لتوجيهاته التي ما انفك يؤكد عليها المرة تلو الأخرى.. هذا ما لمسناه خلال لقاء جلالته مع لجنة الحوار الوطني قد أكدت قلق جلالته مما جرى مؤكدا أنه انتهاك للتوجه الديمقراطي ولحرية التعبير والتجمع ولحقوق الإنسان.. وهذا الموقف السامي من شأنه طمأنة جميع ألوان الطيف السياسي على أن لا يظل المواطنون بما فيهم المعارضون أسرى ذلك الحدث البغيض الذي أثار غضب وسخط الناس جميعا.. ذلك أن الوحدة الوطنية كما أكد جلالته هي حجر الأساس لسياسة الإصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والإجتماعي وفي تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص للجميع.. فالوحدة الوطنية هي التي تتضافرتحت لوائها جميع قوى وفعاليات المجتمع المدني لمكافحة الجهوية والإقليمية وللتوجه الحقيقي النشيط نحو سياسة البناء والإنماء.. وتركيز جلالته على صون الوحدة الوطنية واضح بجلاء شديد باعتبارأنه ليس هناك ما هو أخطر على الأردن من الاختراق أو المساس بالوحدة الوطنية بأي شكل أو بأي أسلوب أو وسيلة.. إن لقاء جلالته مع لجنة الحوار الوطني وتقديره لنتائج جهدها إنما يؤشر إلى أيام مشرقة ينعم فيها شعبنا بفيء الديمقراطية والحريات العامة.. لا سيما وأن جلالته قد أكد على ضرورة صدور قانوني الإنتخابات والأحزاب وعلى النحو الذي يفتح المجال واسعا أمام حراك جدي ونشيط لتحقيق الإصلاح الشامل المنشود.. فالملك قال أنه الضامن لما ستخرج به لجنة الحوار الوطني من نتائج وأنه سيحترم توصياتها بشأن أية تعديلات دستورية مرتبطة بتطوير قانون الانتخاب والحياة النيابية والحزبية..

المهم هو التوافق بين القيادة وطلائع الشعب الاردني وهذا يتحقق من خلال المصارحة والمكاشفة والشفافية..

والمهم ايضا طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة يكون اساسها الحوار وحماية النسيج الاجتماعي..

وهنا ينبغي التاكيد على ان الاصلاح الشامل السياسي الاقتصادي والاجتماعي ضرورة وطنية ملحة لا بد من تحقيقها.. هكذا فإنه لا بديل للحوار الوطني الذي يباشر انطلاقا من الايمان بحتمية اطلاق الحريات العامة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وصولا الى النتائج التي ينشدها شعبنا وطلائعه الوطنية.. والذي يبعث الى التفاؤل ان جلالته هو الضامن لنتائج هكذا حوار...

(الرأي)