«الأردن أغلى».. أقولها لنفسي ولأسرتي ولكل الأردنيين الطيبين الذين يعشقون ثرى الأردن وللعالم أجمع.. أننا نحن المحظوظين الذين حبانا الله بجنة زاخرة بالتسامح الأصيل والتعددية والتعايش السلمي والحرية بشتى أشكالها.. تلك هي بلدنا التي نفاخر بها جميع شعوب الأرض والتي لا تستحق منا إلا كل محبة وإنتماء... «الأردن أغلى» هذه الجملة القليلة بأحرفها والكبيرة بعمقها ومعناها، أخالها تذكرة وتنبيه لما نتمتع به من أمن وأمان على جبال وسفوح هذه الأرض التي أنجبتنا من ترابها السخي الطيب!.

نحن الأردنيين الذين كبرنا بالأردن ومعه، ومشينا في دروبه وتدرجنا في الحياة مع أدراجه العتيقة.. وصعدنا جباله ولعبنا عند منحدرات وديانه.. إنجبلنا بحبه وإنجبل فينا نبضاً وقمة تتربع عرش حنايانا.

إن الإصلاح الشامل ومحاربة الفساد والفاسدين ومعاقبتهم هي ضرورة مُلحة لا يختلف عليها اثنان.. لكن الذي يؤلمنا فعلاً هو ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من انسياق بعض من شبابنا الطيب وراء خدع بعض المنتفعين من مقتنصي الفرص الذين يحاولون استثمار أزمات البلاد والعباد لتسيير أمورهم ومصالحهم الشخصية المدفوعة بأجندات لا تليق بالأردن ولا بوحدتنا الوطنية... وللأسف فإن فئة قليلة من شبابنا الطيب قد تأثروا بكلام تجار إفتعال وتصعيد الأزمات الذين يحترفون بيع الأوهام الكاذبة باسم الإصلاح والديمقراطية بعبوات مختلفة وأصناف متفاوتة.. فهم معلمون في بيع الأمنيات!! لكنهم غير محترفين في اصطياد حاجات الشباب والناس الحقيقية.. هم بائعو الكلام المنمق بالأماني والفضائل التي لا تخدم إلا مصالحهم في البداية والنهاية... هم أبطال ساحات الظهور الذين لا يكشفون عن وجوههم الحقيقية ولا نسمع أصواتهم الطبيعية إلا من أجل إذكاء واستثارة النعرات والفتن.

تلك الفئة المضلِلة للشباب، تمتهن فعلاً صيد فرائسها من الشباب.. فهم يدركون بأن هذه الفئة بما فيها من إندفاع وأحلام مستقبلية كثيرة ورغبة عارمة في الإنطلاق والتجديد، تجعل بعضهم فريسة سهلة لتحقيق اهدافهم المشبوهة تدريجياً... ولأن كثيراً من الشباب بطبعهم لا يجيدون الصبر، لذا فقد نجد بعضهم يغريهم الطرق التي يتم إيهامهم بأنها الأسرع والأسهل؛ مما يجعلهم ينساقون بلهفة وراء هؤلاء المضللين... ليجدوا في نهاية المطاف بأن شعاراتهم البراقة كانت أوهاماً!! وليكتشفوا أيضاً بأنه قد تم خداعهم والتغرير بهم.

في داخلي وداخل الأغلبية الصامتة من الأردنيين والأردنيات تجدنا تقيم الصلوات وطيب الدعاء، بأن يديم الله علينا نعمة الطمأنينة والسكينة وأن يحفظ لنا جميع الطيبين الحريصين على أمن واستقرار البلد الذين يحفوننا بحبهم النقي ويحموننا بطيب فعالهم.. هؤلاء الرجال والنساء المخلصون للوطن الذين يسكنهم السلم العميق ويؤمنون بالخير غاية ووسيلة.

لك يا أردن منا جميعاً باقة من صادق المحبة وإمتنانا عتيقاً دائماً في كل طلة فجر، ومع كل نسمة رقيقة تلاطف ثراك الثمين... ومع كل سحابة تضللك أيها البلد المعطاء بالخير.. فاسلم لنا أيها الوطن الحنون... ولتبقى لنا دوماً وأبداً أردننا الأغلى..!!

Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)