facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفّي النيّة !


رنا شاور
06-04-2011 04:10 AM

لا أعرف أين وصل الحال بهذا الاختراع الذي أعلن عنه مجموعة من العلماء قبل سنوات. ومع أنه أثار زوبعة من الردود في حينه إلا إننا، في الوقت الحالي، أحوج ما نكون إلى امتلاك جهاز كشف النوايا. وقلت في مقالة سابقة أن هذا الجهاز إنجاز يشبه فقط أفلام الخيال العلمي التي تنتجها هوليوود، فقد نجح فريق من العلماء من جامعة أكسفورد البريطانية ومعهد ماكس بلانك الألماني بالتعمق ربما أكثر مما يجب في الدماغ البشري، وعلى اثر ذلك التبحّر في العقل البشري اخترعوا جهازا صغيرا يشبه النظارة ويعمل بالرنين المغناطيسي. الغريب في هذه الثورة العلمية أنها مخصصة لكشف النوايا والأفكار في عقل الإنسان وحتّى قبل أن تتحول إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع. أكثر من ذلك، يؤكد العلماء أن الاختراع العلميّ لا محالة في طريقه إلى أرض الواقع عاجلا ً أم آجلاً.

تتبّعت في ذلك الوقت ردود الفعل التي تفجّرت إثر الإعلان عن هذه القفزة العلمية الواسعة التي ستكشف بواطن البشر، وقد استفزّت حينها الأوساط العلمية كون هذا الاختراع الجديد سيهدد أخلاقيات العلم وأصول المهنة العلميّة التي يفترض أن يتم تسخيرها لخدمة الانسانية، بينما في هذه الحالة، كما برأي كثير من العلماء والمتابعين، فإنها تُحول العلماء إلى أدوات لأفعال غير مقبولة انسانياً هي التنصت والتجسس على حياة الناس واختراق مساحات خاصّة لا يفترض الدخول إليها.

كنّا في الامثال الشعبية نقول: صفّي النية.. لكن النية صارت مرتهنة لأكثر من مصلحة وصارت كذلك متلونة لأسباب ظاهرها فيها الرحمة وباطنها الرغبة في تحقيق مآرب لا نعرفها وانتزاع مكتسبات لا علاقة لها بالصالح العام. فكم نحن إذن محتاجون لجهاز كشف الكذب وكم نحن محتاجون لجهاز كشف النوايا القادر على مسح الدماغ بدقّة عالية، لفك رموز المزاودين على أوطانهم وفضح نوايا المنافقين والكاذبين والمتملقين والمتكسبين أينما وجدوا.

وإن كانت مديرة برنامج أخلاقيات المخ والأعصاب في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا تعلق بصراحة إن الاحتمال هائل لإساءة استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة ، وتؤكد بأن التصدي له موقف ملحّ لأن علينا التفكير في تأثيراته الأخلاقية، إلا أنني ومن باب التمني لكنت أرغب في وجود هذه التكنولوجيا في أي مكان يحتاج عملية تنظيف القمح من الزوان ويساعد في إيقاف معمعة المزايدة على الوطنية.

قبل التفكير فيما يمكن تحقيقه للوطن، فإن الأمر يستدعي المباشرة في أن يتحمل كل انسان مسؤوليته ويؤدي أمانته وينهض بإلتزاماته ويراجع نفسه قبل أن يحاسب غيره.. حينها فقط سنعرف كيف نعشق أوطاننا كما تستحق.

(الرأي)





  • 1 بنت الكرك 06-04-2011 | 05:17 PM

    تسلمي اخت رنا وصح لسانك وأضيف على عنوان مقالتك صفي النية ونام بالبرية وبتمنى بهذا الزمن الكل يصفي نيته للآخرين لاننا بأمس الحاجة لصفاء النية لتسير مركب الحياة صح


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :