facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نمران من ورق


ناهض حتر
05-08-2007 03:00 AM

ليس لدى إدارة بوش الصغير أي خطة بشأن حل القضية الفلسطينية, بل ليس لديها أي استراتيجية بشأن المنطقة. انها تغرق في التكتيكات الصغيرة , القائمة على إشعال التوترات في كل مكان , ومنع المصالحات الوطنية في فلسطين ولبنان والسودان , وإذكاء القطيعة العربية مع سورية, وتسخين جبهة العرب المعتدلين في مواجهة إيران. واشنطن تريد أن يبقى كل شيء معلقا إلى أن تتضح الصورة في العراق.إذا اضطرت الولايات المتحدة الى الإنسحاب من العراق, فهي تأمل أن تتركه غارقا في دمائه , وتشغل المنطقة عنه بحروب أهلية تنتشر في أنحائها , وحروب إقليمية : إسرائيلية ضد سورية , وعربية ضد إيران. واشنطن , وقد بلغ الخرف الإمبريالي, في سياساتها المجنونة, منتهاه , تتملكها سيكولوجية "نيرون" : إحراق " الشرق الأوسط" حين تيئس من" تجديده " , أي تجديد هيمنتها عليه, في نظام استعماري مستعاد من القرن التاسع عشر! وهي ما تزال تتجاهل أن ذلك مستحيل. ولذلك , فإن سياساتها تظهر, بالفعل, لا عقلانية, لسبب بسيط هو أنها تعاند التاريخ.

ومن أجل فهم ما يحدث, ينبغي , دائما, العودة إلى العراق: فالاحتلال الامريكي في مأزق طالما أنه قائم, وقواته في حالة حرب يظهر أنها بلا نهاية. وعلينا أن نشدد , هنا, على أن نجاح المشروع الامريكي في العراق, له شكل واحد هو انسحاب القوات المقاتلة , وإقامة نظام سياسي عراقي مستقر وذي شرعية , وقادر, بالتالي, على منح الامريكيين قواعد عسكرية وامتيازات نفطية في حالة سلام. ولا توجد أي معطيات على حدوث ذلك. وليس أمام الامريكيين , في النهاية, سوى مواصلة القتال , وتسديد الأثمان العسكرية والمالية والسياسية الباهظة لحرب طويلة بلا أمل , أو الإنسحاب المذل, أي الهزيمة الشاملة التي لن تقف مفاعيلها عند حدود العراق.

البدائل الأخرى كالتقسيم والحرب الأهلية أو حتى تنفيذ صفقة شاملة مع إيران , ليست في أيدي الامريكيين, بل في أيدي العراقيين . ولا شيء يمنع , من حيث المبدأ, من انفجار انتفاضة عراقية ضد القوى الطائفية والاتنية , كما ضد النفوذ الإيراني. لذلك , لا مناص أمام واشنطن من تأزيم المنطقة كلها على نار الانقسامات : فإلى اشتعال شامل أو تسوية شاملة. في الحالة الأولى سوف يتم الاعتماد على حكومات من الطينة الامريكية نفسها, وفي الحالة الثانية سوف تكون واشنطن ملزمة بالذهاب الى طهران ودمشق. وبين الخيارين يلعب الامريكيون وعواصم الاعتدال العربي في الوقت الضائع.

ليس لدى الحكومات العربية المعتدلة ما تقدمه للخيار الحربي الامريكي. لا يمكن لهذه الحكومات أن تتجاوز الإشكالات السياسية والطائفية والإيرانية , الى دعم حكومة المالكي, سياسيا أو عسكريا, كما أنها لا تحظى بنفوذ أو آليات سياسية للتأثير على المقاومة العراقية. وعلى الرغم من الفتور بين تلك العواصم وبين دمشق, فاننا لا نستطيع أن نتصور أن الإعتدال العربي قادر على دعم إسرائيل في حربها المحتملة على سورية. وبينما تعلن عمان عن دعمها لحكومة سلام فياض , فإن الموقف الأردني واضح تماما, إزاء الرفض المبدئي للتدخل في الضفة الغربية. وهذا هو موقف مصر بالنسبة الى غزة. وفي لبنان التي تحيطها سورية كالسوار , فإن موازين القوى العسكرية الداخلية لا تسمح لحكومة السنيورة بالتصعيد, اللهم إلا بحماية إسرائيل التي سجلت هزيمتين في لبنان.

على هذه الخلفية , نستطيع القول ان العلاقة بين عواصم الاعتدال العربي وبين واشنطن , ملتبسة إلى أبعد حد . وطالما أن الأولى مقيدة عن تقديم الدعم الفعلي للتصعيد الحربي الامريكي , فان الثانية لا تجد أنها ملزمة بتقديم ثمن جدي على حساب الحليف الإسرائيلي. وهذا ما تعرفه الدبلوماسية العربية المعتدلة التي تستهلك الوقت كخيار استراتيجي!!

ان أفضل الخيارات المتاحة للمعتدلين العرب هو القفز من تايتنك بوش, الى يابسة اعادة ترتيب البيت العربي , وإجراء مصالحات فعلية في كل مناطق الانقسام والتوتر, واستعادة سورية الى رباعية عربية جديدة مع السعودية ومصر والأردن. لكن الجمود والشعور بالضعف الذاتي , هما العنصران المتحكمان في سياسات حكوماتٍ لم تتبين , بعد, التغيرات الاستراتيجية الكبرى التي تعصف بالمنطقة: فلا إسرائيل هي إسرائيل ! ولا واشنطن هي واشنطن ! فنحن الآن أمام نمرين من ورق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :