facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مولات تعليمية


طاهر العدوان
09-08-2007 03:00 AM

لا نعترض على خصخصة التعليم بمستوياته المختلفة, من الابتدائي الى الجامعي. بلدنا ليست دولة اشتراكية ولا هي دولة نفطية يمكن ان تسخر مواردها لقطاع التعليم, في ظل حكومات عاجزة عن توفير موارد وطنية تغطي فاتورة النفط وفاتورة مياه الديسي, عندئذ يكون من المبالغة مطالبتها بتغطية فواتير التعليم.غير ان الحكومة تملك موارد استراتيجية اهم وهي امتلاكها للسلطة والولاية العامة وتطبيق بنود الدستور, بما في ذلك حق العمل والتعليم والصحة وصولا الى العدالة والمساواة بين المواطنين وحمايتهم من الاستغلال والاحتكار.

خصخصة التعليم, ليست مثل خصخصة البوتاس او الفوسفات, فتلك تتعلق بتراب الارض وباطنها, لكن التعليم هو المكون لعقول الناس ومستقبل المجتمعات. ومن المفترض ان يكون الهدف من رأسملة التعليم هو ان يأخذ القطاع الخاص دوره في الرقي بمستوى التعليم وتوفيره للجميع بتكاليف وعوائد بعيدة جدا عن مفهوم الاستثمار في (المولات) الاستهلاكية وثقافة رفع الاسعار عند اشتداد الطلب.

الخصخصة في التعليم ليست حديثة العهد في هذا البلد, فالنظام الاردني بالاساس قام على المفاهيم الرأسمالية, واهم مدارس عمان هي التي انشأها القطاع الخاص, لكن, بالاستناد الى مفاهيم التضامن الاجتماعي والمدني للمساهمة في اشاعة التعليم وتحديثه, وليس من باب اعتبار قطاع الاستثمار في المؤسسات التعليمية كأنه سوق لبورصة الاسهم لكن مع ضمانات بالربح الوفير والدائم من دون وجود مخاطرة بالخسارة.

الكلية العلمية الاسلامية, ومدارس الفرير والراهبات والترسنطة والاقصى وغيرها من صروح تعليمية هي مدارس (خصخصة) قدمت افواجا من الخريجين الذين ساهموا في تقدم البلد وتطوره على مدى خمسة عقود, هذه المدارس تملكها جمعيات غير ربحية. لكننا اليوم امام ظاهرة الرأسمالي الذي يصبح (تربويا كبيرا) ويبدأ بتطبيق نظرياته في السوق التجارية على القطاع التعليمي, وفق معادلة خفض النفقات مقابل تعظيم الفوائد. فالمدرسون يتلقون اجورا زهيدة بينما الاقساط الدراسية عالية جداً, ونتائج مثل هذه المعادلة انخفاض المستوى التعليمي مع المساهمة في زيادة رقعة الفقر وارهاق رواتب اسر الطبقة الوسطى.

مع بداية كل موسم دراسي نتلقى شكاوى مواطنين من رفع الرسوم الدراسية, وهذا العام مثل غيره يؤشر على وجود معضلة اسمها (فلتان) الاسعار, وكأن (بعض) اصحاب المدارس الخاصة يعتقدون ان طفرة اسعار النفط في العالم تعود على خزائن الدولة ومواطنيها بدخل كبير. اصحاب هذه (المولات) التعليمية بدأوا باستغلال قرار الحكومة باستيعاب الطلبة العراقيين ليرفعوا الرسوم, مما يجعل المواطن الاردني مسؤولا عن جرائم الاحتلال الامريكي وفساد حكومة المالكي.

مرة اخرى لست ضد الخصخصة في التعليم, بل هي ضرورة, لكن يجب ان تكون في اطار رقابي, قانوني واداري وتعليمي, واخيرا سياسي يضع خطوطا حمرا وخضرا عندما يتعلق الامر بانعكاسات تكاليف التعليم على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للناس. وبمناسبة قبول الطلبة العراقيين, اؤكد انه قرار حكيم, وقرار انساني, وقرار وطني وقومي يليق بالاردن وشعبه ومواقفه القومية المشهودة. لكن حتى لا تكون لهذا القرار انعكاسات سلبية يستغلها اصحاب الخصخصة, فان تدخلا حكوميا مطلوب لمنع هذه الانعكاسات مع مواقف بصوت عال تطالب بوش والمالكي بدفع فاتورة اخطائهم وخطاياهم في العراق.



عن العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :