facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الادارات الجامعية هي المكاتب الأمنية


د. عامر السبايلة
10-05-2011 07:40 AM

المكاتب الأمنية في الجامعات ليست هي المشكلة الحقيقية, فالمشكلة الحقيقية تكمن في العقليات الأمنية التي تدير الجامعات و في حقيقة الأمر المكاتب الأمنية لم ترتكب أي سوء مقارنةً بما تقترفه هذه الادارات . و ان أي اختزال للمشكلة و اقتصارها على كيل الاتهامات المستمرة للمكاتب الأمنية – كما هو حاصل اليوم- هو التامر الحقيقي على الاصلاح السياسي والتعليمي.

الانقلاب الاصلاحي الحقيقي لا يكون باغلاق المكاتب الأمنية فقط بل بالانقلاب على الادارات الجامعية التقليدية ذات الفكر العثماني البائد, و شخوصها و طريقة عملها او بالأحرى طريقة تعطيلها للعمل والانتاج بسبب بيروقراطيتها المؤذية للجميع من هيئة تدريسية
و طلاب و موظفين و حتى للجامعات نفسها بسبب الأذى الذي لحق بالمؤسسة الأكاديمية الأردنية.

و بالرغم من الزيارات المتكررة التي تقوم بها هذه الادارات للصروح العلمية و الجامعات الدولية و تكبيدنا لخسائر المياومات و السفرات الا ان هذه الادارات-و للأسف- لم تتعلم الى اليوم الى فنون تأطير الروتين و المحسوبية و اغتيال الأكاديمية التي لم ينتموا لها يوماً بلا شك. ادارات جامعية تمارس طرق ادارية و اساليب تعامل لا يمكن قبولها اليوم حتى في المدارس الابتدائية, و لو كان يتسع المجال هنا لنقلنا بعض الأمثلة التي تنشغل بها هذه الادارات يومياً ليدرك القارئ عن أي أكاديمية يتحدثون و أي جامعات يديرون و في الحقيقة هم فقط يدمرون ما بقي لنا من بنيان. و لنحفظ بعضً من ماء الوجه و نكتفي بالتلميح لا التصريح من باب اذا "بليتم فاستتروا."

لازلنا نؤمن أن تدمير العملية الكاديمية بدأ منذ تحول منصب رئيس الجامعة لمنصب تشريفي تعطى له العطايا و الامتيازات من سيارات له و للعائلة و سائقين و بدل خدمات و الأدهى من هذا كله دفع بدل سكن براتب يفوق راتب الاستاذ الجامعي و كأن رئيس الجامعة كان يسكن في الشارع او احضر من كوكب اخر فاقتضى الأمر ان يدفع له راتب بدل السكن بالرغم من امتلاك أغلبهم لمنازل على بعد كيلومترات بسيطة من أماكن عملهم.

و لو ان الامور توقفت عند الرئيس لقلنا هذا شر لا بد منه, و لكن الميزات و الأعطيات أبت الا ان تشمل الجموع من نواب الرئيس أيضاً. كل هذا على حساب الجميع من أبناء المؤسسة بدءاً بعائلات الطلاب التي تستنزف في كل يوم من أجل ضمان الحفاظ على مميزات تلك الطبقة و التي لا يختلف اثنان اليوم أن وجودها و عدمه واحد و لو كانت الأغلبية تفضل عدم وجودها على وجودها.
و هكذا تصبح قضية عمال المياومة مرتبطة تماماً بعجز الموازنة و الموظفين الذين يلقى على كاهلهم جل العمل لازالوا الجنود المجهولين الذين لا ينالو حمدأ و لا شكورا في نهاية كل يوم.

لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ان التوقف عن سياسة تعيين الرؤساء الجامعات و على الأقل ان تتوقف سياسة فرض رئيس من خارج كادر الجامعة و على الأغلب يكون غريب و بعيد على الجامعة. فلا يمكن لهذه السياسة أن تستمر و لا بد ان يبدأ العمل على سياسة انتخاب الرئيس من قبل كادر الجامعة و قبل ذلك لابد أن يجرد المنصب من كل ميزاته التشريفية ليعلم أي رئيس قادم أن هذا تكليف و ليس تشريف.

أما في ما يتعلق بعمادات شؤون الطلبة فلا بد أن ندرك حجم موجات التغيير و التحديث و ندرك أن الحركة الرمزية التي قام بها بعض طلاب الجامعات باغلاق عمادة شؤون الطلبة بأسلاك يجب أن تدفع الدولة لاغلاق كل عمادات شؤون الطلبة بالسلاسل الفولاذية اذا أرادت فعلاً للجامعات ان تتحول الى مؤسسات أكاديمية حقيقية بدلاً من ما هي عليه اليوم.

و اذا كنا ننشد اندماج ابناءنا الايجابي في الجامعة التي ينتمون اليها فلا بد أن نؤكد أنه يخطأ تماماً من يسعى لخلق ولاء و انتماء لدى طلاب يعيشون في مناخ أبعد ما يكون عن الحرية و تسود فيه سياسة التلقين و الفرض و طلابه أبعد ما يكونوا عن صناعة اي قرار يمس بمستقبلهم و مصيرهم. لا بل ان اولئك الطلاب يستشعرون في كل عمل يقومون به في الجامعة بسياسة الجباية التي تستنزف مقدراتهم و مقدرات عائلاتهم يومياً. و على سبيل المثال لا الحصر لا يفهم الطالب أسباب دفعه لكثير من الرسوم لدى التسجيل الفصلي, و بالرغم من دفعه للرسوم الفصليه بصفته طالب منتظم, و حمله لهوية دفع رسومها لتثبت انه طالب في الجامعة, الا انه في كل معاملة يتم طلب منه ورقة اثبات طالب لا يمكن له بعد دفع كل هذه الرسوم ان يأخذها دون دفع مبلغ 5 دنانير.
و تطلبون بعد ذلك ولاءً و انتماءً.

و في النهاية لا بد من التذكير ان الانسان الذي لا يشعر بقيمته الانسانية في المكان الذي يعيش فيه لا يمكن ان ينتمي اليه ابداً, فهذه قاعدة أساسية, و لا بد أن يشعر الطالب بقيمتة و كفى ما اقترفناه بحق طلابنا من مصائب.

د.عامر السبايلة
http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 بلال المصري 10-05-2011 | 10:48 AM

    كيفك يا استاز عامر ؟

  • 2 10-05-2011 | 10:51 AM

    احسنت يا دكتور عامر.

  • 3 عقليات 10-05-2011 | 11:49 AM

    للأسف يا اخي الكاتب المحترم هذه مشكلة الشعب كله ذو عقلية امنية.

  • 4 زميل 10-05-2011 | 11:50 AM

    والله يا عامر ...

  • 5 شباب الاردن 10-05-2011 | 12:58 PM

    مع الاحترام انا اخالفك الراي كون جامعاتنا بخير ولايوجد اي تدخل بها سوى اعمال حفظ الامن ومن قبل حرس الجامعة وشخص واحد من الاجهزة الامنية لحفظ الامن وليس للتدخل بسياسة الجامعة بل تنسيق معاملات الطلبة العرب والاجانب ومتابعة اللابتعاث التابع للمكرمة الملكية ... .....واخشى ان تكون نظرتك سوداوية...او بالاحرى تنظر الى نصف الكأس الفارغة ////// حاول ان تكون متفائل ليكن قلمك مع الاصلاح ....

  • 6 فايز طبيشات(ابوطراد) 10-05-2011 | 01:26 PM

    اول مرة ارى اكاديمي في الجامعات الأردنيه يتكلم بهذه الواقعيه والصراحه وهذة مساعدة من اجل اعادة تشكيل وتطوير الأدارات الجامعيه للأرتقاء بها من الجهويه الى الواقعيه فلقد اثيبت الدراسات الحديثه بإن العاملين في ظل قيادة ادارية ديمقراطيه واعية لا تضهر عليهم مظاهر الضجر والقلق والتمرد والسخط وبعكس القيادة التسلطيه وهذا يدل بإن العاملين بحاجة واضحة الى اهتمام المسؤول بهم ...الأدارة في الجامعات الأردنية الأن هي ترف فلا يعقل ان يكون للرئيس خمسة نواب وللعميد خمسة نواب ومساعدين وهذا كله نتيجة لسوء استعمال السلظه وعدم التدقيق في الأختيار وتعيين مدراء للأدارات بشكل فردي محاباة لتوصيه او قرابه او مودةاو معادة لفلان وعدم اسناد الأعمال الى ذوي التجربه والنزاهه والقوة والخبرة ...لذا يجب وقف سياسة الشلليه والمحسوبيه والاقصاء.

  • 7 الشلبي 10-05-2011 | 01:39 PM

    سألت رئيسا يوما لماذا يكون احدكم استاذا ممتازا ثم اذا اصبح رئيسا يمارس السلطة بعقلية المخاتير في الخمسينيات,سالت وأجبت فقلت لانكم تعلمتم العلم في الغرب فتأدونه كما تعلمتموه وتعلمت السلطة هنا فتأدونها كما مورست عليكم,

  • 8 ابو الطويطيات 10-05-2011 | 04:43 PM

    دعوة مهنية وأمينة لاصلاح حال الجامعات التي أضحت ثانويات

  • 9 إبن بلد وطالب سابق 10-05-2011 | 09:30 PM

    لا فض فوك يا د. السبايلة, قولك الحق كل الحق وأصبت كبد الحقيقة. والأجمل أنه لا أحد يستطيع أن يزايد عليك فأنت أحد الأستاذه الذين يعملون في الجامعات الأردنيه وتعلم ما فيها, كثر الله من أمثالك لقول الحق.

  • 10 د. احمد الجعافره / جامعة الطفيله 11-05-2011 | 12:36 PM

    كلام يلامس الواقع ويعري المشكلة ويضع الحل. وألله أني أشعر بمرارة ما تشعر به يا دكتور. لكن يجب علينا نحن أن نبدأ باتخاذ اجراءات تقربنا من الحل. لن يصلح الحال الا باصلاح التعليم ولن يصلح التعليم الا باصلاح وتأهيل الادارات التعليمية.

  • 11 الدكتورة أماني أبو جزر 11-05-2011 | 01:08 PM

    دكتور عامر أشكر لك هذا المقال.
    ولي سؤال: ما وظيفة رئيس الجامعة؟ هل وظيفته خطيرة جدا لتتوفر كل هذه الامتيازات له أم أنه منقطع النظير؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :