facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«احكي عربي!»


رنا شاور
11-05-2011 03:52 AM

لا أعرف سبباً مقنعاً، ولا مخرجاً لتقويم اعوجاج اللسان، ولا أزعم أنني أطرح المشكلة وبيدي الحل، فبقدر ماهي ظاهرة مزعجة، فإنها كذلك صارت مستشرية من باب التقليد أو «التشبيح» أو تأكيداً لسطوة معرفة سطحية لثقافة الآخر وأرى فوق ذلك أنها تؤكد قلة ثقة في النفس.

يبدأ الحديث طبيعيّاً، باللغة العربية، ثم يتكسر على أمواج التصنع دون داع، فيقحم الحوار بمصطلحات انجليزية ليست في محلها ولا داع لاستخدامها لأننا ببساطة نستطيع الاسترسال بحديثنا باللغة العربية، وهي لغة غنية جدّاً ذات قدرات أدائية مبهرة تحتمل وتستوعب أكثر من أية لغة في العالم أن تكون وعاء ناقلا للفكر. الداهية أن تطعيم الحديث بالانجليزية دون معنى، يقترفه في الغالب أناس لا يعرفون من الانجليزية سوى كلمات عابرة، ولو تطلبت منهم الحاجة اتقانها في مكانها الصحيح ووقتها المناسب لما استطاعوا أن يكملوا جملتين مفيدتين.

يتم الزج ببعض التراكيب الأجنبية التي لا يحتاجها الحوار بمناسبة وبدون مناسبة من باب الوجاهة والتميز الاجتماعي، فيظن البعض -للأسف- أن تكسير العربية يرفع المكانة ويبهر المستمعين، والظاهرة مستشرية للأسف في العمل والحياة العامة والجامعات والجلسات الخاصة وقطاعات واسعة في المجتمع وقد يمتد الأمر إلى السخرية من بعض المصطلحات العربية.

نحترم كثيرين تغرّبوا وعاشوا في الخارج سنوات طويلة أو درسوا في مدارس وجامعات أجنبية لكنهم في حديثهم مع الآخرين ينأون عن الاستعراض ويصرون على احترام هويتهم وثقافتهم النبيلة، وأرى منهم من يجاهد نفسه لاختيار الكلمة العربية المناسبة وفي هذا دليل على ثرائهم النفسي وثقافتهم العالية.

يتراجع حال الثقافة العربية وتصبح إهانة اللغة سلوكا عاما في المجتمع، في الوقت الذي تثبت الأرقام تراجع نسبة الأمية في الوطن العربي وتقدم وسائل الاتصال والإعلام إلى الحد الذي وصلته اليوم، فأي مفارقة هذه؟!.

أتقن عدة لغات ويتقن غيري عشرات اللغات، لكني أكتب انحيازاً للغة التي أعشقها، بقدر ما هو دفاع عن الانتماء والهوية، فالذي نراه هزيمة نفسية وقهر فكري وانجرار للتقليد ليس في محلّه، ورفض فاضح للواقع العربي والخجل منه دون السعي لتغييره.

من يسافر ويطّلع ويختلط بثقافات الشعوب سيدرك أن قضية اللغة لديهم لا تحتمل التفريط، فمن المستحيل مثلاً أن تجد ألمانيا أو فرنسيا يطعن لغته كما نفعل. لكن الناس تتقدم ونحن لازلنا نقلّد.

صدق ابن خلدون إذ قال أن المغلوب يهوى دوماً تقليد الغالب.

(الرأي)





  • 1 السوالقه 11-05-2011 | 12:36 PM

    شكرا لكي ابدعتي بالمقال وياريت ننتبه لهدا الموضوع الخطير اكثر بتمنى على مثقفينا يحكو في000


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :