facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميتشل يغادر بدون تركة


د. حسن البراري
15-05-2011 04:18 AM


في الأخبار، قدم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل استقالته يوم الجمعة منهيا بذلك عامين وأكثر من الفشل الذريع في سياسة واشنطن إزاء عملية السلام التي يمكن القول أنها تمر في «كوما» وتحتاج لمعجزة ربانية لتحيا من جديد، وهو ما لن يقدر عليه ديفيد هيل خليفة ميتشل المستقيل.

استقالة ميتشل جاءت بعد أن توصل إلى نتيجة تفيد بأن الولايات المتحدة غير قادرة على خلق زخم السلام، فنتنياهو وعلى مدار عامين وجه الإهانة تلو الأخرى لإدارة أوباما بتحايله على الجهود الأميركية ولم يدفع ثمنا لقاء ذلك، ولهذا السبب لم يتمكن ميتشل من دفع العملية إلا على حساب الفلسطينيين، وهو أمر لم يعد يمتلك ترفه بعد أن أنهى الفلسطينيون خصامهم غير الضروري وأصبحوا ينادون بدولة بحلول شهر أيلول القادم.

قبل عام، فاجأ الرئيس الأميركي العالم عندما أدلى بتصريح لمجلة نيوزويك قال فيه أنه بالغ من تقديره الذاتي لقدرته في التأثير على إسرائيل، وبهذا لم يعترف أوباما فقط بعجزه وإنما وبشكل غير مباشر إعترف أن العلة الرئيسية في تعطيل عملية السلام تكمن في سياسة تل أبيب التوسعية. والنتيجة المنطقية لهذا التصريح كانت تقتضي أن يقوم أوباما برفع الكلفة السياسية على نتنياهو حتى يستجيب، المفارقة هي أن العكس حصل، فالذي رضخ في نهاية الأمر هو باراك أوباما!

على نحو لافت، رفعت الإدارة الأميركية من سقف توقعات الفلسطينيين عندما بعث أوباما برسائل واضحة منذ اليوم الثاني لتوليه الحكم تفيد بأن إدارته سوف تعمل ما بوسعها لتحقيق حل الدولتين لأن ذلك يصب في مصلحة أميركا الإستراتيجية في الشرق الأوسط، وبالفعل حاول أوباما وضع تصورات كثيرة غير أنه لم يكن يمتلك رغبة الإنتصار على نتنياهو، لذلك تراجع وتحول ضغطه غير المؤثر على تل أبيب إلى ضغط على أبي مازن الذي لا يملك القدرة على التنازل بعد أن قدم كل شيء للإسرائيليين حسب وثائق سربت من مكتب المفاوض الفلسطيني صائب عريقات.

بعد أكثر من عامين، نعود للمربع الأول، فليس هناك من شريك إسرائيلي راغب وقادر، وليس هناك راع لعملية السلام لدفعها قدما. والسؤال هنا بعد مغادرة ميتشل من دون تركة تذكر، ماذا بوسع ديفيد هيل أن يقدم؟ ليس الكثير، فسجل الرجل ليس ناصعا بالانجازات ورئيسه في البيت الأبيض مشغول بمعركة إعادة الانتخاب التي تتطلب تركيزا عاليا على القضايا الداخلية وعدم الظهور بمظهر من يناصب تل أبيب العداء وهي تهمة يسوقها البعض المؤثر ضد أوباما.

ما يدور في الشرق الأوسط من تحولات يدفع الإسرائيليين للتريث حتى تستقر الأمور قبل اقدامهم على تقديم أي تنازل، لكن وفي الوقت ذاته لا يتوقف المشروع التوسعي الذي يجعل من الانسحاب الإسرائيلي أمرا بالغ الصعوبة لمقتضيات السياسة الداخلية. والمفارقة هنا أن عامل الوقت ليس محايدا بل يخلق ديناميكية لا تنبيء بأن سلاما سينجز لصعوبة تحقيقه سياسيا. بكلمة، لا يمكن لنا التفاؤل بقدوم ديفيد هيل، فالذي سبقه كان عنوان لمعركة وقف الاستيطان التي فشل فيها فشلا ذريعا، ولا يمكن أن يكون ديفيد هيل عنوانا لمعركة من هذا النوع، لذلك فإن تركة هيل لن تختلف كثيرا عما سبقه!

hbarari@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :