facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عبدالحليم خدّام إن حكى !


محمد خروب
16-05-2011 01:53 PM

«استعادوا» الرجل الثاني في نظام الحركة التصحيحية ورئيس دبلوماسيته العتيق, والمُمسك «الوحيد» بالملف اللبناني (عندما كان ملفاً محورياً وليس كما هو الان).. نقول: استعاد الغرب, عبدالحليم خدّام من المخازن, بعد أن ذهب في صحراء سياسية قاتلة, وبعد أن بات بلا أهمية أو دور حتى كحصان طروادة, وخصوصاً بعد أن فكّ الاخوان المسلمون تحالفهم معه, الذي جاء تحت مظلة خلع عليها الطرفان اسم «جبهة الخلاص الوطني», ولم يلبث اخوان سوريا (بذكائهم ورهافة قرون استشعارهم) ان اكتشفوا أن خدّام جثة سياسية وان الاتجار به (أو معه) لن يعود عليهم سوى بالخسارة الصافية, فتركوه ولم يجد الرجل من «مأوى» غير قصر رفيق الحريري الباريسي, الذي اسكنه فيه نجله سعد القادم الى عالم السياسة بلا تجربة أو خبرة, اللهم إلا ارث الأب الذي قَدِمَ هو الآخر الى السياسة على صهوة «ثروته», وما كان يدفعه من تحت الطاولة (ومن فوقها) الى أبو جمال (خدّام) وحكمت الشهابي وغازي كنعان, قياصرة السياسة والاستخبارات الاقوياء.. في تلك الايام..

إستُعيد اذاً عبدالحليم خدّام من «المخازن», نفضوا عنه غبار النسيان, وأخذوه الى دورة تلميع, فدور الرجل-في ظنهم-قد «تجدد», بعد أن هبّت رياح هوجاء على سوريا, وبعد أن تم تجاوز شعارات «الاصلاح والغاء حال الطوارئ واطلاق سراح سجناء الرأي» الى.. «الشعب يريد اسقاط النظام», بل وترافق استخدام السلاح (بهذه النسبة او تلك وبهذا الانتشار أو ذاك) مع شعارات فتنوية تغرف من قِدرِ الطائفية والمذهبية والعنصرية, رفعتها مجموعات ظلامية عكفت طوال السنوات الماضية على الشحن والتحريض وايغار الصدور ولم تكن صدفة أو حالاً معزولة, الشعارات التي تم ترديدها في اكثر من مكان «العلوية على التابوت.. والمسيحية على بيروت».

ما علينا..

إستُعيد خدام واستُحْضِرت «جثته» من «الثلاجات» السياسية, التي واصلت المكوث فيها, فخرج القائد «المنتظر» لسوريا على الناس, ليعيد انتاج مقولاته المتهافتة التي كررها منذ انشقاقه على النظام او قل منذ ان ركله النظام حيث بات عبئا عليه اكثر مما كان يُحسب على الحرس القديم ورجالاته الذين لم يعد لهم أي دور في العهد الذي بدأ مع رحيل الأسد الاب قبل نحو من احد عشر عاما.

في تصريحاته لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) كرّس خدام نفسه, نسخة باهتة من ايتام اسرة بوربون الذين لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا ايضا.. إذ انه لم يأت بجديد مقارنة بما كان قاله بعد انشقاقه عن النظام والرئيس ومن يحيطون به وتغوّل أجهزة الأمن وغيرها من التي شارك خدّام نفسه بتكريسها في المشهد السوري.

هي حكمة متأخرة يسعى خدام لاستدراكها, بعد ان بات على قناعة بان النظام السوري لن يسقط او على الاقل سيصمد في مواجهة الظروف العاصفة الراهنة وسيستخلص الدروس والعبر وخصوصا انه لن يهدر المزيد من الوقت او يضيع المزيد من الفرص, لاتخاذ خطوات جادة وميدانية في اتجاه اصلاح سياسي عميق يُحدث قطيعة مع الماضي (الذي انتهى مع بداية الاحداث في اذار الماضي) ويؤسس لمشهد سوري جديد لم يعد بمقدور احد في النظام الزعم بان النموذج او المقاربة التي كانت قيد التداول حتى بداية الاحداث الماضية, مرشحة للاستمرار أو قادرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات والاستحقاقات, التي باتت مطروحة بقوة وفي شكل عاجل على جدول الاعمال الوطني السوري..

عودة الى خدّام..

المقابلة الطويلة مع (د.ب.أ) يبدو أنها لم تأت بالاصداء التي كان يتوقعها رئيس الدبلوماسية «المزمن», والرجل الذي تميّز بالصلافة والاستعلاء والفظاظة في تعامله مع زملائه العرب, وخصوصاً منهم اللبنانيين والفلسطينيين الذين عانوا منه الكثير وسمعوا بآذانهم (وعيونهم) الفاظه البذيئة وكلماته السوقية وغطرسته وسلاطة لسانه, دون ان يستطيعوا الاتيان بردود فعل مغايرة, لاسباب تتعلق بديكتاتورية الجغرافية واختلالات موازين القوى واستحقاقات معادلة التحالفات الاقليمية والدولية..

لهذا, بعد أن لم تفعل مقابلة الوكالة الالمانية فعلها, استعان خدّام باصدقائه الاسرائيليين وخرج من على القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي, ليبشّر باقتراب سقوط نظام بشار وليطمئن الاسرائيليين الى استعداده لعقد معاهدة سلام مع دولتهم, بعد أن «ملّ» السوريون الحروب والصراع (هل تذكرون السادات؟) وبعد أن لم يعد بمقدور العرب تجاهل حقيقة وجود اسرائيل..

لم ينسّ خدّام (الذي أُجلس في زاوية أحد أروقة الفيلا الحريرية الباريسية) ان يطلب احضار علم سوري كبير كي يضعه خلفه (كمن يُقنع نفسه بأنه رئيس دولة مقبل), وفي الحوار الذي اجراه محاور اسرائيلي معروف عليه (سبق ان قابله في العام 2005 واذيعت المقابلة في القناة الثانية ايضاً, أي أن خدام كان يعرف أنه يقابل قناة اسرائيلية) واصل خدّام تكرار اسطوانته المشروخة, عن ضعف النظام وسيطرة ماهر الاسد ورامي مخلوف وغيرها من (المعلومات) التي لا تشكّل سراً ولا تحمل أي قدر من المفاجآت..

لا المقابلة الاسرائيلية ولا التصريحات لوكالة المانية أو مجلة اميركية او تلفزيون فرنسي, يمكن أن تنقذ عبدالحليم خدّام من التيه السياسي والشخصي الذي يعيشه منذ سنوات, وهو ازاء ما يجري في سوريا من احداث ووقائع مجرد كومبارس بل اقل من ذلك بكثير, وكل ما كشفته الاسابيع الماضية بل ما كرّسته, هو أن «السقوط» ليس له نهاية, تماماً كما الهاوية التي بلا قاع, وإلا كيف سيقبل السوريون ان يكون لخدّام «المطّل» عليهم من قناة اسرائيلية دور في سوريا, التي ستنجح في نفض غبار المرحلة السابقة عنها, وستنطلق متجددة أكثر قوة وقدرة على الاستمرار عبر الحوار الوطني الشامل, الذي لا يُقصي احداً ولا يلغي احداً, كطريق لا بديل منه.

اطرف ما قاله خدّام في مقابلته مع الوكالة الالمانية (د.ب.أ) «.. نعم كنت من أهم اركان النظام, ولكن في سياساته الخارجية, ولا يستطيع أحد أن يقيّمني بغير ما أنا فيه, فقد خرجت من النظام وكان ذلك بمثابة الضربة الاولى الجارحة له, حتى ان اسمي صار مخيفاً»..

اسم خدّام صار «مخيفاً».. هل يصدّق السوريون؟

Kharroub@jpf.com.jo
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :