facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطفيلة اذ تخرج عن صمتها ..


د. عامر السبايلة
20-05-2011 10:04 PM

ضَخت الطفيلة اليوم دماءً حيَة ونقية في الجسم الأردني الذي لا نملك إلا أن ننحني له من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، وهذا يشير الى أن الأردنين قد يسكتوا ويصمُتوا ولكنهم لا يُغبنوا.

فالصبر أثبت سئمه عند أبناء الطفيلة على الظلم والسكوت وهضم الحقوق ، وإن كانوا قد صبروا على الظيم فذلك كان نتاج الكرم في أخلاقهم والوطنية التي تسكن نفوسهم وما كان يوماً نتاجً لضعف أو محصلة لخوف.

يخطأ من كان يقنع نفسه بأن الحراك السياسي الأردني قد انتهى وانها كانت مرحلة أقرب ما تكون في طبيعتها لسحابة الصيف كحال رواية "منظري السياسة الحكومية" الذين لم يُفوتوا فرصة في الأسابيع الثلاثة الماضية ليستعرضوا من خلالها "نجاح" ادارتهم للأزمات.

من جهة أخرى نحن كنا ندرك أن أسلوب التعاطي مع الحراك في السابق لم يكن يهدف الى العلاج بل وكعادة حكوماتنا أسلوب يهدف إلى ترحيل الأزمة أو حتى تجميلها و كأنهم يتناسون تماماً قرب وسرعة عودتها الى السطح ، والجميع كان يعلم ان سكوت الأردنيين ما كان إلا إعطاءً لفرصة يروا من خلالها نتاج الحراك السلحفائي الحكومي على أرض الواقع ، فكان أن اضحى الجميع على يقين بأن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه وأن الحكومة لو تُركت وحدها مئة سنة مقبلة لوجدناها على حالها (وسط حالة التفاؤل المفرط عندها ) أو أسوء بكثير, فالفاسد يُهرَب والسارق يُكافىء والمحسوبية تُأطر والواسطة تزداد وسياسة الأعطيات والهبات تتضخم.

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله " لا يُكلف الله نفساً الا وسعها" و الأيام اثبتت للقاصي والداني أنه لا يمكن لبضع سنين من الغياب أن تُعيد إنتاج الشخوص ولا يمكن أن تُغير في العقول أو أن تضيف صفات غير موجودة في الانسان , بل اثبتت أن الحال قد يسوء والدوران في الدوائر المفرغة لا يُخلَف إلا إنجازات واهمة والركض في المكان لا يمكن أن يخطوا خطوة واحدة الى الامام , لذا فمن لا يستطيع المسير الى الامام فليتنحى جانباً تاركاً الفرصة لغيره وهذه نصيحة مجانية لكل من يعتبر.

المرحلة المصيرية التي نعيشها اليوم تتطلب اختيار الشخوص القيادية بعناية فائقة , فمتطلبات المرحلة كبيرة لذا لا مكان للأحجام الصغيرة المتوفرة حالياً والتي لا يمكن لها ملىء أي مكان في المعادلة السياسية.

وللأسف حتى الحفاظ على الحال القائم تفشل فيه هذه الشخوص فهي لا تتقن إلا فناً واحداً "فنَ صناعة الأزمات".

وبالعودة إلى الطفيلة لتذكير كل من ينسى أو يتناسى فليعلم أن الطفيلة تاريخياً كانت دائماً حصناً منيعاً أسقطت الكثيرين على أبوابها ولم تسقط , منحت ولم تُمنح , لم تنظر يوماً أوامر أو قرارات لتقوم بواجبها الوطني , فأبناؤها كانوا دائماً السباقين والمضحين غير متعلقين يوماً بحياة أو مطامع شخصية ولم يكونوا يوماً طالبين لمنصب أو جاه , لذا رضوا دائماً بالقليل وسكتوا عن كل السياسات الظالمة والهاضمة لحقوقهم وحقوق مدينتهم ، لذا إن تحركت الطفيلة فلا بد للجميع أن يصغي وللكثيرين أن يعوا معنى الحراك.

وبعد كل هذا العناء لم ننل إلا نعت أبنائها بالأشقياء, لا لذنب اقترفوه غير خروجهم عما تعودت عليه الحكومات من الصمت والاذعان ، فاصبحت المطالبة ببعض من الحقوق جريمة والتعبير عن الرأي تستحق العقوبة والاعتقالات الليلية على طريقة الافلام البوليسية هي مخرجات الزيارات التنموية.

لمن لا يزال ينكر التارخ هؤلاء "الأشقياء" الأنقياء هم أحفاد محمد بطاح المحيسن المفكر الكبير يا دولة الرئيس ومؤسس أول جريدة عربية في ديترويت سنة 1917, هو مؤلف مسرحية "الذئب الأغبر" و التي عرضت في مسارح فرنسا لستة شهور متواصلة.

هؤلاء هم احفاد فرحان الشبيلات وصالح وذياب العوران ومحمود الحوامدة ومحمد عودة القرعان وموسى وشاهر المحيسن والنائب وحيد العوران وعطاالله العطيوي وجمال البدور والشيخ عبدالله العوران والعسكري محمد سليمان السوالقة وعبد المهدي المرافي وجريد الحراسيس وتيسير السبول وأحزانه الصحراوية والكثيرون الذين لا يسعني هنا ذكرهم لكنهم ساكنون في وجداننا وعقولنا.. الاجحاف لم يكن وليد اليوم والتنكيل لم يكن صنيعة اللحظة .. هو سياسة آن لها ان تنتهي.

فاليوم لن نطيل ولن نختزل مشاكلنا ضمن حدود الطفيلة, فالمدينة و أبنائها جزء من هموم هذا الوطن من شماله الى جنوبه, و أبنائها شاطروا و لازالو بسطاء الأردنيين أحلامهم بالعيش الكريم. لذا آن الأوان ان نقول للظلم كفى, و آن للحقوق أن تُسترد و لا يمكن للغبن بعد اليوم ان يستمر. و هذا يحتم على الحكومات اعادة قراءة المشهد ضمن قراءة صحيحة وواقعية تعيد للامور نصابها, فالعلاقة تتجه الى اعادة التأطير بين الحكومة و المحافظات المهمشة و هذه القراءة الجديدة لا يمكن ان تبدأ الى بتبني القاعدة الرئيسية" الرجل المناسب في المكان المناسب".

http://amersabaileh.blogspot.com/





  • 1 رهام المحيسن 20-05-2011 | 11:36 PM

    شكرا د.عامر عبرت عما يجول في الخاطر

  • 2 ايمن زنون 21-05-2011 | 01:15 AM

    انت فعلا هاشمي ومنبتك اصلي وان الصمت لا يطوووول يا دكتور

  • 3 د.سامر الزحيمات 21-05-2011 | 01:47 AM

    لقد ادليت يادكتور عامر بدلوك من بئرك النقي والممتلئ بمائك العذب كعذابة لقائك وبسمتك الجميلة المعبرة عن ابداعك الحر، هذه هي الطفيلة الحرة كانت وما زالت تخرج من بطنها كل شئ جميل للوطن الجميل الحر برجاله من شماله الى جنوبه.

  • 4 maram yassin 21-05-2011 | 02:46 AM

    يظنون اننا ان صمتنا قليلا باننا نسينا منطق حروفنا!! خاب وخسر من ظن ان الاردني او حتى اي انسان مهما كان منبته واصله قد يصمت على هذه المسرحية متناقصة الادوار وكثيرة الشخصيات ....فلنسدل الستار عليهم....ولتصدح الطفيلة وكل المحافظات بصوت التغيير....فوالله لن نستكين

  • 5 ahmad hawamdeh / TAFILA 21-05-2011 | 02:51 AM

    رائع دكتور عامر حفظ الله الطفيلة ورجالاتها وشبابها ذخرا وسندا لخدمة الاردن

  • 6 موسى المحيسن 21-05-2011 | 02:53 AM

    شكرا على هذه المقالة الرائعة التي اثلجت صدورنا وخاصة انك ذكرتهم مع اننا نحن لم ننسى اننا نحن ابناء واحفاد شرفاء الاردن ومفكريها وقادتها من الرعيل الاول.....

  • 7 من السلط الي الطفيلة 21-05-2011 | 11:35 AM

    كل الحب والتقدير لك علي ما ذكرت. فوالله لا يكسر شوكه الفساد غير ابناء الأردن الأوفياء .

  • 8 كابتن محمد دلابيح 21-05-2011 | 01:37 PM

    الاخ الدكتور عامر
    كتبت فاوجزت, فابدعت ,ولقد ذكرتني بقول الشاعر اثناء ضعف الدولة الاموية اذ قال:
    ارى خلل الرماد وميض نار
    ويوشك ان يكون له حزاما
    فان النار بالعودين تذكي
    وان الحرب اولها كلام
    فان لم يطفها عقلاء قوم
    يكون وقودها جثث وهام
    فقلت من التعجب ليث شعري
    أأيقاظ بني امية ام نيام

  • 9 طاهر 21-05-2011 | 02:15 PM

    لقد عبرت يا دكتور عن الطبقه الصامته ونحن مع كل كلمه وردت في هذا المقال كنت سابقا اقول اعطوا الحكومه فرصه الا ان الحقيقه اذا تم ذلك زادت الامور فساد ولا بد من وقفه ابناء الاردن صف واحد لوضع النقاط علي الحروف

  • 10 سمر السبايله 21-05-2011 | 02:39 PM

    00 0 0 متطلبات المرحله كبيره لذا لا مكان للأحجام الصغيره المتوفره حاليا

  • 11 من ابناء حي الطفايلة 21-05-2011 | 02:52 PM

    سلمت يمناك يا دكتور على ما كتبت ....

  • 12 هشام قواسمة 21-05-2011 | 02:54 PM

    سلمت دكتور .. وعليهم أن يعلموا أن الأمر في الطفيلة يختلف

  • 13 سلامه العجارمه 21-05-2011 | 05:23 PM

    صح لسانك وتسلم يمينك ابو السبايله كتبت فابدعت فوضعت النقاط على الحروف بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء وكما قال المثل { مايضيع حق وراه مطالب } فان كان للباطل واللصوص جوله فللحق والاحرار جولات وجولات وان غداً لناضره قريب لقد طفح الكل وبلغ السيل الزبى اخ عامر وهؤلاء القوم { لم يسمعوا صوتاً لنا او صدى } ولكن كما قال الشاعر { هي الايام مابين الورى دول = من سره زمنٌ ساءته ازمانُ } تحياتــــــــــــــــــي يالغالي

  • 14 عبدالله السوالقه 21-05-2011 | 11:37 PM

    ان ما جاء في هذا المقال الرائع هو تسليط للضؤء على ما عانت وتعاني منه محافظة الطفيلة والمحافظات الأخرى التي غيبت عنها ابسط الحقوق ولم تنل من الحكومات المتعاقبة وما أكثرها حتى ولو مشروع واحد في المحافظة نستطيع تسميته ونقول لدينا مشروع حقيقي وكل ما فعلته هو مجرد وعود كاذبة أو فزعات ولنعلم جميعا بأن الحقوق تنتزع ولا توهب وكفى ظلما وجورا ويجب احقاق الحق لأننا صبرنا حتى ملّ الصبر منا !
    مع احترامي وتقديري للدكتور عامر السبايلة

  • 15 الحراسيس 22-05-2011 | 01:01 AM

    ولا تنسى يا دكتور ليث الشبيلات وغيث الشبيلات وصبري ربيحات وعبدالله العكايلة والفنان حسن سبايلة والدكتور عامر سبايلة واول فتاة برتبة طيار من الطفيلة من عائلةالعوران وغيرهم الكثير

  • 16 عمر الشبيلات 23-05-2011 | 01:33 PM

    تحيو و تقدير للدكتور، مقال جميل

  • 17 شروق 05-06-2011 | 11:41 PM

    يكفي الطفيلة فخراً أنها تهب للوقوف في وجه الفساد ولا تسكت عن الأخطاء ولا تنافق لأحد، ويكفيها فخراً ليث شبيلات


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :