facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نحمي الاستقلال


د. رحيّل غرايبة
27-05-2011 05:10 AM

يوم الاستقلال يوم عظيم في تاريخ الشعوب المستضعفة التي جاهدت وناضلت وبذلت من أجل تحقيق الاستقلال كثيراً من الدماء والشهداء، والاستقلال يستحق هذا وأكثر، لأنّ الشعب المستضعف الذي يتعرض لاستعمار شعب آخر أو أمّة أخرى تستبيح الأرض والعرض والإنسان والمال والمقدرات والخيرات وتصادر الإرادة، وتهدر الكرامة، أمرٌ مهينٌ للغاية واعتداء سافر يتعارض مع كل المبادئ الإنسانية والأعراف البشرية والديانات السماوية، وحقبة الاستعمار بقعة سوداء مظلمة في تاريخ البشرية، تستحق كل عبارات الاستنكار والشجب والتقبيح والإدانة العميقة التي يجب أن تكون محل إجماع جميع الأمم المتحضرة والنامية بلا اسثتناء، ويحق للشعوب النامية أن تحتفل بهذا اليوم الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن مخلص غيور.

ذكرى الاستقلال يجب أن تشكّل نهضة شعبية على مستوى الأمّة، تتعاون فيها كل الشعوب التي تعرضت للاستعمار من أجل صياغة موقف أممي جامع يطالب بإعادة الاعتبار لهذه الشعوب المنكوبة، تبدأ بحوار جريء بين الفريقين يصل إلى اعتراف صريح من الدول المستعمرة والمستكبرة بالخطأ الكبير الفادح، ثم الانتقال إلى الاعتذار العلني الواضح بلا تبرير أو مواربة، ثمّ لا بد من التعويض المجزي عن هذه الحقبة المريرة؛ التعويض عن كل قتيل، وعن كل مصاب وعن كل قطرة دم عزيزة سالت من جسد مقاوم، وعن كل لحظة تشرد ومعاناة، وعن كل حالة يتم لكل طفل وطفلة، ولكل أرملة، ولكل زوجة مفقود ماتت وهي تنتظر عودة طيف زوجها الذي خرج هارباً قبل مقدم وحدة التفتيش للدولة المحتلة التي تبحث عن كل رجلٍ يحمل ذرةً من شهامةٍ، أو ذرة إحساسٍ بالكرامة، أو العزم على المقاومة.

ذكرى الاستقلال تذكرنا بأنّ الاستقلال يعني أن يكون الشعب حراً طليقاً، مالكاً لإرادته وكرامته، يتنسّم هواء بلده بلا إحساس بالخوف، الاستقلال أن يكون الشعب صاحب السيادة على الأرض والجوّ والماء، الاستقلال يعني أن الشعب لا يعرف الركوع إلاّ لخالق السموات والأرض، ولا يعرف الخضوع إلاّ لواهب العزّة والكرامة الآدميّة.

الاستقلال في كل عام يجب أن تقدم في ذكراه خدمة جديدة للوطن، وفي يوم الاستقلال يجب أن ندشن مشاريع تنموية وإنتاجية جديدة، وفي ذكرى الاستقلال يجب أن ننقص من عدد جيوب الفقر ، وفي كل ذكرى للاستقلال أن نزيد من عدد المنتجين ونقلل من أعداد العاطلين عن العمل، وفي كل ذكرى للاستقلال يجب أن نحتفل في نقص المديونية العامة، وإنقاص العجز في الموازنة، وفي ذكرى الاستقلال نزيد من الاعتماد على الذات. وفي ذكرى الاستقلال يجب أن نحتفل بعدد المراتب التي يقفزها الأردن على دليل التنمية البشرية على مستوى العالم.

الاحتفال بالاستقلال زيادة في جرعة الانتماء لدى جموع الشباب التي تجعلهم يبذلون جهدهم في خدمة وطنهم عن طريق التفاني في العمل، والقيام بالوظيفة على أتمّ وجه، وتجعل الموظف العام يستمتع بخدمة الجمهور ويقوم على العمل مبتهجاً مبتسماً مرحباً بالمراجعين، وزيادة جرعة الانتماء للوطن تجعل المواطن يتعامل مع مؤسسات الوطن بإحساس مرهف ورقابة داخلية عالية المستوى قادرة على محاربة الترهل والبطالة المقنّعة، ولا تجعله يسطو على المال العام ولا تحدثه نفسه بالنهب (واللهط)، كلما لاحت فرصة.

الاحتفال الحقيقي بعيد الاستقلال يكون بوضع حد للفساد، ومتابعة الفاسدين ، وصيانة المؤسسات، وحماية الحدود .

الحماية الحقيقية للاستقلال تتجلى بمواصلة مشوار الإصلاح، وإرساء أركان الديمقراطية، وحماية منظومة القيم السامية، والارتفاع بمستوى الأخلاق، وحماية النسيج الاجتماعي، ورفع اسم الأردن عالياً على ذرى المجد والرفعة والفخار.

rohileghrb@yahoo.com

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :