facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يحاكي الكونغرس الأنظمة الشمولية


د. عامر السبايلة
29-05-2011 05:57 AM

بدا الكونغرس الأمريكي أثناء إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخطبته العصماء كواحد من أسوأ مخلفات الأنظمة الديكتاتورية البائدة.. تصفيق وتصفيق وتصفيق على قاعدة ان اول المتوقفين عن التصفيق سيكون مصيره السجن إذن فلنصفق أكثر.

نتينياهو حصل على 29 وقفة تصفيقية تاريخية من قبل أعضاء الكونغرس في أقل من 40 دقيقة مدة خطابه ، ومقارنة بالرئيس الأمريكي فقد حظي أوباما ب 25 وقفة أثناء القاءه لخطاب الاتحاد في العام 2011 من نفس الكونغرس.

هذا المشهد جعل ذاكرتي تستحضر الطرفة الشيوعية التي تقول : أن محاضراً زار مستشفى للأمراض العقلية للحديث عن عظمة الشيوعية فما كان من الكل الا أن بدأ بالتصفيق عالياً عدا شخص واحد بقي صامتاً , فسأله المحاضر لماذا لا تُصفق فأجابه الرجل "أنا لست مريضاً أنا موظف هنا".

الحفاوة التي استُقبل بها نتينياهو والتصفيق المتكرر الذي لقيه كلامه يشير إلى أن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يُعول عليه بعد اليوم لانجاز أي اتفاق سلام. هذا اذا ما استعرضنا كلمات أوباما الرنانة التي أطرب فيها مسامعنا في خطابه الموجه إلى العالم العربي والذي سبق زيارة نيتنياهو الى واشنطن بيوم واحد.

اوباما تحدث عن أن الدولة الفلسطينية لا بد أن تبنى على أساس حدود العام 1967. و لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يُقم وزناً للرئيس الامريكي ذي الكلمات الكثيرة والافعال القليلة فقال له في عقر داره ومن قلب شرعيته ان " اسرائيل لن تعود الى حدود العام 1967" و المفاجأة الأكبر كانت التصفيق الحار الذي قابل فيه الكونغرس كلام نيتنياهو ضاربين بعرض الحائط كلمات رئيسهم الذي اضطر أن يلحس كلامه ويطلب العفو والصفح لما بدر منه.

لم يقف المراقبون عند معطيات خطاب نيتنياهو فقط فالاستقبال الحار الذي لقيه رئيس الوزراء الاسرائيلي كان ملفتاً لنظر الجميع, ذاك أنه استقبال فاق في حفاوته و حرارته استقبال أوباما نفسه في نفس المكان يوم القاءه لخطاب الاتحاد. فالرسالة الواضحة والصريحة التي أرسلها الكونغرس للعالم بشكل عام وللفلسطينين والدول المضيفة للاجئين هي رسالة توضح أن اي سلام قادم سيكون سلام مبني على المقاييس الاسرائيلية وهذا يعني:" لا أرض و لا حق عودة" و "القدس لا يمكن أن تقسم فهي عاصمة دولة اسرائيل غير القابلة للتقسيم". وقد يكون الشيء الايجابي الوحيد الذي لمسناه هو عدم تصفيق جو بايدن نائب الرئيس الامريكي عند حديث نتينياهو عن استحالة تقسيم القدس. فلا أدري ان كان من واجبنا ان نقدم له الشكر لعدم تصفيقه هنا.

كان لهذا الحدث الفضل الأكبر في قتل فكرة الأمل - الذي يسكن البعض - و تعرية المسرحيات والتمثليات التي يرغب الكثيرون بتصديقها, فبات من الواضح للجميع ان الولايات المتحدة ل ايمكن لها أن تفرض شروطاً على الطرف الاسرائيلي أو أن تكون راعياً للسلام.

والسؤال المنطقي الذي نطرحه هنا, ماذا بعد؟ وما الذي سيحدث الان؟ لا نية للسلام ولا حتى للحوار والمفاوضات. على العكس تماماً "الدولة اليهودية" على طريقها المعبد للاعلان , و لو أننا تمنينا على أحد أعضاء الكونغرس المتشدقين بالديمقراطية والحرية أن يشرح لنا كيف يتغنون بدولة ستأخذ من البعد الاثني و الديني أساساً ودستوراً لها, و يعتبرونها النموذج الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط .. فالديمقراطية والحرية لم تأخذ يوماً من العرق والاثنية معياراً أو من الانتماء الديني أساساً.

ما يهمنا الان هو ساحتنا الداخلية, فالدولة الأردنية معنية تماماً و أكثر من أي وقت مضى أن تعرض لنا خطتها السياسية للتعامل مع العناد والغطرسة الاسرائيلية. وما هي الخيارات و الاحتمالات المتاحة؟

الطريقة الوحيدة لمواجهة هذه الاشارات المرعبة هو ادراك أن استقرار وشرعية أي سلطة تستمد فقط من الشعب. اذاً فالهدوء في الساحة السياسة و المصالحة الداخلية هو عامل أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في هذه المرحلة, و لا بد من التوقف عن سياسة الركون والاتكال على امكانية تحقيق السلام عن طريق اطراف خارجية.

في هذه المرحلة الأردن مدعو لفتح جميع الأبواب وألا تكون أبوابه موصدة في وجه البعض ومفتوحة في وجه الاخر, و هذا ينطبق على الحالة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة من فتح الى حماس والفصائل الاخرى , و هذا يستدعي سرعة وضرورة اعادة تبني السياسة الأمنية و الدبلوماسية التي كنا قد بدأنا بها في العام 2007 م.

http://amersabaileh.blogspot.com/..






  • 1 سياسي 29-05-2011 | 07:19 AM

    التصفيق كان رسالة لاوباما بان لا يلعب بالنار ويؤيد حدود 67

  • 2 علاء تيسير 29-05-2011 | 01:40 PM

    فلسطين إسلامية
    والقدس إسلامية
    شاء من شاء وأبى من أبى
    ولا داعي للخجل والقول بأنها عربية أو فلسطينية.
    نتنياهو لم يخجل من القول بأنها يهودية
    فلماذا دوماً نخجل من القول بأنها إسلامية
    أحسنت يا د. عامر وجزاك الله خيراً


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :