facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حلمنا بسنغافورة .. لا نريد أن نتمصر!


حلمي الأسمر
14-08-2007 03:00 AM

في نيسان من هذا العام كتبت مقالا بعنوان الأردن لزيز ومهضوم، نشر هنا في عمون، عدت للمقال بالأمس لأرى ماذا قلت فيه، خاصة وأنني بدأت أقارن أوضاعنا في الأردن بأوضاع الأخوة في مصر بعد أن حلمنا ذات ليلة صيف أن نصبح "سنغافورة الشرق" فماذا حل بنا؟ ولماذا تبخر الحلم السنغافوري أو كاد؟ للعلم قلت في مقال نيسان أن الأردن بخير (ألم يزل كذلك؟) وهي عبارة تنطلق من فمك فورا حين ترى مصائب الدول العربية، نحن في الأردن الآن نتحدث عن تسمم غذائي بسيط في ميزان الكوارث الوطنية، حيث لم ينتج عنها بفضل الله أي وفيات (كان هذا في نيسان.. هل ثمة علاقة بين مقالات نيسان وكذبة نيسان؟ اليوم نتحدث عن حالة وفاة مؤسفة! وغدا الله أعلم) صحيح أننا كمواطنين من حقنا أن نعرف الجهة المتسببة بإيصال هذه المواد الملوثة للاستهلاك البشري، إلا أننا علينا أن لا نضخم هذا الحدث بحيث يظهر وكأن كارثة وطنية حلت بنا، خاصة إذا عرفنا ما يحل بالآخرين من عرب وعجم حتى، في مصر مثلا تصعق حين تعرف أن هناك أكثر من نصف مليون طفل يعيشون في الشارع، ولدوا ربما فيه، ويفترشون أرصفته، ويتحركون فيه، لا أهل لهم ولا ملاذ، نصف مليون قنبلة موقوتة تتحرك لا تدري متى تنفجر بك، وماذا ستتحول في المستقبل: مشروع إرهابي أو حرامي أو تاجر مخدرات، قاتل أو متشرد أبدي، الله أعلم، وقلت أيضا أنني أشعر بالفخر بهذا الشعب حين تسمع مديحا وثناء موصولين من أشقائنا العرب، فالأردني مثقف ومهني جيد ومحترف في عمله والأهم من كل ذلك أنه "مهضوم" حسب اللهجة اللبنانية، وهي تعني أن الأردني سهل الهضم على الروح فهو متحضر وأليف ويحب أشقاءه ويسهل التعامل معه، ويتقن التفاهم مع الآخرين، هذه المسألة لها جانب آخر كما يبدو، فنحن في بلادنا دائمو التذمر والشكوى من كل شيء، لكن حينما نسافر إلى بلد عربي تحديدا نشعر بالفرق فورا، فنحن في دلال نسبة لحجم البلد وإمكاناته، صدقوني أنني لا أجامل، فهذه حقيقة لا تدركها إلا حين ترى الآخرين من أبناء الوطن الكبير، حتى في بعض الدول البترولية الغنية، وقلت أيضا: إن هذا الكلام لا يعني بحال أننا نعطي شيكا على بياض لحكوماتنا ومسؤولينا، فبيننا وبين ما نريد مسافة كبيرة جدا، وآمالنا طموحة في أن نحقق المزيد والمزيد، ولكن في المقابل علينا أن نعترف بما تحقق ونستمتع به ولا نظل أسرى للشكوى والتذمر، وما بتعرف خيري إلا لما تشوف غيري!
كان هذا في نيسان، فماذا حل بنا في آب؟ ولم تلح علي صورة "تمصرنا"؟ هل هي أزمة السير الدائمة صيفا وشتاء وفي كل الأوقات؟ أم كثرة حوادث التسمم والتلوث؟ أم محاكاتنا لانتخابات مصر وما يقع فيها؟ هل سنتوحد كعرب تحت شعار "توزيع الظلم بعدالة على جميع أفراد الشعب"؟ ألم نزل قادرين على المباهاة بـ "ديمقراطيتنا" مثلا؟ وسياسات البلد التاريخية في التعايش مع الحركة الإسلامية؟ هل بإمكاننا القول أن "مسيرة الإصلاح" التي انطلقت عام 1989 لم تزل تتقدم؟ أم هل نتمنى عودة أجواء تلك الأيام "السعيدة"؟؟
مع ذلك: الأردن لزيز ومهضوم وسنبقى نحبه، وسنبقى نعمل من أجل أن يكون آحلى وألذ!
al-asmar@maktoob.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :