facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تيه ..


محمد رفيع
18-08-2007 03:00 AM

في أمكنة تغشاها الملائكة، يدور حوار: تستعيد الكلمات حواسها. فتستعير من الصقر عينه. ومن الكلب أنفه. ومن الخفاش أذنه. فتبصر وتشمّ وتسمع: جلجامش يبحث عن عشبة خلوده.في تلك الأمكنة، حقول للبوح، وحفلات اعتراف. اللغة فيها تسترجع قدرتها على اعتقال العطر، وأسره أيضاً. رهبةٌ، هي ذهول أول انسان شاهد أول غروب للشمس. ولم يتنبه، بمحض الصدفة، إلى شروقها.

على طرف الحكاية سرٌّ فقدناه. أما الحكاية فنسيناها. أو أضعناها: نهرٌ وذائقتان: النهر أضعناه بمراوغة التحديق. والذائقات خسرناها، بتكرار أوصلناه إلى الانطفاء . فالملل، في جوهره، لا يأتي من التكرار، بل من الانطفاء. انطفاء الداخل، الذي فقد سرَّ القدرة على إعادة التخليق.

السرُّ في السرِّ بساطته: سرُّ إعادة السحر إلى كلماتنا العادية. سرّ استعصاء البساطة على الاخضاع. سرُّ افتتان الناس بالرعاة والمغنين الجوالين، الهاربين من البطش. سرّ تفكيك الكلمات الكبيرة، وإعادة تركيبها، بمحبة الجدّات: طينٌ طري. وأصابع خزافين بارعين. وانحلال الطين في أشكال لا تنتهي، ومن دون أن تنفد. تخليقٌ هو بداية الأشياء ونهاياتها، التي لا تنتهي. سهولةٌ للحياة، هي ذاتها، القدرة على اقتسام الشجن والحب مع الناس.

كيف يُنار السر، للاستمتاع بجمالياته، ولزيادته سراً؟ كيف يفوح سر العطر ، من دون أن تهتك سره؟ أحد المقيمين في مكان غشيته الملائكة يجيب: بأن المشكلة في الدين هي في البشر لا في الآلهة. ف الديني يجمح في الإنسان، كلما تحسس هشاشة البشري فيه. إذ كلما كره الانسان وضعه ازداد اضطهاده لذاته، ولجنسه أيضاً.

آخرٌ يقيم أيضاً على حدود الغشية ، لا يعجبه الكلام، فيبوح: بأن في الرأس كُوىً سرية. يقيم فيها العتم، ولا يخرج. حجرات لا تتسع لاستقبال الشمس. لكنها تنفتح عند الشدة على هواءات عالية، ولا حدود لها..(!!).

النهر وذائقتاه. والأمكنة التي غشيتها رسل السماء. هي ذاتها بلادنا، التي تصنع أذلاءها ، كما تصنع مذلّيها . بلاد لا يُصدَّقُ فيها العُمر إلا بعد أن يُسمع صوت انغلاق الباب. الحنين فيها يخفت رويداً رويداً: كسراج. و باءات التعب في ناسها تصل إلى منتهاها.

الطريق من العنف إلى الهزيمة طويلة. ولا أحد يقوى على اختصارها، واللغة الشغوفة الحارقة، تسقط في البئر، أو في حريقها. لا شمس تتدفق تحت الجلد. ولا داخلٌ جواني يتدفق، بلا تحفظ، تحت الشمس. لا مقاربات تعيد وصل العيون بالدهشة. عيون تتكرر في دهشة خائبة. تيهٌ هو رقص مع العاصفة. وقرعٌ للأبواب مخيف. تيهٌ لأرواح لا تترحم على نفوسها ، المفقوءة عيون غدها..(!؟).

FAFIEH@YAHOO.COM





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :