facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فليترجل كل من لا يملك القدرة على المسير الى الامام


د. عامر السبايلة
25-06-2011 05:25 AM

من لا يستطع قراءة المشهد الحالي بحذافيره, و الوقوف على خصوصياته, و ادراك عمقه و سرعة التحولات و الاختلافات بين الحاضر و كل ما سبق فهو كمن يسابق الزمن للوصول الى نهايته!النمو الصامت الخفي للقوة السياسية و التيارات الفكرية يبقى مستمراً بالرغم من محاولات المواجهة البدائية التي تتخذها السلطات.

و يشبه الحراك الفكري في مثل هذه الحالات الماء المنساب و الذي يأخذ مساراً واضحاُ, و تكون أدوات المواجهة البالية (كالبلطجة) و العنف المشرع من قبل الدولة أقرب الى مصدات المياه التي لا يمكن لها أن توقف انسياب الماء بل توزعه ليعود و يلتقي مجدداً.

فاعتراض المسار يقابله التفاف و تجاوز و من ثم عودة للمسار و بقوة أكبر. فمن يعتقد بقدرة الألواح الصغيرة بوقف تدفق المياه يخطىء تماماً, فالماء لا يواجه بل يُحتوى, لذا تكون الحاجة لسدود كبيرة تحتوي الماء و تحافظ عليه و تستثمره.

من يقف اليوم متفاجأً و مكيلاُ للاتهامات جزافاً لحركات هذه الشعوب المستضعفة و يتهمها بانها حركات منظمة تقع كلها تحت ما يسمى نظرية المؤامرة و ان قدرة الشعوب باسقاط الطواغيت مشكوك بامرها.

و قد نتفق من ناحية أن القدرة التي اكتسبتها الشعوب هي قدرة تحتوي على عامل الدهشة و عنصر المفاجأة, و لكن الدهشة الأكبر للحليف الخارجي الداعم للدكتاتور الداخلي و المفاجأة الحقيقية هي للطواغيت من أشكال كسرىو فرعون. حيث أنهم هم أنفسهم اقتنعوا بان هذه الشعوب توافق الصور التي رسموها و كانوا يسوقوها لها من ضعف و بربرية و تخلف و استكانة و ذل و طاعة عمياء, و لكنه لم يدركوا ان الذل لا يدوم و الخنوع لا يستمر و الفقر يقتل الخوف و الاستنزاف يغلظ القلب و الجوع ينهك الانسان, و بالتالي فان اجتماع العوامل كان امرا حاسماً رافقته –و بلا شك- التحولات التاريخية التي لم يدركها الطغاة و ذلك لافتقارهم لأي قدرة على مواكبة التغيرات و التحولات, فهم اعتادوا على سياسة واحدة ان يهلوسوا و تقدس كلماتهم, و ان يكذبوا و ينعتوا بالصادقين و ان يسرقوا و يسموا شرفاءو يحتالوا و يلقبوا بالاتقياء و ان يهذوا و يصفق لهم و الويل كل الويل لمن لا تصفق يداه فالسياط و السيوف دائماً بالمرصاد.و بالاستدلال التاريخي على التحولات الديمقراطية المفاجئة, فالتحول الديمقراطي في اسبانيا لم يكن صنيعة يوم و ليلة, بل ان الوعي الاجتماعي و الحراك السياسي الخفي كان الأساس و لم يكن موت الجنرال فرانكو سوى السبب الذي اعلن انطلاق التغيير, فمن يعتقد أن التحول الديمقراطي تم بليلة واحدة و هي ليلة وفاة الطاغية كان مخطئً تماماً, فاكتمال الحراك احتاج الى حدث يُخرج الجذور الى السطح فكان موت فرانكو بمثابة اعلان التغيير.

و لم يختلف الأمر كثيراً مع المجر و التي تعرضت كل محاولاتها للتحول الديمقراطي ابان حكم الاتحاد السوفييتي الى القمع, لا بل البطش بها بطريقة وحشية من قبل السوفييت. الا ان سقوط الاتحاد السوفييتي كان هو الاعلان للتحول الديمقراطي و اخراج الحراك السياسي الديمقراطي من الغرف المغلقة الى الساحات العامة و تحويل الاحلام الى حقائق.اذاً فان اسلوب النعامة في التعامل مع الأمور و تقزيمها و التخفيف من خطرها هو سياسة لا يقوم بها الا الفاشل او بالأحرى الغير قادر على مواكبة الحداثة فيحاول أن يواجه التطور بالتخلف لذا يصنع المتخلف ليواجه المُحدث, و الجاهل ليواجه العاقل و الأُمي ليواجه المتعلم و الغبي ليواجه الذكي, كل هذا لايمان الحاكم المطلق باستحالة ان يأخذ يشغل مكانه الحالي ضمن دائرة تحتوي على مكونات المجتمع الطبيعي و التي تبنى على أساس القدرة و الذكاء و المؤهلات الطبيعية. اذاً و بما أن نظرية الكون تقول أن التطور يسير ضمن خط مستقيم و الى الامام, فالعودة الى الخلف غير ممكنة و من كان مكانه الطبيعي في الخلف فلا يمكن له ان يجد مكاناً ضمن المرحلة القادمة.د.عامر السبايلة http://amersabaileh.blogspot.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :