facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا وسورية


ناهض حتر
20-08-2007 03:00 AM

وكأنما هناك تجاذب كوني بين نهضة روسيا و قوّة سورية الأسد: ففي مطلع السبعينيات, جاء وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد الى السلطة, في لحظة قرار سوفييتي إستراتيجي بدعم اصدقائهم العرب في المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وكانت تلك ذروة من ذرى الحرب الباردة, توصلت فيها موسكو إلى مراجعة موقفها الرخو من العدوان الإسرائيلي على البلدان العربية في الـ .67 وقد أرادت عاصمة الاشتراكية العالمية, وقتها, التصعيد مع الولايات المتحدة الامريكية التي كانت غارقة في المستنقع الفيتنامي, وتسعى, أي واشنطن, إلى الدفاع عن موقعها العالمي من خلال الانفتاح على الصين, الخصم الآيدولوجي الاشتراكي للسوفييت.سلّح السوفييت, وقتذاك, سورية حتى الأسنان, ما مكنها من النجاح في حرب تشرين من موقع التفوق التقني والسياسي. أثناء الحرب, تخلى الرئيس المصري أنور السادات عن الأهداف المشتركة مع السوريين. وبعد الحرب, تكوّن إطار عربي - امريكي على قاعدة العملية السلمية والانفتاح والابتعاد عن موسكو. وكان ذلك من المقدمات الكبرى لتراجع الاتحاد السوفييتي لاحقا. وعلى إيقاع هذه التراجعات, رعت واشنطن وتل أبيب, السيناريو البشع للحرب الأهلية في لبنان. وهي حرب وضعت سورية, كل ثقلها العسكري والسياسي والاقليمي, لاستيعاب أخطارها, من خلال السعي إلى المصالحة الداخلية, والحضور العسكري, وبناء التحالفات المحلية.

وكانت روسيا السوفييتية في لحظة تراجع حين شن الاسرائيليون, عدوانهم الكبير على لبنان في حزيران ,1982 وهو العدوان الذي شمل, أيضا, الوجود العسكري والسياسي السوري على الأراضي اللبنانية, وهزّ موازين القوى لمصلحة التحالف الامريكي - العربي, وبدا أن سورية محاصرة وضعيفة. في هذه اللحظة بالذات, جاء إلى موقع القرار في موسكو, وطني روسي وشيوعي عقائدي هو أندروبوف - الذي مات لاحقا لسبب غامض - ولكنه, خلال إقامته القصيرة في الكرملين, قدّم للسوريين مساعدات ضخمة جدا في المجال العسكري والسياسي والاقتصادي, ما مكن سورية من الصمود ومعاودة الهجوم على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية, وخصوصا لجهة دعم المقاومة في لبنان واعتراض الصفقات الجزئية مع اسرائيل في فلسطين.

كان أندروبوف يدرك مفصلية الشرق الأوسط في الصراع العالمي. وقد أراد استرداد موقع موسكو المتداعي دوليا من خلال دعم الحليف السوري بلا حدود.إلا أن الاتحاد السوفييتي كان يتهاوى, ولم يلبث أن وقع الكرملين في أيدي الكمبرادور الناشىء في قلب الدولة السوفييتية, أولا في شخص المريض بالدونية نحو الغرب, غورباتشوف, ثم في شخص المدمن ونصف العميل يلتسين, اللذين عملا على تفكيك الاتحاد السوفييتي, وتعريض أمن روسيا للإنكشاف, واقتصادها للتدهور, ومجتمعها للفساد والانهيار.

مرّ على ذلك الآن حوالي 17سنة, كانت السبع الأخيرة منها, صعبة جدا على سورية التي وقعت تحت الضغوط العدوانية المتصاعدة لإدارة بوش الصغير المعادية, بينما فقدت دمشق, رئيسها المحنك القوي, لصالح شاب حديث التجربة, لكنه سرعان ما أثبت جلده على مجابهة التحديات. ومنذ الـ 2005 عادت الاضطرابات الى لبنان الذي تستخدمه واشنطن كمخلب ضد السوريين, وتدفعه, مرة أخرى, إلى الحرب الأهلية, بينما تعلو قرقعة السلاح الإسرائيلي, وسط قطيعة عربية لعاصمة الأمويين المهددة.

خلال السنوات السبع نفسها كانت روسيا, تحت قيادة الزعيم الوطني, فلادمير بوتين, تعيد ترتيب أوراقها, وتستعيد قوتها, وتعيد بناء دورها الإقليمي والدولي. ومثلما يظهر لأي استراتيجي ينطلق من المصالح الوطنية لروسيا, لاحظ بوتين أنه لا غنى لأي قوة دولية عن الحضور في الشرق الأوسط. وكان طريق العودة الى الحليف السوري القديم المستعد ممهدا, وبدأت البوارج الحربية الروسية تعود إلى قواعدها في طرطوس...

بالأسلحة الروسية المحدّثة لحرب العصابات, هزم حزب الله, العدوان الإسرائيلي على لبنان, العام الماضي. ولسورية الآن حلفاء في لبنان أكثر وأقوى مما لها من أعداء. وهي تتسلح وتعيد تنظيم قواتها. وقد حصلت مؤخرا على صفقة شبكة دفاع جوي متطورة من الروس العائدين الى الصراع الشرق أوسطي.

نهضة روسيا بوتين هي عملية وطنية روسية تاريخية, كانت ستحدث عاجلا أم آجلا, لكن صعود المقاومة العراقية وغرق الامريكيين في مستنقع العراق, وهزيمة إسرائيل في لبنان, وصمود سورية العجيب أمام الضغوط, وقدرتها على إدامة ترسانة المقاومة اللبنانية ودعم المقاومة الفلسطينية, كانت من العوامل التي سرّعت التحول الا ستراتيجي في روسيا.

لم تعد سورية ملزوزة إلى الحليف الإيراني وحده. الآن, لديها حليف آخر هو روسيا. وهو ما سيمنح السوريين القدرة على متابعة استراتيجية مستقلة.
(العرب اليوم).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :