facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جميلة وزعل والكازينو !!


محمد كعوش
07-07-2011 03:32 AM

حدثني صديقي الكركي فقال: كان يا مكان لنا قريب بلغ من العمر عتيا اسمه زعل وزوجته اسمها جميلة..

ذات مساء, ذات يوم, ذات صيف, جلس زعل وجميلة على عتبة باب بيتهم الريفي القديم.. لاحظت جميلة ان زوجها زعل جلس صامتا على غير عادته فشق صوتها جدار الصمت وسألته عن سبب صمته..

رد زعل بعد لحظات من التأمل والتفكير فقال: يا جميلة لقد هرمنا وفاتنا القطار واصبحنا وحدنا في هذه الدار الواسعة بعدما تزوج الاولاد ورحلوا عنا..

صمت زعل قليلا واكمل فقال: ما رأيك ان نشتري بقرة تسلينا وتشغلنا وتعطينا الحليب واللبن?!

ردت جميلة موافقة ولكنها سألت اين ستربط البقرة يا زعل?!

اجاب: في زاوية الحوش..

فقاطعته جميلة مستنكرة: ولكن رائحة روثها ستزعج الجيران عداك عن الذباب وحركة البقرة في الليل فانا لا اوافق على ذلك..

فقال زعل على عجل: نربطها هنا تحت النافذة, فنحن نتحمل ازعاجها ورائحتها..

فانتفضت جميلة ورفضت اقتراحه غاضبة قائلة: لا يمكن ان اوافق على ربطها هنا..

وقف زعل منتصبا وصرخ: "غصب عنك" ساربطها هنا...

وقفت جميلة وصرخت بصوتها المتهدج: لا يمكن يا زعل.. قسما بالله لن ادعك تربطها هنا..

غضب زعل وشتم جميلة وصفعها على وجهها, فصرخت باكية ثم دخلت الى البيت وحملت بعض ملابسها وجلت الى بيت شقيقها القريب..

ظل زعل وحيدا.. وعندما هدأت اعصابه وخمد غضبه شعر بالندم فاستغفر الله ولعن الشيطان.. ولم ينم تلك الليلة..

وعندما طل الصباح ذهب زعل الى احد وجهاء العائلة وطلب منه التوسط وبذل المساعي لاعادة جميلة الى بيتها..

ذهب كبير العائلة الى جميلة وطلب منها العودة, ولكن جميلة وافقت بشرط واحد هو ان لا يربط زعل البقرة قرب النافذة او في الحوش.

وافق وسيط الخير على شرطها وقال لها: انا سأحل المشكلة يا ست جميلة.. سنذهب الان برفقتك الى البيت وساحضر البقرة واربطها امام منزلي وفي كل صباح ساحضر لكم حليبها.. هل هذا يريحك يا ست جميلة?!

نظرت جميلة في عيني وسيط الخير واشاحت بوجهها قليلا وقالت بصوت خافت: ولكن ليس لدينا بقرة يا ابو فلان!!

تذكرت هذه الحكاية بعدما تابعت الدربكة التي اثارتها قضية الكازينو.. فقد انشطر مجلس النواب ودب الخلاف بين مؤيد ومعارض وارتفعت الاصوات بالسباب والشتائم وقدم بعضهم استقالاته, واتهم نواب حكومة البخيت السابقة بالفساد, واكتفى بعضهم باتهام وزير بعينه وهو الذي رفض ان يكون "كبش فداء" ثم انقسم الشارع الى فريقين: فريق رفض فكرة اقامة كازينو في الاردن لاسباب دينية حتى ان بعض كتاب هذا التيار كتب ان الحركة الصهيونية وراء مشروع اقامة الكازينو في الاردن!!

وفريق آخر دافع عن المشروع مبررا انه يرفد خزينة الدولة بملايين الدولارات, وان لا ضير في ذلك لان فنادق عاصمة الازهر (القاهرة) مزدحمة بالكازينوهات التي لا يسمح للمواطن المصري بدخولها!!

نعم, حصلت دربكة وهمروجه كبيرة وانشغل النواب بقضية الكازينو, وكذلك وسائل الاعلام المحلية المسموعة والمقروءة والمرئية, وانتقل الجدل الى الشارع, وتحولت قضية الكازينو الى قضية رأي عام طغت على كل قضايانا الحياتية والاصلاحية والتشريعية المهمة, ولكن في النهاية اكتشفنا ان قضية الكازينو مجرد مشروع لم يتحقق.. تماما مثل بقرة زعل!!0


Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :