facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حماة فضحت جرائم النظام بسلميتها .. ألق الضحية


ياسر ابوهلاله
07-07-2011 03:49 AM

تظل النزعات الإجرامية طبيعة موجودة في نفوس البشر، ولذا لا تخلو دولة من قضاء وقانون عقوبات وسجون. الكارثة عندما ينتقل المجرمون من مطاردين ومطلوبين لعدالة شرطة محلية إلى مسؤولين وقادة رأي ومجتمعات. وهو ما حصل بالضبط في سورية.

والكارثة الأكبر أن يجد المجرم من يتبنى جرائمه، وينظّر لها تنظيرا يقصر دونه عقل الجاني الصغير. فالنظام السوري كالمراهق الذي تقدمت غريزته على عقله، لكنه وجد من يسبغ على تلك الغرائز الوحشية ثياب العقل.

لقد وجد الإسرائيليون من يقف معهم في قتل محمد الدرة، تماما كما وجد النظام السوري من يقف معه في قتل وتعذيب وتشويه حمزة الخطيب. وسبق أن تكررت المواقف ذاتها في مجازر حماة وصبرا وشاتيلا وقانا. الموقف الأيديولوجي المغلق في تأييد الصهيونية ذاته الموقف في تأييد نظام الأسد. وكما ألقى شارون في مجازره المسؤولية على طرف ثالث، وهو ميليشيا القوات اللبنانية، يحاول النظام السوري اختراع طرف ثالث يحمله مسؤولية المجازر.

لقد فضحت مجزرة حماة الأولى السلوك الدموي للنظام، بقدر ما فضحته سلمية المدينة في الثورة السورية الراهنة. فقد خرجت المدينة عن بكرة أبيها الجمعة الماضية، وقدر عدد المشاركين بنصف مليون، ولم يكسر لوح زجاج ولم يجرح رجل أمن ولا مواطن، وهو ما كشف الكذبة السمجة للنظام وتابعيه عن "الطرف الثالث" الذي يرتكب المجازر. فكانت النتيجة أن أقيل المحافظ والقيادات الأمنية للمدينة.

لا يعرف شيء حتى الآن عن تلك القيادات العاقلة في النظام المجنون. وقد سبق أن أبدت رشدا عندما أزالت تمثال الأب، فهو يمثل استفزازا يوميا لمشاعر الضحايا الذين فقدوا نحو أربعين ألفا من ذويهم قبل عقود ثلاثة. وتلك القيادات الأمنية يصعب وصفها على لسان المدافعين عن النظام بالعمالة للإمبريالية مثل الشعب السوري.

لم نعثر على الطرف الثالث في حماة، وهي المدينة التي لم يبرأ جرحها بعد، ولم نعثر عليه في مسيرات النظام الموالية، وكان من السهل الإثخان بها سواء من خلال انتحاريين أو مفخخات، لو أن رواية النظام عن فاعلية "القاعدة" في الاحتجاجات صحيحة. مع الفارق الجوهري بين المسيرة المعارضة التي يخرج إليها الناس وهم يعلمون أن الرصاص بانتظارهم، ومسيرات النظام الموالية التي يساق لها الطلبة والموظفون والعسكر سوقا.

تلك الموالاة تجسيد لنظرية الباحثة ليزا وادين في أطروحة الدكتوراه "السيطرة الغامضة: السياسة، الخطاب، الرموز في سورية المعاصرة" التي درست لسنوات بشكل مدهش آليات الهيمنة في نظام الأب، وستحتاج هي وكثير من الباحثين لدرس عبقرية الشعب السوري الذي تمكن من تفكيك تلك الآليات في ثورة لم يعرف لها العالم نظيرا.

في إسبانيا واليونان والمكسيك.. يتأثرون بالثورات العربية. سورية فتحت نافذة أمل حتى لبلد مثل نيجيريا. فتحت عنوان "كيف ننقذ نيجيريا؟"، كتب الروائي النيجيري الحائز على جائزة نوبل وولي سوينكا، في صحيفة "ذي نيشن" يثني على الثورات العربية في دول عدة، وبالتحديد سورية، وذلك ضد فساد نظام الحكم -كما يقول- لكنه يرى أن ذلك لا يمكن أن يحدث في بلد كنيجيريا طالما لم تصبح قضية الحكم الرشيد الشغل الشاغل لأغلبية الشعب.

وحث سوينكا النيجيريين على تحفيز أنفسهم للتغيير، وذلك باتخاذ ثورات الشعوب العربية وغيرها نموذجاً يمكن من خلاله إنقاذ نيجيريا من أزماتها المتتالية في القطاعات كافة.
بقدر ما جلبت أنظمة الاستبداد العار إلى أمتنا، جلبت الشعوب الثائرة الفخر والعزة.. إنه ألق الضحية.

yaser.hilila@alghad.jo

الغد





  • 1 مكتسبه, مثل اللغة والدين وغيرها 07-07-2011 | 01:29 PM

    النزعات الاءجرامية في طبيعة نفوس البشر الذين علمتهم مجتماعتهم الاجرام

  • 2 محمود الدقور 07-07-2011 | 02:21 PM

    مقال رائع أستاذ ياسر
    النزعات الأجرامية أخطر ما تكون عندما تغلف بالايدولوجيا الفاسدة لانها تحتكر الحقيقة وتقتل بأسم الحق
    تحية أكبار للشعب السوري العظيم البطل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :