facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوقدوا الشموع .. مزّقوا الصمت


د. محمد أبو رمان
02-08-2011 04:54 AM

ليس أروع مما عبّر عنه صديقنا المبدع عماد حجاج عندما رسم مدفعاً متجهاً إلى حماة يقصفها، مطلقاً عليه "مدفع رمضان". إذ بهذه الطريقة يحتفل النظام السوري بالشهر المبارك. ولعل إحدى اليافطات التي رفعت في درعا خلال المجازر تختزل، أيضاً، المشهد الدامي، وقد كُتب عليها "عفواً، هنا درعا، وليست تل أبيب"!

ها قد جاء الحسم الذي تحدّث عنه أتباع النظام السوري، منذ أسابيع، وهو المرحلة التالية لوقف قطار الثورة، وليس لها عنوان سوى "الإبادة البشرية"، أي إطلاق القذاف والرصاص الحي على الناس في بيوتهم وأحيائهم، وقتل أكبر عدد ممكن، لمنع المظاهرات والمسيرات في رمضان.
الحسم العظيم لدى النظام وأتباعه هو دبابات تقصف مدناً، وأمنٌ يطلق الرصاص على الرؤوس ليردي المئات شهداءً، واعتقال أئمة المساجد جميعهم والنساء والأطفال في الأرياف. ليس مهماً ما هي الكلفة الإنسانية الباهظة أو سمعة النظام أو الغضب الدولي، طالما أنّ الهدف حماية رأس "العصابة".
بلا شك، القنابل والرصاص والتعذيب انتقل إلى مرحلة تجاوزت ما يمكن أن يتعارف عليه البشر، وحتى أن يفعله الصهاينة، فهنا المسألة ليست احتلال أرض، بل معركة الحرية والعبودية واحتلال الإنسان نفسه، فهي قضية إبادة وتطهير، بمعنى الكلمة، وسط تهريج من المجتمع الدولي وتواطؤ من النظام الرسمي العربي، الذي لا يخشى على النظام السوري حباً فيه، بل خوفاً من نجاح الثورة واستئناف الموجة الديمقراطية العاتية.
مع ذلك؛ فإنّ المعركة انتهت، عملياً، عندما سقط النظام، رمزياً، وضحّى بكل ما يتحدث به من دعايات سياسية بائسة، وكشف عن وجهه الحقيقي، بأنه مجرد عصابة إجرام تختطف ملايين البشر، وتتعامل مع البلاد بوصفها مزرعة عائلية.
القناع لم يسقط فقط عن هذا النظام الإجرامي، بل حتى عن نفر من قومنا كانوا بيننا يتحدثون عن الديمقراطية والإصلاح والحريات العامة، وإذا بهم وفوداً وضيوفاً على شاشات النظام يباركون القتل والمجازر والتعذيب الهمجي، ويمارسون لعبة التضليل البهلوانية، وكأننا في زمن لا نرى فيه إلا الإعلام الرسمي وما يبثه من سموم وأكاذيب.
ليس هؤلاء فقط من سقطوا، بل نفرٌ آخر يمارس "التقية" في موقفه من المجازر ويختبئ وراء معادلات مؤسفة، يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، يتحدث عن إدانة الجرائم الدموية بلغة خجولة من جهة، ويصعّد من خشيته على سورية من المؤامرة من جهة ثانية، ويبدي قلقه من "البعبع الإسلامي" من جهة ثالثة!
نتيجة ذلك في المحصلة؛ "بين حانا ومانا ضاعت لحانا"! فهو موقف رمادي بامتياز، غير مقبول، لأنّه ينتهي عملياً إلى "تمييع المأساة" والمساواة بين إدعاءات مهترئة وبين قتل الآلاف وجرائم ضد الإنسانية والكرامة والحريات العامة وحقوق الإنسان.
هذه القلة المحدودة صوتها مرتفع، وتحظى بغطاء إعلامي رسمي سوري وتؤثر كثيراً على معنويات الشعب السوري الشقيق في معركة الحياة والحرية، فضلاً عن أنّها تصادر وتشوه موقف الشعب الأردني ضد المجازر والإبادة الجارية.
من أجل ذلك ورداً على المجازر ودعماً بأقل ما نستطيع، فإننا سنقف اليوم العاشرة مساءً وقفة اعتصام أمام السفارة السورية؛ نصلي التراويح؛ ونوقد الشموع، لنمزق الصمت المطبق تجاه الجرائم والمجازر، وهي دعوة لكل الزملاء الإعلاميين والمثقفين والمواطنين الشرفاء أن يشاركوا هذه الحملة الشعبية في هذا الشهر الفضيل، لعله يكون رحمة لإخواننا في الشام ولحظة انفراج لهمومهم وكربتهم، ولنقول كلمة الأردنيين الوفية تجاه الأشقاء.

(الغد)





  • 1 اردني 02-08-2011 | 01:26 PM

    السلام عليكم.

    كل التأييد لما جاء في مقال الاخ العزيز د.محمد ابورمان وانشاء الله يكون رمضان شهر الخلاص من العصابة التي تحكم سوريا.

  • 2 عمر السلمان 02-08-2011 | 08:46 PM

    نعم لنمزق الصمت .........

  • 3 سوري/اردني 05-08-2011 | 02:46 PM

    مقال يحاكي الحقيقة التي يقوم عليها النظام لشعبه انا لا اعرف لماذا يظن رئيس سوريا انه يملك الناس و الوطن و في حقيقة انه مجرد موظف لدى سوريين لكان بدات النهاية لهم ان شاء الله

  • 4 احمد 05-08-2011 | 03:24 PM

    يدكم معنا يا أشقائنا في الأردن الغالي
    ما تتعرض له حماه يشبه ما حصل في غزة وفي جنين
    هل وصلت الفكرة؟

  • 5 suzie Alhorr 05-08-2011 | 03:55 PM

    شكرا" لكاتب المقال د.محمد ابو رمان ,,,,لقد مزقنا الصوت وخرق صوتنا عبر البحار والمحيطات فسمعونه أخواننا في الأنسانية شكرا" لهم على مواقفهم ,,,, لكن للأسف لم يسمعة أخواننا في الدم ... شكراا" لكم أخوتي ...:(...

  • 6 عربي مسلم 05-08-2011 | 04:02 PM

    لا فض فوك يا ابن الاكرمين باذن الله النصر قريب فهذه سنن الله التي لا يمكن ان تتغير وكان حقا علينا نصر المؤمنين . صدق الله العظيم

  • 7 حموي 05-08-2011 | 04:19 PM

    جزاك الله خيرا

  • 8 احمد خالد 05-08-2011 | 04:35 PM

    بارك الله لك ولكل إنسان شريف في هذا الوطن الحبيب شكراً لك على هذا المقال من كل إنسان سوري حر لقد قتل هذا النظام من الشعب السوري أكثر ما قتل الاحتلال الاسرائيلي من العرب في كل حروبه.... شكراً جزيلاً لك أيها الكاتب الشريف

  • 9 أبو الطاهر 05-08-2011 | 04:47 PM

    سلم الله يمينك وأطلق لسانك مع الحق بكل ما حباك الله به من عقل وتبصر .. شكرا .. أنتم إخوة لنا لم تلدكم أمهاتنا جمعنا بكم الله في عيدين الفطر مع النصر ... آمين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :