facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محاكمة رئيس .. أم تقويض عهد .. !!!!


د. سحر المجالي
06-08-2011 02:40 PM

شهدت اكاديمية الشرطة في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي يوم الاربعاء 3/8/2011 محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ومساعديه الذين حكموا مصر المحروسة لمدة تمتد على مساحة ثلاثين عاماً من عمر الزمن العربي-المصري. واذا كانت هذه المحاكمة تمثل نوعاً من التطبيق العملي للعدالة وحقاً مشروعاً للشعب العربي المصري وثورته الوليدة، فإنها تعتبر بداية الطريق لعهد عربي جديد وغير مسبوق في تأريخنا المعاصر، منذ استدعاء الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب لوالي مصر آنذاك عمرو بن العاص، قبل أربعة عشر قرناً، لمحاكمته بجريرة ابنه محمد على تصرفات الأخير مع ذلك المصري القبطي، و التي لا تلتقي مع أبسط القيم العربية- الإسلامية، حيث قال رضي الله عنه لإبني العاص وجلادهما قولته المشهورة « أضرب ابن الأكرمين...متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»...!!!

كما يمكن اعتبار هذه المحاكمة بأنها قد وضعت حداً، وربما للأبد، لمرحلة إضفاء تلك الهالة والقدسية على الحكام و تبرير أعمالهم التي لا تلتقي أحياناً وعدالة السماء والقيم الحضارية الإنسانية. وكنتيجة لهذه المحاكمة، فإن الشعب المصري يكون قد فاز بالسبق في محاكمة رئيسه وأقطاب عهده الذين ملكوا ذات يوم الصولجان والامر والنهي، وكانوا يمنحون الحياة والموت لثلاثين حولاً.

واذا كان شعب تونس الخضراء قد بدأ محاكمة رئيسه المخلوع قبل إخوانهم في مصر، إلا انها كانت محاكمة غيابية وليست حضورية كما حصل بالأمس في اكاديمية الشرطة في القاهرة. وهنا لا نريد ان نصطف مع هذا الطرف او ذاك، إلا أننا نقف امام حركة تغيير للواقع العربي، حيث استطاعت الزنود السمر إزالة ما كان يعرف بالخطوط الحمراء للعلاقة بين الحاكم والشعب، بل وتخطيها الى ما هو أبعد من مجرد المطالبة بالحقوق المشروعة إلى المساءلة عن تجاوزات الأمس. بالإضافة لوضع حد للعنجهية الحاكمية وسلطويتها، التي كانت تنظر إلى الإنسان العربي كجزء من الرعايا مسلوبي الارادة، الذين لا حق لهم في العيش والحياة الا بالقدر الذي يتناسب مع رضا هذا الحاكم او ذاك عليهم.

إن هذه المحاكمة تمثل سابقة تأريخية، لا احد ينكر رياديتها في إضافة نمط جديد للتاريخ العربي المعاصر، وتعتبر نقله نوعية لإحياء إرادة السماء في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وقطعاً ستتحدث الاجيال العربية القادمة عن هذه المحاكمة، بما لها وما عليها، والتي قد تؤسس لنوع من التغيير في وجهة نظر المنظومة الغربية تجاهنا، مقرونة بشيء من العدالة نحو «جيناتنا»العربية، التي طالما حكم عليها بأنها أبعد ما تكون عن فهم طبيعة العصر ومعطياته، متناسين هؤلاء القوم (الغرب) بأن الديمقراطية بمفهومها الشمولي قد بدأت في المشرق العربي، بدأً من مسلة حمورابي العراقي مروراً بالتراث العربي الاسلامي المصري، وباقي الحقبات التاريخية التي كانت تجسد نمطاً ديمقراطياً، طالما تجاهله مستشرقو الغرب ومؤرخوها، لا لشيء إلا لطبيعة حكمهم المسبق على العرب و «بأنهم ليسوا اهلا للديمقراطية، نتيجة لطبيعتهم الابوية السلطوية التي لا تتناسب مع المفهوم الديمقراطي الغربي الحديث ..»، هكذا ينظر الينا الغرب.

فهل تعتبر محاكمة الشعب العربي المصري لحقبة تاريخية سابقة، تمثل نقلة نوعية في الثقافة الحاكمية العربية؟؟، وهل يتوخى القضاة في اكاديمية الشرطة في القاهرة العزيزة على قلب كل عربي، العدالة وحكم السماء في شؤون الارض، وبما يحقق ذلك ارتياحاً لضمير الشعب المصري؟؟؟، وفي نفس اللحظة هل نجعل من هذه المحاكمة مثلاً للعدالة، بعيداً عن الانتقامية والثأرية، ونزولاً لاستحقاق تراثنا العربي الاسلامي الذي جعل من العدالة اساس الحكم.

كلنا نتمنى الخير لمصر وشعبها العربي الاصيل، مذكرين بأن مصر، شعباً وتراثاً وقيماً وتاريخياً، مكتوباً عليها ان تقود النهضة العربية الى بر الامان بغض النظر عمن يحكمها.!!!!


(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :