facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل التقطت الولايات المتحدة الرسالة؟


د. هايل ودعان الدعجة
13-08-2011 05:56 PM

الولايات المتحدة الاميركية مطالبة اكثر من غيرها من دول العالم، بادراك الابعاد والرسائل التي تنطوي عليها الثورات العربية الشعبية، التي جاءت على خلفية احتقانات سياسية واقتصادية، اطاحت انظمة سياسية عربية حليفة لها في المنطقة. ولئن الشعوب العربية في طريقها لفرض ارادتها ورأيها وكلمتها في سياسات دولها عبر مشاركتها في عملية صناعة القرار ورسم السياسة العامة، فان الولايات المتحدة تصبح مطالبة بمصالحة هذه الشعوب التي لا تثق بها من خلال اعادة النظر في سياساتها ومواقفها من قضايا المنطقة وملفاتها. وهي عندما تدعي مناصرة الشعوب العربية في ثوراتها، يجب عليها ان تعي حقيقة نظرة هذه الشعوب لمواقفها من هذه القضايا والملفات، التي طالما كانت مستفزة ومحبطة ومنحازة لغيرها.

ويكاد لا يوجد مواطن عربي واحد الا ويعي هذه الحقيقة المرة.

من هنا فان الشارع العربي الذي تستحضر ذاكرته الكثير من المشاهد والصور السلبية والمؤلمة عن المواقف الاميركية من القضايا التي تخصه، سيجعل من هذه المشاهد حاضرة في تحديد علاقته وموقفه من الانظمة السياسية التي ستحكمه في ظل موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة مؤخرا، ومنحت لهذا الشارع الحق في المشاركة في تحديد شكل النظام السياسي الذي سيتولى ادارة شؤونه. ويتوقع ان تنعكس هذه الاجواء السياسية الجديدة على علاقات هذه الانظمة بالولايات المتحدة، وبما يرضي الشارع العربي الذي بات يمثل مرجعية سياسية في اضفاء الشرعية على الانظمة السياسية العربية. ويبدو ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يدرك هذه النقطة، عندما ذكر في خطابه الذي القاه في 19 / 5 / 2011، بان بلاده تحمل الرغبة في تكيف اسلوب علاقاتها مع الدول العربية، وفقا لتطلعات الشعوب وليس الانظمة الحاكمة. ويفترض بالولايات المتحدة ان تعي هذه الحقيقة وتبدأ بالتعاطي معها بشيء من الجدية من خلال اعادة النظر في ترتيب اولوياتها واجندتها واوراقها السياسية الاقليمية، والتي تستند الى استراتيجيتها في المنطقة والقائمة على تحقيق مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي على حساب مصالح الدول العربية وشعوبها.

ان الولايات المتحدة مطالبة بان تدرك وان تتفهم بانها مدرجة على اجندة الثورات العربية الشعبية على خلفية مواقفها وسياساتها المعادية للجانب العربي، واذا ما استقرت الامور ووصلت الى المستوى الذي يلبي مطالب هذه الثورات وطموحاتها وتطلعاتها، فعلى الولايات المتحدة ان تتوقع انقلابا جوهريا في المشهد الاقليمي برمته، وبشكل يتناقض مع مصالحها وسياساتها في المنطقة في ظل ما يتوقع ان تواجهه من تحديات وصعوبات في التعامل مع الانظمة السياسية العربية الوليدة الواقعة تحت ضغط مطالب شعوبها التي لا تثق بالسياسات الاميركية. اي ان الامور مرشحة لاحداث تغييرات في سياسة هذه الانظمة حيال واشنطن بما يهدد المصالح الاميركية الاستراتيجية في المنطقة. فقد اظهرت تصريحات كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون والسيناتور الديمقراطي جون كيري والسيناتور الجمهوري جون ماكين خلال فعاليات مؤتمر اميركا والعالم الاسلامي الذي عقد في واشنطن قبل فترة، مدى الازمة التي تعيشها الولايات المتحدة في تدارك التغيرات في الشرق الاوسط، وعدم وضوح الرؤية الاميركية لكيفية التعامل مع تلك المتغيرات.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :