facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السبايلة يكتب: حتى لا ندخل في حالة السعار السياسي


د. عامر السبايلة
25-08-2011 08:11 PM

الرغبة في التقدم و الاصلاح لا يجب ان تفرق الصفوف بل ان توحدها, فلا يمكن للعابثين و الباحثين عن التفريق ان يصنفوا ضمن دائرة الاصلاحيين فالاصلاحيون هم من يبحثوا عن التوفيق. فمنذ اخذ الحديث عن الاصلاح يتصدر المشهد اختلفت الدعوات و ارتفعت نبرة الأصوات المختلفة و التي و للأسف بعد مرور شهور على الحراك لم تستطع ان توحد نغمة المطالبات الاصلاحية او الخروج ببرنامج عملي واضح.

يبقى الاختلاف امرا طبيعيا في اي حراك و لكن ان يتحول الاختلاف الى حالة من السعار تبدأ بكيل الاتهامات و لا تنتهي بالتخوين فهذا من غير المنطقي. و من المؤسف ان تبدأ تصنيفات التفرقة بالظهور فيصبح الأردنيون يرسمون نموذجهم تبعاً لنماذج التفرقة اللبنانية و لكن ضمن مسميات تناسب الحالة الأردنية. فبدلا من الطوائف و الفرق تلعب الاصول الجغرافية دور المحرك, فتتهم العشائر و ابنائها و ترسم له صورة بربرية و كأنهم أقرب ما يكونوا للوحوش الكاسرة المتريصة بطرائدها, و يخون كثير من الارنيون ذو الاصول الفلسطينية على أساس انهم دعاة توطين و هكذا يُغيب العقل عن المشهد و تتصدره الرعونة. و بين أصحاب الحقوق المنقوصة و متطرفو الفكر ندخل مرحلة جديدة قد نقدر على تحديد صور بداياتها و لكن لا نملك القدرة على تحديد معالم نهاياتها.

حالة التخوين و تراشق الاتهامات ضرت بالحالة العامة و لا بد لها ان تنتهي. و التجييش الغير عقلاني المستمر سيحول المجتمع الى كانتونات متناحرة و جاهزة للاقتتال. هذه الحالة كانت متوقعة و ذلك نتيجة حالتي العداء و الشحن المستمر بين أركان الدولة, و الدليل على هذا اننا الى اليوم لم نشهد حالى من التناغم بين اطراف مؤسسات الحكم. فمنذ لحظة تسلم الحكومة لعملها تبدأ حالة التشويش و التي تبدا باشاعة حالة عدم الرضا بين القصر و الحكومة و تسويق ان حالة البعد و الجفاء بدأت بالظهور. هذا المناخ هو الذي أسس منذ البداية لحالة عدم التناغم و الذي انعكس حتى على أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية, فأصبح تصنيف الأشخاص يتم ضمن منطق المرحلة او الشخوص. فذاك يتبع لفلان و هذا ولاءه لعلنتان, و في مكان فلان و علنتان لكم ان تضعوا ما شئتم من الأسماء.

حالة عدم التناغم توسعت في هذه المرحلة لتشمل جهاز المخابرات الأردنية و الذي استبيح بطريقة بشعة من قبل الكثيرين الذين نسوا او تناسوا ان مصلحتنا الوطنية جميعاً و دون استثناء تقتضي المحافظة على انجازات هذا الجهاز الأمنية الغير ظاهرة للعيان. و لست هنا للدافع عن أحد او تبيض صفحة أحد, فاذا كانت هناك ممارسات خاطئة فيجب أن تقًوم و اذا كانت هناك تدخلات مجحفة او اعتباطية فيجب ان تتوقف, و هذا لا يتم بخلق حالة العداء الحالية و تكسير الأدوات الأمنية, فالمرحلة القادمة التي تشهد اقتراب السيناريو السوري الى مرحلة التدويل و بالتالي التدخل العسكري, تقتضي منا الحرص على تماسك الوضع الداخلي فمن الغباء تقزيم عمل الجهاز في مثل هذه المرحلة لأن اي اضعاف للجهاز سيكون له ثمن ندفعه جميعاً.

فجهاز المخابرات معني بالحفاظ - بالدرجة الأولى -على الأمن و الأمان و على الأردنيين دون استثناء و هو جزء لا يتجزأ من النسيج الأردني و لا يمكن الاستمرار برسم صورة سلبية و كأن الجهاز هو العدو الأول للأردن و الأردنيين , فالحكمة تقتضي من الجميع اليوم التوقف عن المغالاة في خلق حالات العداء ضمن مكونات المجتمع. و ان كنا نتمنى اليوم شيئاً فهو عودة الأمور الى نصابها و نهاية حالات التشويش و الاستعداء فابخطأ عند حدوثه يسقط دون التمييز بين أردني و اخر. .

ان اعادة الهيبة للجهاز لا تكون بتحجيم عمله في الساحة الداخلية فالعمل الاستخباري من الأساس لا يلعب دور المانع او القامع بل يلعب دور المراقب و الحامي, اذا فالأولى تسجيل الأخطاء لتصحيحها, و العمل على اعادة هيكلة العمل الاستخباري بحيث يحافظ على صورة حداثية بعيدة كل البعد عن صورة الجهاز النمطية و المرتبطة بالقمع و البطش.

لا بد من ضبط ايقاع الساحة و الابتعاد عن محاولات التجييش و اللعب على العواطف, فالاصلاح مطلب لا ينتمي لفئة كما ان الفساد ليس له انتماءات جغرافية. و لابد من التركيز على ان اصلاح الأخطاء ليس بحاجة لخلق حالة من العداء.


http://amersabaileh.blogspot.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :