facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليست برتقالية ولا غربية


طاهر العدوان
05-09-2011 04:03 AM

ثورات الربيع العربي ليست برتقالية ولا بنفسجية حتى تقارن بما حدث من ثورات في اوروبا الشرقية التي نالت تعاطف ودعم الولايات المتحدة واوروبا الغربية. فتلك كانت أشبه (بنزهات الربيع) مقارنة بما تواجهه الثورات العربية.

في اوكرانيا وعدد من الدول التي شهدت الثورات البرتقالية لم تُسفك الدماء ولم تُرابط الجماهير في الشوارع لشهور طوال, انما رفعت الاعلام ورايات المطالب لعدة ايام او اسابيع قبل ان يستجيب الحاكمون وتتغير الوجوه والبرامج على مسرح السياسة.

في الثورات العربية شيء مختلف وتاريخ آخر وروايات تراجيدية, فهي ليست برتقالية ولا غربية, انها ثورات بلحم ودم تقودها شعوب تواجه سيوف السلطة بصدورها العارية وبدماء شبابها الزكية, واكثر من ذلك انها تواجه حملات الاكاذيب والتلفيق والتزوير الرسمية بالصبر والتحمل والتضحية. وليس صحيحا ان الغرب, الذي ارسل طائراته لحماية شعب ليبيا من المذابح من اجل مصالحه, وربما من اجل (قيمه الديمقراطية) في ظل سعيه للتخلص من (فوبيا الاسلام والعرب) التي ارهقته أمنيا وماديا, هو الغرب نفسه الذي يتعامل الآن مع الثورات العربية الاخرى.

الخوف من القاعدة, التي هي بالفعل موجودة في بعض المحافظات اليمنية, جعلت الغرب يتجاهل المظاهرات المليونية المقيمة في شوارع صنعاء وتعز وغيرها من المدن. (فالحرب على الارهاب) لم تنته هناك »بمقاييس السياسة الامريكية والاوروبية) ومن يملك الجيش, وهنا هو الرئيس علي عبدالله صالح, تظل له الافضلية في الدعم الغربي وعلى الاقل عدم التصعيد السياسي والعسكري ضده في مجلس الامن وخارجه.

والخوف من تعكير (السكون) المطبق وليس الهدوء, الذي لم يعكره صوت رصاصة واحدة, القائم على خطوط الجولان المحتل منذ 38 عاما, هو الذي يجعل سورية غير ليبيا في نظر الولايات المتحدة واوروبا. وهنا يغيب تماما الحديث عن الفظاعات التي ترتكب ضد الشعب حتى في وسائل الاعلام الغربية, التي يسيطر مردوخ على غالبيتها المطلقة. ويكتفي الجميع بعقوبات مالية واقتصادية, يعرف الجميع ايضا ان النظام خبير بالتعامل معها ما دامت خطوطه الخلفية مفتوحة حتى طهران وربما بكين وموسكو.

غير ان القرارات الحاسمة التي تحدد مصير الشعوب العربية لم تعد في يد القوى العظمى كما كانت في ظل الانظمة القائمة. لقد انهار هذا المصير امام إصرار الجماهير على ان تنال حريتها وكرامتها بتوحد حشودها وارادتها حول هدف واحد هو الخلاص من الاستبداد والحكم المطلق والجمهوريات الوراثية (الذرية الصالحة) التي تعتقد انها الدولة والشعب والوطن.

وهناك من يفرّق اعتباطا بين الوطن والشعب لتبرير استمرار ما هو عليه الحال منذ عقود حيث يتم الدوس على كرامة الناس من خلال قوانين الطوارئ والمحاكم الامنية بحجة »الحرب على اسرائيل« و»روح المقاومة« ... الخ. واليوم تجري »تزكية« دم الذبائح البشرية بالحجة نفسها, وكأن الاوطان هي مجرد علم ودبابات وشعارات جوفاء, اما الشعوب فلا قيمة لها, حيث تستباح الدماء علنا جهارا وتفرش اجساد المواطنين على الارض لتدوسهم بساطير العسكر والاتباع.

هذه هي اوصاف الثورات العربية, وما تواجهه من قمع مرعب. فالشعوب تريد ان تكون الاوطان شجرة يتفيأون ظلالها, ومياها عذبة ترد لهم الروح, ونسيما عليلا يستطيعون بأوكسجينه ان يقولوا ما يشاءون في كل شأن من شؤونهم.

إنهم يريدون كياناتهم التي تحفظ لهم حرياتهم وكراماتهم عندئذ يكون للمواطنة معنى وللوطن قيمة وبما يكفي لاسترداد كل شبر من ارضه المحتلة.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • 1 ... 05-09-2011 | 10:56 AM

    نحن .....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :