facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رشوة ع المكشوف


سهير جرادات
11-09-2011 04:09 AM

محظوظ من لا تكتب له الظروف السعي لإنجاز معاملة .. وتعيس ذلك الذي يكتب عليه أن يسير لانجاز معاملة ....
استنتجت ذلك ، بعد أن قادتي ظروف الحياة مؤخرا لإجراء معاملة في إحدى الدوائر الحكومية ، واصطدمت بالبيروقراطية المقيتة التي تحكمنا ، وما يتبعها من إجراءات غير مفهومة ،
تضطرك لزيارة العديد من المكاتب المترامية في أكثر من طابق داخل المبنى الواحد ، وفي الغالب تكون للتوقيع على معاملات دون النظر للمضمون ، أو تحويلها إلى موظف آخر دون توقيع أو حتى النظر إلى المعاملة ، ويقول لك بعصبية : غرفة (10) ؟ أو عند أبو صطيف ! واعرف مين أبو صطيف ! .
أو يشير لك مثقلا ؛ وهو يعيد لك المعاملة بحركة في يده ، وكأنه يكش ( ذبانة ) : - انزل تحت أو اطلع فوق !.. وتبدأ رحلة البحث عن "أبو صطيف" ، أو " تحت وفوق " وعند مين ؟ وغرفة (10 ) وين ؟ وللتوصل إلى الإجابة ، ومعرفة المكاتب المعنية ، والسؤال عن ما أريد ، واين أذهب ؟.....كل ذلك يستغرق ثلث وقتك وقد يزيد !!..
إلى هنا لم ينته كل شئ ، ولن تنتهي أكبر المشاكل التي تواجهك عند انجاز المعاملات ، فالطامة الكبرى عندما يطلب منك موظف قطاع عام إنجازالمعاملة بزمن قياسي نظير مبلغ من المال ، مع علمه بأن صاحبة المعاملة صحفية ، ولكنه بدا غير مكترث لمن أمامه !!! .. نعم ، طلب (150) دينار، هذا بعد المراعاة ، كوني صحفية ، "وبده يخدم" !! . في البداية ظننت أنه يمزح! ، أو يختبر! ، أو يريد أن يمرر معلومة ما !!.
وبعد أن صحوت من صدمة ما سمعت ، سألت عن المدير ، فكانت الإجابة : على اليمين ، وإذا بدك يساعدك ، ناوليه ( 50 ) دينار !!..
معقول يا جماعة، وصلنا إلى هذا الحد ؟!.. طلب الرشوة علنا ! ولماذا ؟..
أعتقد أنكم توافقونني الرأي ، إن عقلية الموظف قد تغيرت في بلدنا ، بسبب إهمالنا لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وغياب محاسبة الفاسدين ، بل كافأناهم واحترمناهم وتركناهم طلقاء ، وزدنا على ذلك بتكريمهم ؛ وبتعيين البعض منهم في مواقع حساسة ، وعدم تفعيل قوانين محاسبة المسؤولين وهم في مناصبهم ، التي أصبحت حصانة لهم وهم يمارسون الفساد .
ووصل الأمر بنا ، أن امتدحنا الفاسد المسيء ووصفه بالشاطر ، وتساهل المجتمع مع الفاسدين بعدم ازدرائهم واحتقارهم ، وغياب العقاب المجتمعي للقادرين منهم على الإفلات من العقاب القانوني والجنائي ، فاختلط الغث بالسمين ، وتساوى المحسن والمسيء في المجتمع ، فعلا شأن الفاسدين وطغت ثقافة الفساد حتى أصبحت ظاهرة غير مستهجنة .
إن مجاهرة الموظف العام بطلب الرشوة لدليل على عدم اكتراثه بقوانين العقوبات ، لقناعته بعدم صرامتها وجدواها ، إضافة إلى غياب الدور الرقابي ، وضعف الوازع الديني ، وعدم ادراكه لمعنى الانتماء ،والخوف على المصلحه الوطنيه ، ناهيك عن عدم احساس الموظف بالعدالة في توزيع الأجور، التي لا تتناسب وغلاء المعيشة والزيادة في الأسعار .
المصادفة أن مثل هذه الممارسات في الدوائر الحكومية تتزامن مع الدعوات إلى الإصلاح ومحاربة الفساد ، فأين الإصلاح من صغار الموظفين ، وما حال الكبار ؟؟؟
والآن ، وبعد إصابة مجتمعنا بالهشاشة في القيم ، علينا أن نعمل على محاربة سمة الفساد والرشوة ، التي تفشت في مجتمعنا ، قبل أن تنتشر بصورة يصعب استئصالها ، وتصبح نظرة الأجيال القادمة لهذه العادات المشينة نظرة غير مخجلة ، و المجاهرة بها امر بطولي !!..


Jaradat63@yahoo.com





  • 1 ام شادي 11-09-2011 | 03:01 PM

    ابدعت ابدعت والله

  • 2 ابو يعرب 11-09-2011 | 03:26 PM

    لا اصلاح ...

  • 3 هبة عمر 11-09-2011 | 07:00 PM

    اكتشاف متاخر كثير
    عيش ككثير بتشوف كثير
    راجع الدوائر كثير بتشوف كثير

  • 4 عاشق الاردن 12-09-2011 | 12:39 PM

    ابدعت استاذة سهير، قبل حوالي 5 سنوات حاولت اجراء معاملة وبعد ما دخت لمدة اسبوع قال لي صديقي انت مغترب من زمان وما بتعرف تتعامل مع الموظفين وأخذ المعاملة مني وتمكن من انهائها في نصف ساعة طبعاً دفع حوالي 50 دينار كرشوة ومشت الامور.

    يبدو انه هذا مرض مستشري في دوائرنا الحكومية.

    تحياتي.

  • 5 محمد عبابنه 12-09-2011 | 02:01 PM

    الظاهر انك كاينه عايشه برا

  • 6 ابن البلد 13-09-2011 | 03:54 AM

    شي طبيعي ومن زمان هيك الوضع ما في شي جديد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :