ثمة عادة قبيحة عند الاردنيين في الية استخدام المصاعد مفادها ان الاردني يضغط على سهمي المصعد الطالع والنازل , ويباغتك لحظة فتح باب المصعد طالع فسرعان ما تبتسم وتقول له نازل او العكس .
سلوك المصعد على ما يبدو احترفته الذهنية السياسية بامتياز يفوق حد الوصف فهي تكبس سياسيا على كبستي المصعد الرسمي ولا يضيرها ان تركبه ان كان سهمه الى اعلى او الى اسفل ودون اشارة حتى فالمهم ان تكون في رحم المصعد ولو الى طابق واحد .
المصعد السياسي اغفل او اسقط عنوة اوسهوا مفهوم الادراج والدرجات فالكل يبحث عن قفزة سهلة ولا تتطلب جهدا ولذا سقطت نظرية الدرجات والادراج وباتت الوجبة السريعة اكلتنا المفضلة فلا حاجة لخبرة مريس اللبن ولفلفلة الارز على نار هادئة وانتظار استواء اللحم , فكل ذلك بات لا يتناغم ونظرية المصعد الذي بامكانك الكبس على سهميه واستقلاله للصعود وللهبوط , وهناك من يكون نازلا فيصعد مع الراكبين وينزل مع النازلين المهم انه بقي على سطحه اطول فترة ممكنة تماما مثل اطفال مخيمات لبنان الذين مارسوا كل طقوس شقاواتهم على المصعد الوحيد الذي جرى تركيبه في احدى المؤسسات الدولية في المخيم ولكن الاطفال استعملوه بشقاوة وطيبة وبراءة اما محترفي السياسة فلهم في ذلك شأن اخر .
المصاعد واسهمها يذكرونني بدعاة الكونفدرالية الذين يريدون فقط ركوب المصعد ويكبسون على اسهمه صعودا ونزولا فهم يريدون اردنيتهم على اساس اجترار فلسطينتهم فيطلعون في المصعد باتجاه عمان وينزلون على اوهام القدس المحررة وينسون ان كبس السهمين يشير الى اتجاه ثالث لا يخدم الان الا اولمرت ومن ياتي بعده .
الكونفدرالية كانت حاضرة في حديث الملك برقي سياسي وضمن اشتراطات سياسية تلبي طموح الشعبين الاردني والفلسطيني وتخدم عدالة وحلم الفلسطينيين ولكن الادانة القاسية التي وجهها الملك كانت لمن يتحدث عن الكونفدرالية قبل اوانها وقبل تحقيق شروطها الموضوعية والذاتية للبلدين وذلك بعد الدولة الفلسطينية الناجزة تماما وبعد ان يقبل الشعبان في استفتاء حر الكونفدرالية وعلى من يتحدث بغير ذلك ان يعيد مشاهدة شريط مقابلة الملك ويقرأ كيف نفض يده عند الاجابة تلك النفضة التي استحضر فيها الملك ارثا رشيدا ونبيلا منذ الاف السنين .
على الجميع ان يضغط على سهم واحد عند استخدام المصعد بمعنى ان يحدد اتجاهه والا.....!!!!