facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين السكين الرسمي ولحم العواملة


26-09-2011 11:42 AM

قد يظن البعض أن الولايات المتحدة بقيادة عائلة بوش استطاعت أن تغزو العالم بجيوشها، وان تحتل دولتين وأجزاءً من العالم الشرقي بقوتها العسكرية فقط، وهذا من الناحية النظرية صحيح، ولكن في الواقع أنها لم تكن لتستطيع ذلك، لو لم يكن لها جيش من الصحفيين والمحطات التلفزيونية الموجهة..

باختصار أمريكا كانت تحارب بقوة الإعلام، ولولا تضخيم وتأويل القنوات الكبرى في الولايات المتحدة، ولولا الدور الذي لعبه الإعلام الأمريكي في تجييش الشارع الأمريكي وتأليب الناخب، و"غسل أدمغة الساسة" من خلال البرامج الإخبارية، لما تهيأت لإدارة بوش الأب ومن بعده الأبن، الأرضية الصلبة التي ينطلق منها لغزو العراق وإقحام الأسر والبيوت الأمريكية في معركة عبر البحار للدفاع عن الولايات المتحدة دون وجود عدو ظاهر عياناً، لذلك نجد كم هو الإعلام الموجّه والمسيّس وطنيّا ضرورياً في أزمات الدول.

فماذا عن أصحاب القرار عندنا، فهم ليسوا في واشنطن عاصمة "شرطي العالم" بل انهم في "عمان " عاصمة المائة ألف شرطي، ومليارات الأفكار والتوجيهات والتوجهات المكعبة والمربعة والراجعة في الأدراج، ماذا يصنعون في ظل إعلام مرعوب من أي شجرة تحركها نسمة هواء صيفي، وهل تملك "الدولة" إعلاماً وطنياً يواجه الواقع بعيون جريئة تفيض حباً وإخلاصاً لمفهوم الدولة، والسياسة الوطنية، دون غايات فردية ضيقة، ودون ابتزاز رخيص؟! أنا أزعم أنني لا أدري، وليجبنا من يدري ولا يدري أنه لا يدري حتى هذه الساعة.

اليوم، لا أريد أن أدافع عن "حق" صديقي طلال العواملة ولا حق والده الذي أفنى عمره في صنع مملكة الإنتاج التلفزيوني "المركز العربي الإعلامي" الذي غزا به العالمين العربي والغربي، ولن أتعب القارئ في البحث عن أسباب لذرف دموعه على شاب وشيبة تكالبت عليهم مؤسسات الدولة وشخوصها، فهذا لا يجدي، لأن الجميع يعرف المأساة، ويعرف تماماً إنجازات ذاك الصرح الإعلامي والإنتاجي المتمثل بالمركز العربي للإنتاج التلفزيوني وكم حصد من الجوائز الرفيعة والأوسمة، ولكن هناك من لا يريد لهذا المشروع الذي تحول من "استثمار لمجموعة أصدقاء" الى مشروع إعلامي وطني رائد، أن يولد، ولا أن ينطلق، لا لشيء ولا خوفا من شيء ولكن، لأنه لم يكن هناك في الدولة الرسمية بمجملها مسؤول شجاع، أمين، مخلص إخلاصاً خالصاً لهذا الوطن، ليقرر أن يطلق رصاصة البدء ببث فضائية "إي تي في"، ولكن والعلم عند الله كان الجميع ينتظر إطلاق الرصاصة لقتل هذا المشروع ودفنه في جيوب الفاسدين وأصدقائهم وشركائهم، ولا ضير لو أطلقت رصاصة الرحمة على العواملة الأب والابن.

طلال ذلك الشاب الذي تمتزج شخصيته ما بين خفة الظل، وبراءة النوايا، وعفوية المنطق، وأحلام العصافير المحلّقة، وحرفية المهنة، واتساع الأفق التخطيطي للمستقبل، لم يكن هاربا بأمواله من دولة روسيا ليغسلها في عمان، ولم يضخ "ملك ملوك أفريقيا" ملايين الدولارات الى حسابه في "سكرة من ليل"، ولكنه ورث شركة عن أبيه وتشاركا في صنع الصرح الإنتاجي الذي يسجل للأردن في عالم الدراما الجادة، قبل أن يسقط فريسة سهلة في مصيدة الباحثين عن ضحية، ليغسلوا بها "وسخ من سبقهم"، ولجهل الرجل بكواليس الساسة الأردنيين وتجار حقبة محاربة الإرهاب وأعضاء نادي واشنطن الجمهوري، فقد تورط في شراء تلفزيون الـ"ايه تي في" بقائمة ممتلكاته وديونه، فذهبت الملايين السابقة الى جيوب النائمين ملء جفونهم اليوم، وكسب "العواملة" ملايين من الكوابيس والهموم والالتزامات والوصفات التخوينية والاتهامية المصنعة خصيصاً، لمن يمرّ في يوم ما أمام رئيس حكومة أردني لا تحب جهة ما لون ربطة عنقه.

صديقنا طلال، اتصل بي يوماً ما يريد أن يجلس معي، فجلسنا، وكان للتو عائداً من مقابلة "استرحام" لإطلاق "سراح الحقيقة" كان الطرف الآخر فيها رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي، ولكم أن تتخيلو أمواجاً من دموع القهر تتلاطم في بحر عينيه، ولم يذرفها، كانت براكين الألم، وحمم الفجيعة، تكاد تشق صدره، وبعد أن روى مختصر رد الرفاعي عليه، قلت له وأنا ما أزال أقولها، لو كنت آمراً لك، لنصحتك بالرحيل عن هذه الأرض الطهور التي لم يبق فيها نصيب إلا لـ "شايلوك" المرابّي القذر، أو لـ "كونتا كينتي" الحرّ العبدّ، ولكنه أبى إلا أن يصارع شياطين الحكومات، وأشباح رجال الأعمال الذين كانوا جميعهم يبحثون عن نهاية تراجيدية لآخر مسلسل من إنتاج طلال العوامله، يكون بطله العوامله نفسه.

اليوم مرّ عليَّ أكثر من شهر ونصف الشهر لم أرَ طلال ولم أسمع صوته، وكل ما أعرفه أنه ينتظر مع "سادة الحوزة" خروج المهدّي المنتظر ليخلص العالم من شرور الطغاة، وكلما سمعت أو وصلني خبر من حكومة أو لجنة نيابية تطالب بالإفراج عن المتهم التلفزيوني اي تي في، أدعو الله ألا يلهم صديقي الكثير من الصبر، لأن انتظاره سيمتد الى انتظار سيدنا المخلّص المسيح بن مريم، إلا إن خجل المسؤولون على أنفسهم واعترفوا بأنهم ليسوا سوى أدوات وليسوا صناع قرار، وتذكروا أنهم وإن طال العمر بهم الى قبورهم محمولون وتحت التراب مدفونون، وفي قبر من التراب الضيق ساكنون، وأنهم من ديدان بطونهم مأكولون، فاتقوا الله برعيتهم وما يحكمون، وأنصفوا من ظُلم منا، فإننا سنتقاضى الى ملك الملوك والديّان الذي لا يموت.

إذا أرادت الدولة الأردنيّة الرسميّة المحترمة أن تبقي على بقية من التقدير لها، عليها أن تقيم ميزان العدل، وتفرج فوراً عن قناة اي تي في، ولتبحث الحكومة وأجهزتها المختصة عمن سرق أموال تلك المحطة إن كان هناك أحد وتقودهم الى أقفاص اللصوص التي يستحقون، فالأردن أحوج ما يكون لذلك المشروع الإعلامي الوطني، بدل تلك الدكاكين الفضائية التي امتلأت "زعيقاً ونعيقاً"، ثم لم تتأخر رخص بثها أكثر من أسابيع يتيمة حتى خرجت تصاريحها، وخرج معها أسماء ووجوه لا يعرفون في الإعلام ولا في المناقشات السياسية إلا بقدر ما يفهم الشرطي مأمون لاستراتيجية الدرع الصاروخية في البنتاغون.

لقد اضطر "العواملة" الى إطلاق حملة ترويجية وإعلانية وإعلامية مدفوعة منذ بداية الصيف الآفل في الصحف والمواقع الإخبارية المحلية ليبقي مشروعه حياً في عيون الناس، وأوقفت عندها مقالاً كنت قد كتبته عن طلال وقناته حفاظاً على مقالاتي من لعنة الإعلان حتى اليوم، و لكن واجبي أن أدافع عن حلم صديق جميع الزملاء الذي ما زال يراوده في شبكة قنوات إعلامية أردنية وطنية شاملة، على الرغم من اليأس والمرض الذي داهمه ووالده في السنوات الماضية، ورغم الألاعيب الصبيانية التي اقترفتها الحكومة السابقة ضده دون وجه حق، ويشاركه الحلم مئات من زملائه الذين سيكونون روافع إعلامية وإخبارية، وستكون المؤسسة إن قدرت لها الحياة حاضنة لإعادة زملائنا وخبراتنا العريقة في الخارج ممن اضطروا الى لهيب وسائل إعلام الأشقاء لكسب رزقهم، فهل سيتحقق حلمه؟ الجواب في الفقرة التالية..

أطول وقت استغرقه تشكيل حكومة أردنية تدير البلاد والعباد وأرضنا وما عليها كان ستة أيام، لا علاقة لها بخلق الله تعالى للسماوات والأرض، وقد مرّ على زمن "طلال وقناته" أربع حكومات حتى اليوم تغيرت خلالها أنظمة حكم عالمية وسقطت فيها أنظمة حكم عربية، وظهر حكام وحكومات جدد، والأردن يقول إنه قد دخل عالم الإصلاح السياسي الشامل من أوسع أبوابه فإن كان صدقاً ما يقولون، فلينصفوا هذه المؤسسة وليعطوها شارة الإنطلاق، فإن "العواملة" لم تلن قناته بعد، وإلا فليعيدوا للرجل حقه مع العطل والضرر المادي والمعنوي والنفسي، فما حدث معيب جداً، فإن صبر أحد ما على الظلم الواقع عليه، لن يصبر غيره، وكم في هذا الوطن من "طلال" نتيجة الظلم والإقصاء، فقط لأنهم رفضوا الخضوع لعمليات الإخصاء!

Alfayez.jo@gmail.com





  • 1 علي الردايدة 27-09-2011 | 08:40 AM

    نعتذر

  • 2 مواطن 27-09-2011 | 10:57 AM

    . ...
    مريت على اليهود (شايلوك) والشيعة (المهدي اللي دخل السرداب) و النصارى (سيدهم المخلّص المسيح بن مريم) و ليبيا القذافي ...

  • 3 محمود الحديد 27-09-2011 | 11:28 AM

    الاستاذ الاعلامي الكبير فايز الفايز /انك بما كتبت زدت علينا هما فوق همومنا وانني وبكل صراحة ما ان اعطي لنفسي املا بما هو ات الا ويتلاشى هذا الامل .
    المصيبة عندنا اننا كدنا او نكاد ان نفد الثقة بكل من هو تحت عنوان "مسؤول " من رئيس الحكومة وجر _كما يقال _ .
    السؤال الذي يطرح نفسه :اليس هناك من يريد ان يحطم كل مقدرات الوطن ويقضي على امالنا واحلامنا من داخل الوطن وبشكل تكتيكي منظم ؟
    طلال العواملة على مدى سنوات طوال وبالرغم من التحدبات والصعوبات الكبيرة التي واجهت الانتاج الدرامي الاردني بشكل عام والمركز العربي بشكل خاص بقي صامدا بل ومثابرا استطاع ان محركافي تغيير الشكل النمطي المعروف في انجاز العمل الدرامي لينطلق باسلوب جديدمن حيث الشكل وضخامة الانتاج ليس على المستوى الاردني فحسب بل على المستوى العربي ليحصد معظم جوائز المهرجانات العربية في كل الدورات بلا منازع .
    ولا ننسى ان نرد الفضل لاهله فقد كان للمركز العربي ممثلا بطلال العواملة الفضل في سطوع نجوم كثر على مستوى الدراما العربية من مخرجين وممثلين وفني صورة وصوت واضاءة ومونتير ...الخ . حتى انهم اصبحوا يطلبون بالاسم . ومنهم نجدت انزور ومحمد عزيزية على سبيل المثال .
    لذلك اقول لكل اولئك المتربصين الحاقدين: يكفي

  • 4 زيزو 27-09-2011 | 12:26 PM

    اسأل الذين عملوا .....

  • 5 ابن الاردن 27-09-2011 | 01:39 PM

    انت رجل غير عادي وبنشد فيك الحزام كما يقول المثل وهناك المئات من القصص التي لم تصلك عذب اصحابها بسبب الكثير من امثال شايلوك الذين شروا الدولة ومواظفيها بمالهم السحت الحرام ليقهروا الفقراء الذين لاحول لهم ولا قوة وبقوة القانون

  • 6 صقر الشوبك 27-09-2011 | 02:17 PM

    تعليقي هو حبي وتقديري لكاتب فايز الفايز والله اني احبك في الله

  • 7 عامل في ‘ي تي في 27-09-2011 | 02:50 PM

    والله يا اخ فايز انك جانبت الحقيقة في وصفك لطلال ،، فلم نر منه نحن من عملنا معه الا عكس ما ذكرته تماما عن شخصيته .

  • 8 موظف في الATV 27-09-2011 | 05:16 PM

    صدقت يا زميلنا فكان فايز الفايز يتحدث عن شخصية من ابطال الحكايات ونسي كم موظف وعائلة تضررت من طلال العواملة فكيف نكون الى صفه وهو لم يكن الى صفنا في يوم من الايام ويستطيع الان ابداء حسن النية وقلب الصفحة والنداء على الموظفين واعطائهم حقوقهم ورواتبهم واعادة تعيينهم بعد الفصل التعسفي حتى يكونوا ورقة ضغط قوية على الحكومة اما غير ذلك فنحن لسنا معه

  • 9 عاطف الممناصير 27-09-2011 | 06:10 PM

    شوف اخي فايز الارض مقسمة العراق لامريكا مع الخليج وليبيا وماحولها للاوروبين والدليل هبوط سعر اليورو

  • 10 ريما 27-09-2011 | 09:21 PM

    الله يكون بعونك يا طلال والله يحميك يا فايز

  • 11 ريما 27-09-2011 | 09:22 PM

    الله يكون بعونك يا طلال والله يحميك يا فايز

  • 12 ريما 27-09-2011 | 09:22 PM

    الله يكون بعونك يا طلال والله يحميك يا فايز

  • 13 ريما 27-09-2011 | 09:22 PM

    الله يكون بعونك يا طلال والله يحميك يا فايز

  • 14 بني حسن 28-09-2011 | 02:04 PM

    يا اخي والله ا..... وفاهمك وفاهم الي براسك

  • 15 نادر 28-09-2011 | 03:34 PM

    يظهر ان محطة تلفزيون الغد محطة مستقله وفعلاً مستقله.....

  • 16 عبدالله الحديدي _الراي 28-09-2011 | 06:36 PM

    الاستاذ الكبير فايز الفايز لا نلمس من كلامك الاالصدق والشفافيةوالموضوعية والجراة احييك لما فيك من انسان يشعر باوجاع الناس ويقف بجوارهم باصعب ظروفهم انت ونعم الرجال يااخي فايز

  • 17 ابو على 28-09-2011 | 10:50 PM

    نعتذر

  • 18 العقيد المتقاعد حسين راجي السرحان 28-09-2011 | 11:31 PM

    استاذ فايز انت انسان رائع وتستحضر ضميرك دائما في كتاباتك اللة المستعان اللة اكبر اللة اكبر على الظالمين والمنافقين

  • 19 وطني الاردن 29-09-2011 | 09:51 AM

    الموضوع بكل صراحة انه اذا تم السماح لقناة اي تي في بالظهور فمصير القناة الرسمية الاختفاء لانها بكل صراحة لن تستطيع المنافسة هذا الموضوع الآصلي ......

  • 20 حميدي حر 29-09-2011 | 12:02 PM

    استاز فايز اشكرك على قول الحقيقة فيجب الظرب بيد من حديد لكل من يحاول المس بالوطن ومقدراتة

  • 21 محم 29-09-2011 | 12:07 PM

  • 22 سلطان عبيدات 29-09-2011 | 04:52 PM

    بهديهم أغنية يا حبيبي لفضل شاكر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :